أخيرًا ..أخيرًا غيّبُوهمْ...غيّبُوهمْ يابلادي في سُجون النظامْ . غيّبُوهمْ... فامْسحوا يا أحبائي الدموعْ أشعلوا ياأصدقائي الشموعْ ماتتِ الشمسُ الآنَ وعمّ الدنيا الظلامْ. ياسَلامْ....ياسَلامْ... مغربٌ عدْلٌ نزيهٌ ...- قالوا - مغربٌ حُرٌّوجيهٌ... - قالوا – لكنْ ..واحسرتاهْ.. كلّ شئ تمَّ في الخيالْ ... كل شئ تمَّ في الأحلامْ. غيّبُوهمْ ...بعْدأنْ عذبُوهمْ ... أرْهقوهمْ...شتتوهمْ...مزقوهمْ... أرْغموهمْ أن يقبَلوا صكّ الاتهامْ . ياسلامْ...... في ذاك الفجْر الجبّار الحزينْ والصبحُ يكتُمُ في صدْرهِ أنْفاسَ الأنينْ وقفَ القاضي مَرعُوباً يحْملُ في يدهِ السّكينْ لايدْري كيْف يَقسمُ بيْن الرّجال (هدَايا العيدْ)..عذاباتِ السنينْ. في ذاك الصبْح الحُطامْ انشقتْ جُدْرانُ الشمْس في بلادي وبَكى في الأيْك الحَمامْ. قفْ...مامعنى الزمان الآنْ..؟؟ ما معنى الإنسانْ...؟ مامعنى الليلُ... النهارُ... الأيامْ...؟ مامعنى البراءة...؟ مامعنى الإعدامْ....؟ ثمَّ....لمَاذا..لماذا..لماذا..لماذا..لماذا.......؟؟؟؟؟؟ لماذاأيُّها الجبّارُ العاتي... يا أيُّها الآتي.... من جحيم الظلامْ..؟ فلماذاطيورُ بلادي تساق اليومَ قرْباناً للأعادي وتذبحُ جهْراً في كرْنفال اللئامْ.؟ ولماذا...؟ لماذا...؟وهُمُ الأطهارُ... هُمُ الأخْيارُ...هُمُ الأشرافُ... هُمُ السّادة الأحْرارُ...عناوينُ السلامْ. ولماذا ...؟وهُمْ مَنْ لوْقالوا للشمس :تعاليْ ، لحَطّتْ بيْن أيديهمُ الشمسُ في خجَلٍ واحْتشامْ. ولماذا ...؟وهُمُ الأحْبابُ القليلونَ ..القليلونْ ؛ لاأحزابَ فتفديهمْ،لاجماهيرَفتحميهمْ من سكاكين النظامْ. ولماذا...؟وهُمْ منْ مدُّوا للفجْر يدًا يرسُمون بقلب الليل غدًا ما ضرّهمْ عنْفُ الزّحامْ. ولماذا وهُمْ منْ في دمِهمْ تسْري دماءُ الرّسول عليه السلامْ . وااااااااااااااااأسَفي على الرِّجال في بلادي ابْيضَّتْ عينايَ شاختْ شفتايَ... فما عُدْتُ أقوى على شِعٍْر أوْكلامْ. واأسفي فلمنْ سأكتبُ شعري بعْد اليوْم، والأحبابُ قدغابُوا وراء سَديم الغمامْ.؟ فلمنْ أكتب شعري بعد اليومْ؟ وهُمُ النقادُ..هُمُ الأدباءُ..هُمُ الشعراءُ العظامْ؟
ي ا ب لادي ... ستمْضي الأيامْ ... كَلمَى تمزقها الآلامْ سيرى الحكّامْ أنهم غرسُوا في قلب المغرب السكينَ الدَّامي لمَّا، ليلة العيدِ السَّامي، أصْدرُوا أقسى الأحكامْ في أرقى الرِّجالِ لا..بلْ في سِرْب الحمامْ.