في إطار التقليد الحميد الذي سنته "جمعية القبس للسينما والثقافة " بالرشيدية، لنفسها، وبعد الإصدار الذي خصصته لتجربة المخرج داوود أولاد السيد، عمدت، في اختتام موسمها الثقافي الحالي (2008/2009 )، إلى إخراج إصدارها الثاني، خاص هذه المرة، بالمخرج المغربي ، صاحب التجربة الثرية: محمد عبد الرحمان التازي، ويحمل عنوان : "المكونات الجمالية والفكرية لسينما محمد عبد الرحمان التازي " . ويأتي الإصدار ليضم الدراسات والمداخلات التي قُدمت خلال الموسم الفارط (2007/2008 )، في الندوة الهامة التي تناول خلالها نقاد مغاربة معروفون، التجربة السينمائية لعبد الرحمان التازي ، في "الملتقى السينمائي الجامعي الثالث " بالرشيدية . يضم الإصدار الجديد، إضافة إلى تقديم بقلم حيد اتباتو، وحوار مع المخرج، من إنجاز عامر الشرقي، المواضيع التالية : محمد عبد الرحمان التازي: محطات نصف قرن من العمل السينمائي ، أحمد سيجلماسي . أوجه الواقع في متخيل محمد عبد الرحمان التازي، حميد اتباتو . من الحكي المَنقبي الفيلمي: قراءة في فيلم "جارات أبي موسى "، محمد اشويكة . انتفاضة المعنى في سينما محمد عبد الرحمان التازي: "باديس " نمودجا، عثمان بيساني . جماليات الفن السينمائي وصراع الرغبات الإنسانية، قراءة في فيلم "البحث عن زوج امرأتي" للمخرج عبد الرحمان التازي، نور الدين محقق . ابن السبيل وسارق الدراجة: نقط الالتقاء والاختلاف في الأسلوب الواقعي، ضمير اليقوتي . "البحث عن زوج امرأتي" لمحمد عبد الرحمان التازي: جدلية الشكل والمضمون، بوبكر الحيحي . في تقديم الكتاب نقرأ : "... يمكن اعتبار إصدار كتاب من طرف النادي السينمائي بمثابة اقتراح من الاقتراحات الممكنة لتجديد فعل الأندية السينمائية، لأن ما تَكَرس، في ممارسة هده الإطارات، هو الثقافة الشفوية التي وإن ساهَمت في تأطير جيل بكامله، فقد كرست التبديد ظاهرة ً مميزة،لهده الممارسة، وهو ما ضيع داكرة ثرية بكاملها كان بالإمكان توثيقها بصيغة إصدارات لتغني خزانتنا السينمائية والثقافية ، وتفيد مشروع الثقافة الوطنية في الحاضر والمستقبل، كما أفادتها في الماضي، ولتسعف مجالات عديدة كالنقد السينمائي، والبحث العلمي، ومشروع العمل الثقافي داخل الحقل الجمعوي ...(....) ... تتكامل دراسات المشاركين في الكتاب. وهكدا يكون انطلاقها من زوايا مختلفة، في مقاربة تجربة التازي، خادما لتوضيح الرؤية حول هده التجربة، ومبينا أكثر لخصوصيتها ومرتكزاتها، ولهدا تتجاور آلياتُ التاريخ مع آليات السوسيولوجيا والتأويل والمنهج المقارن ومنطلقات منهجية أخرى، لتفكك بنيات أعمال التازي، وتحللها، وتقف عند منطوقها المباشر والخفي (...) إنه كتاب آخر، حول اسم سينمائي آخر، توقعه أسماء من مجالات البحث والنقد، دعما لصدق ونوايا وعمل ناد من أقاصي الهامش، اسمه "نادي القبس للسينما والثقافة" بالرشيدية (ص: 6 7) . ويقول الناقد أحمد سيجلماسي ، في إطار حديثه عن محطات المخرج المهنية/الفنية : "... إن ما ميز عقد التسعينيات بالنسبة لمحمد عبد الرحمان التازي، هو انتقاله من "سينما النخبة" إلى "سينما الجماهير العريضة"، أي من سينما ذات مضامين غنية، تزخر بالرموز والدلالات ، وقابلة لقراءات متعددة (ابن السبيل/ بادس)، إلى سينما بسيطة في بنائها الدرامي، وخفيفة في روحها ومضمونها، لكنها متميزة وممتعة في صورتها وموسيقاها وملابسها وديكورها (البحث عن زوج امرأتي/ للا حبي..) ... وهدا إن دل على شيء، فإنما يدل على أن عبد الرحمان التازي، يجدد من عمل لآخر، على مستوى المضامين، رغم حفاظه على خصائص أسلوبه السينمائي المتميز بالبساطة والوضوح والتمكن من أدوات التعبير السمعي البصري" (ص: 19) .
كتاب "المكونات الجمالية والفكرية لسينما محمد عبد الرحمان التازي" يقع في 102 صفحة من القطع المتوسط ، من منشورات جمعية القبس للسينما والثقافة، طبع مطبعة "انفو برانت" ، فاس، بدعم من المركز السينمائي المغربي . عنوان إصدار الجمعية الأول كان تحت عنوان : "سينما داود أولاد السيد: المرنكزات والخصوصية" (أعمال ندوة الملتقى السينمائي الجامعي الثاني)، وصدر سنة 2007، وهي (الجمعية) منكبة الآن، على إعداد الإصدار الثالث (أعمال ندوة الملتقى الرابع)، عن التجربة السينمائية للمخرج مومن السميحي .