أين مني الشباب وما عجب .... وأين مني التاريخ الطويل وما كتب .... أين مني هذه الدنيا التليدة وما سلب .... وأين مني اللحن المميز وما طرب ..... أين مني الداعية المبتذل وما كذب .... وأين مني الخطى البطيئة وما خطب .... أين مني ذكرى الخوالي وما شطب .... وأين مني أهزوجة الراوي وما عتب .... أين مني العمر كله فات وما تعب .... وأين مني الدهر كم تردى وما شرب .... أين مني تلك النجوم المصونة وما حجب .... وأين مني سرايا البيادق ساحرة وما نهب .... أين مني كأس المحيا هنيئة وما سكب .... وأين مني دنيا الغرور مفتونة وما وجب .... أين مني زهر الربا ساحرة وما رغب .... وأين مني خواطر الذكرى وما نسب .... أين مني هذا الغضب .... تطلعات باهرة فوق السحب .... عز الطلب .... وماذا طلب .... ترددات قاسية بدنيا الرخاء وما حجب .... تبدل الأشياء تفحم الأجساد وما نهب .... هل تراها دنيا الغرور أم مسيرة كلها صخب .... أراها وتراني في كل يوم أحسبه لعب ..... لمن أشكي الوثيرة الساكنة وما كسب .... كل ذاك فر من المكان وهرب .... وصرت بلا نصير رغم جسارة الخطب ..... أناجي العابرون للسماحة بلا ذنب ..... أحاور القادمون السائرون يستفهمون من نحن ومن نكون .... ومن أين تبدأ الصيرورة وهل تبدأ وقت السكون .... هي دنيا العذاب فيها زاحفون .... دنيا العذاب والتردي .... وصمة العار مر التجني .... رحمة الآلهة زهوة التمني .... صلاة آخر الليل دعوة للتشكي ...... الكل يدور حول نفسه ويغني .... أغنية المرارة علها تشفي .... أم أنها طربا عله ينسي .... ينسي المكان والزمان للواقع التخطي .... يتبعثر بالأجواء كالجمرة الخبيثة مزيدا من التحدي .... هي العوالم الشاكية كأنها تصبح ولا تمسي .... لا تؤمن بسياسة التروي .... القدر العنيد حطم الرؤى تناسي تقاليد المربي .... وأبقت عليها في دنيا الشقاء تسري .... إلى متى تبقى سارية علينا سياسة التمني....