حظيت الفنانة الشابة بشرى أهريش ، وهي في أوج عطائها وتالقها ، بتكريم معتبر يليق بمكانتها المحترمة وشعبيتها الواسعة كممثلة سينمائية وتلفزيونية ومسرحية ، وذلك في حفل اختتام الدورة العاشرة لمهرجان سلا الدولي لفيلم المرأة مساء الأربعاء 21 شتنبر 2016 . وقد تميزت لحظة تكريمها بعرض شريط فيديو يذكر بأهم أعمالها في السينما والتلفزيون وبشهادة أدلى بها في حقها زميلها المخرج والمنتج والممثل الكوميدي عبد الله توكونة المشهور بلقب " فركوس " ، الذي أبى إلا أن يفاجئها في ختام شهادته بهدية دالة هي عبارة عن تذكرتين لأداء مناسك العمرة بالديار المقدسة لفائدة والديها مع تحمل كافة المصاريف ، وذلك كعربون محبة وتقدير للعلاقة الفنية والإنسانية الطيبة التي تجمعهما . ومعلوم أن بشرى وفركوس شكلا لعدة سنوات ثنائيا فكاهيا جميلا في العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية الوطنية من أشهرها الفيلم السينمائي الفكاهي الشعبي " الفروج " (2014) الذي تصدر سنة 2015 قائمة الأفلام الأكثر مشاهدة في قاعاتنا السينمائية القليلة . لقد أثنى فركوس في شهادته على الأداء الجيد لبشرى أهريش كممثلة ، كما أكد على أن لها قدرات فائقة على نشر الإبتسامة والحب وروح التفاؤل وسط المحيطين بها وعلى خدمة الفن والفنانين ، وخصوصا الأجيال الصاعدة ، من خلال عملها الدؤوب والمتواصل على عدة واجهات . وبدورها صرحت أهريش ، سواء بعد شهادة فركوس أو في الندوة الصحافية التي شاركت فيها إلى جانب الممثلة المصرية إلهام شاهين التي كرمها المهرجان في حفل الإفتتاح ، بأنها ترتاح في اشتغالها مع عبد الله فركوس نظرا لروحه المرحة ولبساطته وعمقه في آن واحد ولإلمامه بخبايا المجتمع المغربي وتفاصيل حياة المغاربة وخصوصا الفئات الشعبية منهم . وقد سبق لبشرى أهريش أن عبرت في الندوة الصحافية ، التي احتضنتها قاعة الراحل عواد مؤسس جمعية أبي رقراق ، بالنادي العلمي للجمعية ، عن سعادتها وهي تكرم وسط أهلها وأساتذتها وزملائها بمسقط رأسها . وأكدت أن هذا التكريم له طعم خاص لأنه جاء من مهرجان سلا الدولي لفيلم المرأة ، الذي تنظمه جمعية أبي رقراق ، وهي الجمعية التي احتضنتها منذ خطواتها الأولى على دربي العمل الجمعوي والفني قبل التحاقها بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط حيث صقلت موهبتها عبر التكوين الأكاديمي وما تلا ذلك من استفادة من التداريب المختلفة داخل الوطن وخارجه . واعتبرت بشرى تكريمها السلاوي بمثابة تكريم لجيل من الفنانين والفنانات انطلقت مسيرتهم في التسعينيات من القرن الماضي وظلوا مكرسين جهودهم لخدمة الفن المغربي والدفع به إلى الأمام وتأطير اليافعين والشباب في المدارس والكليات ودور الشباب والمركبات الثقافية وغيرها من مؤسسات التكوين والتربية الفنية من أجل الرفع من مستوى تذوقهم لمختلف الفنون . فيما يلي ورقة تعرف بجوانب من المسيرة الفنية لبشرى أهريش ذات الحضور المتميز في مشهدنا السمعي البصري منذ ما يقارب العقدين