تمثيلات الهوية وأصوات الغيرية في نص الرحلة وخطابها بأصوات 25 باحثا من الجامعة المغربية تحت عنوان"تمثيلات الهوية وأصوات الغيرية في نص الرحلة وخطابها"، صدر العدد الخامس من مجلة دفاتر الدكتوراه، وهي مجلة محكمة تنشر أبحاث الباحثين في الدكتوراه، تصدر عن مركز دراسات الدكتوراه الإنسان والمجال والتواصل والفنون بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك بالدار البيضاء. وقد شمل هذا العدد الذي صدر في 336 صفحة من الحجم الكبير ، محورين أساسيين. وقد أشرف على هذا العدد شعيب حليفي مدير مختبر السرديات رفقة فريق من المختبر. يتضمن الفصل الأول محور "تمثيلات الهوية في الرحلات السفارية المغربية إلى أوربا". وهو المحور الذي انفتح الرحلة، باعتبارها مجموع الكتابات التي لها علاقة بفعل السفر نحو الآخرواللقاء معه. مثلما هي أيضا رحلة نحو الذات، بحكم أن ما يُشاهد وما يوصَف لا ينم إلا عن المقارنة مع الذات، بشكل من الأشكال. ففي النص الرحلي، نلمس كيف تتحول العلاقات بين (الأنا) و(الآخر) إلى إحساس تعبيري ينتقل من العالم الذهني الاجتماعي لينفذ بطريقة لاواعية إلى النصوص الأدبية التي تمثل، بطريقة ما، الثقافة المنطلقة منها الرحلة في تصاديها مع الثقافة الهدف. وقد خلّف المغاربة ابتداءً من القرن السادس عشر، متنا مهما من الرحلات السفارية نحو الآخر الأوربي، يؤكد هذا الكم الهائل انفتاح المغرب على الثقافات الأخرى. الأمر الذي يقودنا إلى التساؤل عن شروط ذلك الانفتاح وملابساته وعن الصيغ التي تم بها، والذي لم يخلُ من تشكيل صور عن الآخر وعن الذات في الآن ذاته. ولا يمكن الحديث عن الصورة دون استحضار ثنائية الهوية والغيرية في تجليات مختلفة مرتبطة بالسياق والمرجع الثقافي بحيث تتشيد مقومات وقيم الأنا باعتبارها انفصالاً وتميزاً عن الغير. وبذلك، فحين يشكّل الرحالة صور الآخرين، فهو يعيد تركيب هويته، بطريقة ما. فاكتشاف الآخر يسمح بمعرفة الذات، إذ يصبح سحر الغيرية دافعاً إلى لقاء الآخر باعتباره مِرآة للذات، فلا ذاتية بدون غيرية. انطلاقا من هذه المعطيات، قارب الباحثون المتن الرحلي السفاري، عبر الكشف عن الصور والتصورات والتمثيلات والتمثلات الذهنية الثقافية والاجتماعية التي كونتها هذه النصوص عن الغير، وكيفيات تصويره وتصوّره، وملابسات ذلك في ارتباط وثيق بالسياقات التاريخية والثقافية والاجتماعية. وكذلك كشفت عن طبيعة المعرفة التي تقدمها الرحلة وكيفية تقديمها في وصلها مع مصدرها المرئي والمقروء والذاكرة واللاوعي الثقافي. وكيف أدرك الرحالون الآخر، على مستوى التقييم والإدراك والتأثر الوجداني وكيف تمت صياغة ذلك؟ وهكذا جاء في مقالة نادية الأزمي (جامعة عبد المالك السعدي، مرتيلتطوان)، "التمثّلات الثقافيّة في "النفحة المسكيّة" للتمكروتي"، بكون هذه الرحلة تقف وسطاً بين نوعين رحليين؛ فعلى الرغم من أنّها رحلة سفارية، فقد جاءت أقرب من حيث خصائصها وموضوعاتها إلى الرحلة الحجازية، لكونها لم تمرّ في طريقها على أوروبا التي غصّت بذكر مدنها الرحلاتُ السفارية الأخرى. وبالتالي فإنّها اختلفت عن كثير من أخواتها في أنّها لم تواجه الآخر ثقافياً، أو أن الآخر نفسه لم يكن يخالفها في ثقافتها العقيدية. لذلك غاب عنها (إلا قليلاً) ذلك النّفَس الذي يدافع عن الإسلام من موقع مواجهة النصرانية التي كانت تتلقى الدعوات عليها بالويل والثبور في كثير من الرحلات السفارية. أما نور الدين