" المال ليست له رائحة لكن يمكن أن يكون له طعم، وهو الطعم المر الذي يبقى في أفواه البعض عندما تختفي حلاوته...." عمود " تشوف تشوف " ، " الوشائج الخطرة " ليومه الإثنين 11 ماي هل كان علينا ، أن ننتظر كل هذه السنوات الطوال ، لنكتشف الحقيقة ؟ا والحقيقة ، كما هي وليست كما تنشر في جرائدهم الملونة وبالشكل الذي يريدون . أن نكتشف ، كم كنا واهمين ، حين ، اعتقدنا للحظة ، أن الملائكة يحلقون في سماء صاحبة الجلالة ..وأن " العسل " ولاشيء غيره ، ينسكب من بين أقلا مهم، في كل ما يسطرون .. حين ، تقرأ كتاباتهم ،وكل ما تنشره صحفهم ، كل صباح .. الآخرون ، دائما ، هم الجحيم .. فيما هم الملائكة ، الذين لا يخطئون .. الذين لا يأتيهم " الباطل من بين أيديهم ولا من خلفهم " . وحياتهم فوق الشبهات .. كم ، كانت خيبتنا فيهم ، بحجم السماء ... هل كان ، رشيد نيني ، سيقول ، كل ما قاله في حق الآخرين ، في عموده " تشوف تشوف " ، الأكثر متابعة ، على الإطلاق ، بين قراء الصحف الوطنية ، التي تعاني من "إنفلونزا الطلاق " .. بينها وبين النخبة المثقفة ؟ا. هل كان رشيد نيني ، سيفضح ، الكل وبلا استثناء... لو ظلت علاقته ، برفاق دربه ، كما هي ، ... وظلت على ما يرام و" سمنا على عسل " كما يقولون .. هل كان سيكتب ما كتبه في عموده " تشوف تشوف " ؟ا أم كان سيخفي رأسه ، في الرمال ، كأن لاشيء يستحق الانتباه ؟ا وتضيع الحقيقة ، بين تلا فيف المصالح المتبادلة والمشتركة بين مالكي الحقيقة . حين ، كشف رشيد نيني ، في عموده " تشوف تشوف " العمود ، الأكثر شهرة ، بين قراء المقاهي ..والإدارات . عن جزء من الحقيقة وليس الحقيقة كلها ، لأن ما خفي كان أعظم .. فهو ، قد أسقط ورقة التوت ، عن أسماء ظلت إلى وقت قريب ، شامخة بحجم الجبل ، ناصعة كبياض الثلج . فهي ، كانت بالنسبة للعديدين ، كالشموع التي تضيء ، الطريق لهم .. العيون التي ترى بها ، إلى الناس ...كل الناس .. أو ليس ، هم عقول الأمة ونخبتها .. حين ولدت " الجريدة الأولى " ف " أخبار اليوم " من صحيفة " المساء " وحين تمخضت أسبوعية " الأيام " عن " الصحيفة " . كنا ، نعتقد جازمين أن المصالح المادية ، هي آخر ما يفكر فيه ، هؤلاء .. وأن إغناء الساحة الإعلامية ، بمنتوج صحفي مهني ، رفيع المستوى ، ضدا على صحف الأغلفة الصفراء و" كلو العام الزين " ..هو كل همهم .. كنا ، لحظتها واهمين ، أشد ما يكون الوهم . وكم كانت ، خيبتنا ، فوق الوصف والكلمات .. فكل ، تلك الأسماء الرنانة والكبيرة ، التي تطالعنا صورها ، مع إشراقة كل صباح ..في جرائد اختلفت أسمائها وتوحدت مواضيعها ..حد التطابق . كانت ، لا تقول إلا ما يخدم مصالحها و لا تنشر إلا ما تشاء .. وأن القارئ ، المهتم /المتتبع ، كان آخر همها .. فهل ، فعلا ، "اختار رشيد نيني التوقيت، واختار السيناريو واختار الإخراج " ، كما جاء في كلمة مدير أسبوعية " الأيام ؟ا أم أن " دار غفلون " التي احتضنت ، لغير قليل ، من الوقت ، قراء الصحف الوطنية ، كانت أطول من اللازم ؟ا