من الزمان : راكمت هذه الممثلة المحترفة المحبوبة تجربة محترمة في تشخيص العديد من الأدوار السينمائية والتلفزيونية والمسرحية، بالاضافة الى خبرتها في التواصل ووضع تصورات المشاريع وتدريس المسرح بالجامعة وتنظيم التظاهرات الثقافية والفنية المختلفة وغير ذلك من الجوانب المرتبطة بالتدبير الثقافي والفني . استفادت بشرى أهريش، المزدادة بسلا يوم 27 يوليوز 1972 و المتخرجة من المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي سنة 1999 والحاصلة على دبلوم الدراسات العليا (دكتوراه السلك الثالث) في التسيير والتدبير الثقافي من جامعة الحسن الثاني بالمحمدية سنة 2005 ، من العديد من التداريب داخل الوطن وخارجه وشاركت بأعمال فنية في مهرجانات وطنية ودولية، كما شاركت في عضوية لجان تحكيم مسابقات مسرحية وسينمائية. وهي الآن، بالاضافة الى حضورها كممثلة في العديد من الأعمال الدرامية والكوميدية وغيرها، تضطلع بمهمة إدارة مسرح يعقوب المنصور بالرباط . من أدوارها المسرحية الرئيسية يمكن الاشارة، على سبيل المثال، الى الأعمال التالية: ‘الوريث' من اخراج مسعود بوحسين سنة 2011 و' للا جميلة ‘ من اخراج عبد المجيد الهواس سنة 2010 و' مرات الباشا' من اخراج حميد باسكيط سنة 2006 و'كيد الرجال' من اخراج حسن هموش سنة 2000 . وفي السينما تحضرني مشاركاتها في الأفلام الروائية الطويلة التالية: " ليلى ، جزيرة المعدنوس " لأحمد بولان سنة 2015 و" الفروج " لعبد الله توكونة (فركوس) سنة 2014 و‘زيرو' لنور الدين لخماري سنة 2012 و' الجامع′ لداوود أولاد السيد سنة 2010 و'العربي' لادريس المريني سنة 2010 و'المحطة الأخيرة للملائكة' من اخراج نرجس النجار ومحمد مفتكر وهشام العسري سنة 2009 و'كل ما تريده لولا' لنبيل عيوش سنة 2008 و'اكس شمكار' من اخراج محمود فريطس سنة 2008 و'طرفاية ‘أو'باب لبحر' لداوود أولاد السيد سنة 2004 و " حب بلا فيزا " للراحل نجيب الصفريوي سنة 2000 ، والفيلم القصير'بالكون أطلانتيكو' لمحمد الشريف الطريبق سنة 2002 ، ومجموعة من الأفلام الأجنبية المصورة بالمغرب من بينها " إزنوكود " (2005) وهو فيلم كوميدي فرنسي من إخراج باتريك براودي ، وغيرها . كما تحضرني في التلفزيون أعمالها التالية: مسلسلات ‘كريمة' و ‘مارية نصار' و ‘أولاد الناس′ و ‘أبواب النافذة' ، وسيتكومات ‘للا فاطمة' و'لا باس والو باس′ و'كول سانتر' و'هذا حالي' و'دور بها يا الشيباني ‘، والجزء الثاني من سلسلة ‘بنات لالة منانة' و'الكاميرا الخفية' و أفلام ‘شمس القنديل' و'الماكينة' و'عيشة' و'الركراكية' و ‘المكروم' و'طريق مراكش' و'حاجتي في كريني' و 'ثعلب أصيلة‘ و'كازابلانكيز′ وغيرها. فتحية لهذه الممثلة ذات الشعبية الكبيرة، التي عشقت التشخيص منذ طفولتها ومارسته في الحفلات المدرسية قبل أول وقوف لها أمام جمهور مهرجان الرباط في بطولة مطلقة الى جانب العملاقة نعيمة المشرقي في مسرحية من تأليف المبدع العراقي الكبير جواد الأسدي، وما تلاه من أعمال متنوعة .