بلكودري (جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء) فمقالته حول "تمثيلات الذات المغربية والآخر الإسباني في رحلة الغزَّال الحافلة بالمشاهدات والوقائع الحمالة لمواقف ذاتية وأحكام تكشف تمثل الغزال للإسباني، سواء كان مواطنا أم وزيرا أم حاكما ... مركزا على تمثيلات الذات والآخر، ومحاولا إبراز أوجه التصادم الهوياتي بين المغربي المسلم، الإسباني المسيحي، مع العناية بموقع ذات الرحالة الممثل لثقافة لها خصوصياتها الثقافية. وذلك عبر مقاربة ثلاثة محاور أساسية، هي: استعلاء الذات وتقزيم الغير، والانبهار بالآخر وانكماش الأنا، وأخير التصادم الهوياتي والارتداد إلى الأصل. وتمحورت مقالة محمد رضا بودشار (جامعة عبد المالك السعدي، مرتيلتطوان)، حول موضوع "إسبانيا من منظور سفير مغربي من القرن الثامن عشر: ابن عثمان المكناسي" والذي شكلت رحلته الموسومة ب"الإكسير في فكاك الأسير" حلقة من سلسلة الرحلات المغربية إلى إسبانيا خلال العصر الحديث، وتعبيرا حيا عن سياسة الانفتاح التي نهجها السلطان محمد الثالث، كما تعبر عن واقع سياسة الاستبداد المستنير لملك إسبانيا كارلوس الثالث والإنجازات التي حققتها، ذلك أن النص غني بالمعلومات الاقتصادية والتجهيزية والاجتماعية المتعلقة بإسبانيا، وهو بذلك يوجه خطابا إلى المخزن مفاده ضرورة القيام بعملية التحديث وفق النموذج الأوربي. إلى جانب هذا، لم يتردد المؤلف في انتقاد صراع إسبانيا مع الإسلام، كما أنه لم يتوان في انتقاد المعتقدات والشعائر الكاثوليكية في كثير من لقاءاته، ومع ذلك فهو لم يقدم إسبانيا على كونها "آخرا مطلقا"، بحيث أنه لم يكن يفوت الفرص للحديث عن معالمها الحضارية الإسلامية. ومن ثمة فقد تحكمت ثنائية الإعجاب والانتقاد في نظرة ابن عثمان المكناسي لجارة المغرب الشمالية. أما مقالة وفاء زيدان (جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء) فاختارت موضوع: "المسألة العسكرية في الرحلات السفارية، نموذج: رحلة السفير إدريس بن إدريس العمراوي تحفة الملك العزيز بمملكة باريز" والتي تمثل في منظور الباحثة لحظة أساسية للوقوف عند انبهار الكاتب المخزني بدرجات تطور الدول الغربية على كافة مستوياتها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية، وتتيح كذلك إمكانية معرفة مختلف أوجه التصورات والتمثلات التي حملها الكاتب المخزني لتلك الأنظمة مما يمكن من معرفة تأثيرات نظامه القيمي وتركيباته الذهنية من خلال إصداره لأشكال معينة في الحكم والتقييم لتلك الأنظمة. فالظاهر أن الكاتب المخزني كان يحاول وصف مختلف السمات الأساسية المشكلة للبنيات المجتمعية والمؤسساتية للمجتمعات التي زارها غير أن احتكام الدول على منطق القوة في تسوية ما كان يبدو بينها من نزاعات اقتصادية، تجارية، أو سياسية كان باعثا أساسيا لتركز انتباه الكاتب المخزني على طرق وأشكال بناء مؤسسات عسكرية نظامية استطاعت أن تضمن الريادة لدولها. وكتب يونس أوجديد (جامعة ابن زهر، أكادير) مقالته في موضوع "قراءة في رحلة تحفة الملك العزيز بمملكة باريز" درس من خلالها موضوع البعثة السفارية المغربية التي أرسلها سيدي محمد بن عبد الرحمن مباشرة بعد حرب تطوان سنة 1860 إلى فرنسا في عهد نابليون الثالث، حيث ترأسها إدريس العمرواي، ولا تخرج عن غيرها من الرحلات السفارية الأخرى التي لا يعرف سبب إرسالها. غير أن الرحلة الوزير عملت على نقل أحوال المجتمع الفرنسي إبان