هل تنتهي فجأة كل المحاور .... وهل تسقط الأوراق فجأة قد لا تشاور .... شطحات كثيرة كانت تغامر .... ونزعات رهيبة ظلت تناور .... و ومضات باهتة دفنت مع الخاطر .... شئت أم أبيت طريقان لراحل مقامر .... لرافض الشيء من حوله وهو خاسر .... لسر الحياة يتموج في البحر الهادر .... لسر البقاء يلتهب بحسه كالداء النادر .... لتورق الشجر وسط الربيّ كالجنان الزاهر .... لتبلد الفكر من قول الفقيه بصوت فاتر .... لتشمت العدو فيمن كان يوما إليه لا يبادر ..... لتبدل الأحوال علّها تخاطب من كان بقارئ الكف كافر .... من كان في الحوزة وصار الآن يسامر .... من بارك اللقاء وشدته عصبة الأمم ليناظر .... من جاء بعد غياب طويل لسدة الحكم يخاطر .... أم أنه حقا جاء ليقامر .... أم شدته عيون الخلق الذي جاءت إليه بالأساور.... ببركات شيوخها وزعامات القوم الأكابر.... بتهاليل الرهبان ومرقصيه الحزانى .. العاثر .... بوشاح الحاخامات التي ظلت باحثة عن الهيكل بنبش الأظافر.... بتعويذات بوذا الذي ظلت للشرق البعيد شاهدة لكل القرون تحاضر .... تقول هل من مغامر .... هل من عليه أشاور .... لتعاد مرة أخرى كل المحاور .... لتبدأ الحياة من جديد كأحلام الطير المهاجر .... علّها به تفاخر .... بل أن السر دوما يبقى في الخاطر .... يحلم بأن الغد أبهى من الأمس الجائر .... يئن إلى مسامع القوم بأنه قادر .... يرتب الكلام وينظم الزجل المقفى الساحر .... لعالم البهتان الساخر .... لعالم تشكل من ذات لم تندم لخطها الخاسر .... بل تراها تشتكي حظها العاثر .... تستلهم الرؤى من شاشات الصندوق الساحر .... تصدق تارة وتكذب أخرى عناوين ذلك الشاعر .... الشاعر الذي ملّ الضمير .... ملّ زيف التاريخ المرير .... ملّ رياء القمم يزهون بقمصان الحرير .... يتباهون عن البشر الحيارى كخلق فقير .... ويحسبون أن الدور لهم وحدهم يشير .... في عالم البهتان الصغير فيه قد يصير كبير .... والسفير فيه قد يصير غفير .... والغفير قد يتعالى ويبدو أمير .... تتطلع له الوجوه من كل صوب قادما كالقمر المنير .... هو الذي لاذ يجري مهرولا لفعل السرور .... وأبتلع الحياة مرة واحدة وأزكاه الغرور .... متطفلا غير عابئ لنظرات في معظمها شرور .... تنقض عليه بسهام قاسية يبتال منها النفور .... تلك هي عوالم البهتان تبقى ترافقنا حتى يوم النشور ....