الحلم الأول : رأيتني في شارع طويل ...سيارات كثيرة راكنة على جانب الرصيف وأخرى تسير في الإتجاهين ... رجال متجهمون ونساء عابسات ...واجهات المحلات والأبناك والمطاعم جميلة ...ألوان وأضواء تظهر وتختفي ...لا أتذكر منها سوى جزار فلسطين وقريبا منه مقهى الوحدة العربية ومطعم الخليج وفي الجهة الأخرى رأيت لافتة قديمة سقط جزء منها ...مسرح الشعب....لم أعرف الزمان ولا المكان حاولت إستفسار رجل يحمل جريدة لكنه رفض الوقوف والكلام ...وقررت أن أسير حتى ينتهي الشارع أو ينتهي الحلم....
الحلم الثاني :
رأيتني أجلس في مقهى جميل ونظيف ...أضع أمامي وعلى مائدة سوداء إبريق شاي صغير وكأسين ....أشخاص متشابهو الملامح يتابعون مباراة لكرة القدم ...الهتافات تتصاعد من حين لآخر ... بائع للسجائر بالتقسيط وماسح للأحذية يتشاجران ...متسول يطوف بين الطاولات...ناذلة شابة تبتسم للزبناء....فجأة وجدتني أغني بصوت جميل ...إجتمع عدد كبير من الناس حول الطاولة وبدأوا يضعون قطعا نقدية مختلفة الأحجام على طاولتي ...ويرددون معي : إنما للصبر حدود...ياحبيبي..
الحلم الثالث :
رأيت فيما يرى النائم ....أسير في صحراء قاحلة ...السماء تعانق الكثبان هناك بعيدا...بحثت عن ظل ...عن ماء....الموت في مواجهة الطبيعة خير من الموت عبئا عليها ...هكذا قلت في نفسي ....وفجأة وبدون مقدمات ...وفي الأفق حيث تلتقي السماء بالأرض ظهر دخان أسود وماء.... وقبل أن أفيق من دهشتي تحول الدخان والماء إلى بنايات ضخمة وشوارع وبحيرات إصطناعية ....وأناس يهرولون ...يمتطون سيارات فارهة ....وأنا تائه كان آذان صلاة الظهر يأتي من مكان قريب ....قريب جدا...
الحلم الرابع :
رأيت كما لو أني في فصل مألوف ...الفصل مكتظ بحيوانات مختلفة...أليفة وضارية ...وكما لوكنت مدرب سرك بدأت ألاعبها ....أصبحت واحدا منها ،أفهم لغتها وتفهم حركاتي ... إختلط النباح بالخوار والفحيح بالمواء ....وأصوات أخرى غريبة لم أسمعها من قبل ...وأنا أروض عقربا صغيرا ساد الظلام وجثم الصمت ...لم أعد أسمع سوى زفراتي الخافتة ،تسللت من الباب وأنا أتحسس الجدران ...وجدت نفسي في ساحة مقفرة....وعندما إلتفتت بدا لي كما لو أن الفصل يغرق في الماء ....