عهد نابليون الثالث، مهتما بوصف أوضاع المجتمع الفرنسي، وبعض مقومات الحداثة الفرنسية على النحو الذي تجلت له في عدد من المظاهر الاجتماعية والعمرانية والسياسية والتكنولوجية. كما وصف مختلف الاختراعات الحديثة غير مخف اندهاشه، مما صادفه من الأمور الغريبة والعجائب المحيرة للأذهان، مبرزا مشاعره من الحياة الباريزية، والتنظيمات التي تضبط إيقاع عالم التجارة والصناعة. وخلافا للرحلات المتجهة لفرنسا وإسبانيا، خص عبد العالي دمياني (جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء) بالدراسة نصا رحليا اتجه صاحبه نحو إنجلترا، وهو نص "الرحلة الإبريزية إلى الديار الإنجليزية" لمحمد الطاهر الفاسي، ورامت مقالته رصد "دهشة الاكتشاف ورهبة التعرف صور الآخر في الرحلة الإبريزية"، وهي رحلة حققها العلامة محمد الفاسي، ضمن صنف الرحلات السفارية.وقد تميزت هذه الرحلة ، التي دامت شهرين ونصفا وتزامنت مع سفارة بعث بها السلطان العلوي إلى فرنسا ودونها الوزير إدريس العمراوي، بتوصيفها للمحطات التي زارها الوفد السفاري المغربي. واستطاعت أن تنقل صورة عن المدنية الأوروبية في صيغتها الإنجليزية، حيث سينقل الكاتب تمظهرات الحضارة الغربية مجسدة في البواخر والقطارات والقصور الفخمة والآلات الصناعية والمدافع وأنواع الأسلحة والحدائق والمصانع الكبرى والاستعراضات العسكرية والمتاحف وحدائق الحيوانات والنباتات والقناطر الضخمة وأشكال التنظيم والتنسيق... ولم يخف الكاتب، في محاولة اضطلاعه بوصف هذا العالم الجديد عليه كلية، انبهاره بما تنطوي عليه المدنية الإنجليزية من عجائب وغرائب، إلا أنه اعتبر هذا التفوق الدنيوي لا يساوي شيئا في ظل الكفر الذي تعيش فيه الأقوام الإنجليزية، وكان إحساسه بالتفوق الديني، على اعتبار أن الإسلام هو الدين الحق، يخفف من غلواء شعور مبطن بالتخلف الحضاري إزاء المدنية الأوروبية الصاعدة بقوة في أواسط القرن التاسع عشر. مقالة آسية واردة (جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء) حول "فرنسا بعيون الفقيه محمد الصفار اللقاء مع الآخر واكتشاف الجديد"، مستوضحة أن هذه الرحلة تكشف عن مشاهدات الصفار بالديار الفرنسية التي قدم فيها وصفا معبرا لعناصر تطور الآخر وتفوقه في مختلف المجالات، فبعد ركوبه القطار الذي أطلق عليه "ببور البر"، واندهاشه بسرعته وشكله، أبدى إعجابه بمدينة باريس وشكلها ودينامية الحركة داخلها، ومنتزهاتها ونمط القلاع المحيطة بها . كما أفرد فصلا كاملا من رحلته عن عوائد الفرنسين في الأكل إلى غيره من الأشكال الحضارية الجديدة على ثقافة الصفار وبيئته. وجاءت مقالة هاجر برغابي (جامعة سيدي محمد بن عبد الله، فاس): Britain through Al Ghassal's Eyes: Rihla Tatwijiya ila A'ssimat al Bilad al Injaliziya (1902) (بريطانيا بعيون الغسال في الرحلة التتويجية إلى الديار الإنجليزية). لتتناول بالتحليل نصا يعود إلى سنة 1902م. مبرزة أهم المحطات التي اهتم بها الغسال في رحلته إلى العاصمة البريطانية لندن، وتقديم توصيف وتحليل للمجالات التي اهتم بها وعلى وجه الخصوص البنيات التحتية للعاصمة لندن والمجال الصناعي والتجاري والديبلوملسي والعسكري، كل ذلك من أجل هدف أساسي تمثل في فحص مفهوم الحداثة عند الغسال، ودحض الأفكار الاستشراقية، وتبيان مكانة العرب في السفر. وفي مقالة "إسبانيا باعتبارها فضاءَ استشكال ثقافي للسفراء المغاربة، بحث في تميز الفضاء