يعرف معرض نظر بالدار البيضاء، عرضا لأعمال الفنان التشكيلي المغربي زين العابدين الأمين. وذلك يوم 3 دجنبر من العالم الجاري (2015). يعد زين العابدين الأمين من أحد الأسماء البارزة في عالم التشكيل المغربي اليوم، فنان شق اسمه، عبر اشتغال دؤوب وشاق وحسن فن وعطاء. اشتغال مكّنه أن يضمّ اسمه ضمن خانة الفنانين التشكيليين الركائز داخل الساحة التشكيلية المغربية الحديثة، أو ما بتنا نصطلح عليه بالحساسية الجديدة. هذه الحساسية التي لا ترى بوجود أفق أو مسار محدد يؤطر العمل /المنجز الفني، بل تجعل من الانفتاح على استدراج مختلف الوسائل والأجناس في تداخل بينها، أساسا لها ومنطلقا تعتمده في ما تتبناه من حداثة. فأعمال هذا الفنان الباحث دوام البحث عن التجدد داخل عالم التشكيل، تتعدد وتتفرد، وتتخذ اللوحة عنده أشكالا وأحجام مختلفة، لا تقف عن الشكل الواحد، أو الاشتغال الواحد، أو اللون الواحد، وإن يبقى اللون الأسود (كما الأبيض) أحد ركائز الاشتغال لديه. تقول مديرة المعرض “ليلى تاسي فراوي” في كلمتها حول هذا الفنان التشكيلي: يختار [زين العبدين الأمين] مواده الفريدة، يعيد تدوير قطع الخشب، والصناديق المتهرئة، ولا يخشى من المزج بينها وبين صباغاته، وأسانده السوداء، هذا اللون المتكرر دائما في أعماله. بالإضافة إلى تلك الروتوشات (الخطوط) والإشغال على الضوء.” ويقول الناقد المغربي الراحل إدموند عمران المالح عن الاشتغال على اللون الأسود عند ذات الفنان: “إنه الأسود الذي يبلغ، ويولد أشكال أعماله، التي في تنوعها، تشكل أقمشته.” فزين العبدين الأمين يتجرأ على استعمال وتوظيف مواد وأدوات جديدة دونما أية قيود. فقد عرفت مفرداته التشكيلية تطورا ملحوظا وسريعا، منذ أن تخرج من المدرسة العليا للفنون الجميلة بالدار البيضاء. يرسم زين العابدين الأمين، اليوم، أعماله بشعور عميق جدا، يصل إلى أن يلمس الروح. فمفرداته التشكيلية قوية وحكيمة، تسير في مسار خطي. تبتغي اللاأفق.