شهدت مدينة القنيطرة يومي 15 و 16 من شهر دجنبر الجاري، تنظيم فعاليات الدورة الأولى للملتقى الجهوي لشبكة المقاهي الثقافية بالمغرب، وذلك بحضور مبدعين وفنانين للتداول في عدد من القضايا الثقافية، أبرزها الدور الكبير الذي أصبحت تلعبه المقاهي في تكريس روح الثقافة والإبداع بشكل عام. وتميز حفل الافتتاح الذي جرى بالمركز الثقافي، بافتتاح معرض للفنون التشكيلية من توقيع الفنانة إيمان فرحاتي، والذي شكل محطة إبداعية جميلة لترسيخ قيم الهوية والثقافة الوطنية ، وذلك من خلال لوحات متنوعة لامست كثيرا من المواضيع الوجدانية والاجتماعية والإنسانية صيغت في قالب فني ممتع، ابرز احترافية فرحاتي وسعة خيالها، وتميز لوحاتها الشاعرية الأنيقة. كما شهد اليوم الأول، من هذه التظاهرة التي نظمت بدعم من جماعة القنيطرة، وبالتعاون مع المديرية الإقليمية للثقافة، تنظيم أمسية فنية وشعرية، نشطها الفنان عز الدين بن نانة، وبمشاركة نخبة من الشعراء والزجالين منهم، احمد السبتي، ومحمد الشتواني من تيفلت، وخديجة المسيح من تامسنا، ومجد عدي من سوق الأربعاء الغرب فضلا عن الشاعر محمد بلقس، وفاطمة حداد من القنيطرة، وهي منشدة واستعادة مادة المحلون بالمعهد الموسيقي بالعرائش، والشاعر مصطفى الصوفي الذي قرأ قصيدة بعنوان"صمت الورود". أما اليوم الثاني من هذه التظاهرة، فقد شهد بالمقهى الثقافية"لوسافير بلاص" تنظيم ندوة مهمة تمحورت حول موضوع "المقاهي الثقافية بالمغرب.. واقع وأفاق"، وشارك فيها عدد كبير من منسقي الشبكة، منهم خديجة المسيح ومحمد بلقس والمصطفى الصوفي، ونور الدين اقشاني رئيس الشبكة وعبد الحكيم العمراني، وهشام دهلات وحسن الضاوي وابو الفاء البقالي وعبد المجيد الدكالي، وغيرهم، حيث تم طرح الكثير من إشكاليات الموضوع، مجمعين على أن المقهى أصبحت فضاء للإشعاع الثقافي، وأكدت حضورها بشكل لافت، وان الشبكة لعبت دورا كبيرا في إزهار الحقل الثقافي، فضلا عن البحث عن حلول لدعم المقاهي وإعطاءها الصبغة القانونية والاعتبارية والثقافية. كما دعا المشاركون في الندوة الى تكثيف مزيد من الجهود لتنظيم ملتقيات جهوية أخرى، في أفق انعقاد الملتقى الوطني، وبحث مزيد من القضايا الثقافية، رهانا من الشبكة في خلق مزيد من الدينامية الثقافية على الصعيد الوطني. كما تخلل هذا اليوم قراءات شعرية وزجلية لعدد من المبدعين منهم، ادريس ماطو، وطارق بورحيم والعياشي لفطس من سيدي يحيى الغرب، وخديجة المسيح ومحمد بلقس، فضلا عن وصلات موسيقية ممتعة أدتها فرقة إشراق للموسيقى العربية، ليختتم الملتقى الذي جرى في أجواء جيدة، بتوزيع الشهود التقديرية على المشاركين.