الإسباني عن الفضاء الأوربي والأجنبي" الكردودي والرهوني نموذجين، قارب المبارك لغروسي (جامعة عبد المالك السعدي، مرتيلتطوان)، الرحلة إلى إسبانيا بالنسبة للرحالة المغربي برحلتين متوازيتين، رحلة في البلاد الحديثة ينظر لها الرحالة بعين الموضوعية والعقل والانتقاء، ورحلة في مدن ومآثر الأندلس تقوده في استحضار للتاريخ والماضي واستبحار في الكتب التاريخية والأدبية واستحضارا للحظات الصراع والألم واعتبارا بمكر الزمان والأقدار. لكن هذه الرؤية الأندلسية ستتخذ طابعا وجدانيا مكتئبا ومتصادما مع الآخر في رحلة ما قبل اللقاء مع الاستعمار، وستتطور إلى استحضار أقل سلبية مع الرحلة المغربية الشمالية والرحلة العربية المشرقية المتصالحة مع جانب من إسبانيا الحديثة التي تبنت الميراث العربي الإسلامي كجزء من ذاتها فوافقه خطاب متصالح في الجانب العربي تكرس في الرحلة الأندلسية. مقالة نسرين الجعفرية (جامعة محمد الخامس الرباط) موضوعها "الهوية الثقافية في خطاب الرحلة الأوروبية" درست فيها متن الرحلة السفارية "الرحلة الأوروبية" لمحمد الحجوي، والتي تعكس اندهاشا وإعجابا ثم اعترافا برقي الفن الفرنسي وقوة الصناعة الإنجليزية، واستعراضا للخصوصيات الثقافية والعادات مقارنة بين البلدين (فرنسا والإنجليز) وحتى مع المغرب في لحظات أخرى. والتي تمكن من لمس تلك الهوية الثقافية المتجددة، تنتقي من معطيات العصر في ميادينه المختلفة واستثمارها من لدن الذات. وركزت على الوظيفة التنظيمية لفعل الرحلة، ومحطاتها (مشهد الذهاب- مشهد الوصول- مشهد الإياب). والهوية الثقافية في الرحلة من خلال المستويات الدينية والأخلاقية والفكرية والاجتماعية والاقتصادية. في المحور الثاني، "أصوات الغيرية في الرحلات الأوربية إلى المغرب"، تضمن مقالات لباحثين اشتغلوا على نصوص تندرج ضمن خطاب الرحلة الذي يصور المغرب: مجالا وإنسانا وثقافة، انطلاقا من تفكيك تلك التمثلات السردية للغيرية التي هي معرفة الآخر في اختلافيته، معرفة محمّلة بوعي ثقافي وتاريخي وسياسي أحيانا. أما المحاور التي توقفت عندها المقالات تلك المنظورات المختلفة لصورة الآخر- التوترات العاطفية -رهانات إبدال الغيرية- صور الغيرية والتخييل- الآخر وطبيعة الأهواء. وفي ما يلي إضاءات سريعة لهذه الرحلات، وهي مقدمات لرصد تلك التمثلات كما ستقاربها المقالات. منيرة الزغيمري، جون وندوس، رحلة إلى مكناس، 1721 : يكشف الكاتب عن عمق رؤية الآخر للواقع المغربي، رؤية سطحية مسيجة بنظرة متعالية لم تستطع تجاوز تفوق الذات الغربية، وإلغاء المسافة الوهمية بين الشرق والغرب. وقد استعرضت الباحثة الأبعاد السياسية والاجتماعية والدينية للرحلة، مع الوقوف جليا عند الصورة المشوهة التي نقلها الرحالة عن المغرب. سليمان حجاجي، ماركس بيرغ، وصف الاستعباد في مملكة فاس، 1754 : تحدث الباحث عن الصورة المتناقضة التي نقلها الرحالة عن المغرب، فمن خلال التركيز على مفهوم الغيرية، يظهر أن الكتابة السجنية تندرج ضمن المذكرات، باعتبارها نمطا أتوبيوغرافيا يسائل علاقة الذات بالآخر. محمد محيي الدين، يان بوتوتسكي، رحلة في امبراطورية المغرب، 1791 : ركز الرحالة على الأثر الأندلسي ووجه المشرق في العمران والثقافة والحضارة والأدب الذي نقله الموريسكيون إلى المغرب، وعلى المقارنة مع الآخر والسخرية من اكتشاف حور الماضي المتخلف؛ سياسيا وثقافيا واجتماعيا. أحمد بلاطي، علي باي العباسي، رحلات عبر المغرب، 