تحت شعار "من أجل ثقافة عمومية ترتقي بجودة الحياة"، تتواصل فعاليات الدورة السابعة لمهرجان الحسيمة المسرحي الذي تسهر كل من جمعية الفضاء الأورومتوسطي لفنون الفرجة و فرقة الريف للمسرح الأمازيغي على تنظيمه في الفترة الممتدة من 10 إلى 14 دجنبر الجاري بدار الثقافة مولاي الحسن بالحسيمة. و تضمنت فقرات اليوم الثاني من المهرجان ورشة حول موضوع "الديمقراطية التشاركية" التي قام بتأطيرها الباحث محمد بنيوسف بمشاركة مجموعة من الشباب الفاعلين و بشراكة مع جمعية بادس للتنشيط الاجتماعي و الاقتصادي. و في الفترة المسائية، كان موعد عشاق المسرح مع عرض مسرحي لجمعية أريف للثقافة و التراث من الحسيمة تحت عنوان "أرحبث" (الرحبة) من تأليف المسكيني الصغير، إخراج و سينوغرافيا محمد أمين بودريقة و تمثيل كل من محمد كمال التغدويني، محمد سلطانة و محمد المكنوزي إلى جانب فريق عمل إداري و تقني شاب. و تعالج المسرحية من خلال أحداثها الشيقة معاناة فئة من الناس المغلوب على أمرهم و القابعين تحت إمرة سيد لا يرحمهم و هو أمين الدجايجية الذي يعتبر سيد الرحبة سالبا إياهم الحرية و مستغلا مكانته الاجتماعية للتنصل من التزاماته القانونية و خدمة مآربه الشخصية على حساب الكل. ورغم كل المعاناة يأتي صوت من بعيد هو صوت قدور الذي تبنى الحرية منهجا لحياته ليقول لا ويقاوم ضد الدكتاتورية التي رسخها أمين الدجايجية، لتشهد فصول المسرحية ثنائية هذا الصراع بين الحرية و الاستعباد بين الذل و الشموخ و بين القوة و الضعف لينتصر صوت الحق في النهاية في مشهد درامي رائع صفق له الجمهور بحرارة. بدورها قامت فرقة مسرح الصورة من شفشاون بتقديم عرض مسرحيتها « Tic-Tac » للمخرج و المؤلف حميد البوكيلي و سينوغرافيا و ملابس تاشفين مروان، و هي مسرحية عبارة عن لوحات و مشاهد غنية بالعلامات السمعية و المرئية الدلالية، لوحات تعكس مواقفا متعددة و متفرقة نظرا لتنوع و اختلاف الشخصيات الموجودة بها و طبيعة الدراما المنسوجة بشكل كوميدي يتماشى مع الواقع الذي نعيشه.