1801 : تناول الباحث في مداخلته التفاعل بين الأنا المكتشِفة والأنا المكتشَفة، وتأثير منطلقات الرحالة على قيمة الاكتشاف، وحدود الذاتية والغيرية في الرحلة. ميلود الهرمودي، الدكتور ديكيجي، رحلة داخل المغرب، 1877 :تطرق الباحث للعلاقة الملتبسة بين الأنا والآخر، من منطلق فعل الرحلة، وما رصدته من قيم ثقافية وعمرانية وسياسية واجتماعية ميزت مغرب القرن التاسع عشر، في محاولة يائسة لخلق التجانس بين الأنا والآخر. إبراهيم أزوغ، رحلة إلى المغرب لإمانويل شلومبيرجر، 1882.قارب الباحث هذه الرحلة في مستوى أول بردها وقراءتها في سياقها التاريخي والإبداعي، وفي مستوى ثان من المقاربة عمد الباحث غلى كشف خطاب الغيرية في الرحلة من خلال ثلاثة محاور، وهي : السياق التاريخي والادبي لنص الرحلة، وصف الرحلة، مرايا الذات والغير. زهير كويس العلمي، شارل دو فوكو، التعرف على المغرب، 1883-1884 : أكد الباحث على الغاية من تعرف الرحالة على المغرب، لمحدودية المعرفة الأوربية حوله، لذلك اتسمت الرحلة بالدقة والتفصيل، وقدمت معطيات هامة حول المجال الجغرافي المغربي، والأبعاد الثقافية للمجتمع المغربي، وع وصف التنظيم السياسي القبلي وسلطة الزوايا. يونس لشهب، بيير لوتي، في المغرب، 1889 : رصد الباحث لبنيات الغيرية والتخييل ودلالتهما؛ فصورة الغيرية نابعة من صلة الرحالة بالمغرب، ثقافيا واجتماعيا وسياسيا؛ وفيما يخص بنية التخييل، تناول الباحث طرق انتظام الخطاب الرحلي، ومساءلة المسافة بين التخييل والتمثيل، ابتداء من الحكي، مرورا بالوصف، وانتهاء بالحوار. محمد الدوهو، كابرييل فير، في صحبة السلطان، 1901-1905 : كشف التموضع الاستتراتيجي للمشرق تجاه المغرب، كموضوع معرفة للكتابة، تقديم صورة عن المغرب مطابقة لصورة المشرق، من حيث المقولات الثابتة والعادات الذهنية القارة. نادية شفيق، ادموند دوتي، مراكش: قبائل الشاوية والرحامنة، 1901-1902 : لم يبلور الرحالة نظرة شاملة ومتكاملة عن المغرب، رغم ما حققته الرحلة من نتائج علمية ملموسة، تهدف إلى تفعيل المخططات الإمبريالية التوسعية، والتي دفعته إلى محاولة رصد الواقع المغربي بكل تفاصيله، لكن دون القدرة على التخلص من الإيديولوجيا. عبد الواحد عبدوني، إثيان ريشي، رحلة في أسرار بلاد المغرب، 1905 : رأى الباحث أن الرحالة، أثناء وصفه للمغرب، رصد أفكارا متناقضة مسيجة بالأفكار المسبقة والإيديولوجيا، إذ اعتبر الرحالة المغرب مظلما ضعيفا بحاجة إلى قوة مؤهلة لإنقاذه، وفي الوقت ذاته، يشكل المغرب لديه موطن الراحة والجمال. محمد العناز، أندري شوفريان، رحلة إلى المغرب، 1906 : استهدف الباحث علاقة الهوية المطابقة بالموقع الاستكشافي في الرحلة، ، إذ سيكشف السرد من جهة الحقيقة المتعالية التي تبناها الرحالة، وسيكشف من جهة أخرى حقيقة الآخر، وتكون الحقيقة مؤسسة على ثنائية الأنا والآخر. حميد لغشاوي، الأخوان جون وجيروم طارو، الرباط أو الأوقات المغربية، 1917 : تحمل الرحلة منجزا ثقافيا مركبا، يعبر عن قلق الإنسان الأوربي وتعطشه لقيم الآخر/ الغريب، وتساؤله حول المعتقد والقيم والنظم والأخلاق والاجتماعي والفلسفي والمتخيل الجمعي. سالم الفائدة، فاس الاندلسية، لإنريكي كوميث كرييو، 1926. تطرق الباحث لعلاقة الرحلة الأوربية المعاصرة بالاستشراق، مبرزا الوعي بالغير المرتهن للمنظور الاستعماري الموروث عن الكتابات التي أرست رؤى نمطية عن الآخر المختلف جغرافيا وثقافيا.