"أزرق القفطان" لمريم التوزاني فيلم يعبق سينما، رغم أنه يزيغ عن الواقع المغربي ليُحلِّق بنا في خيالات المخرجة وفي رؤياها لواقع تتصوره أو تصورته ذات لحظة وأصبح خيالا حولته لفيلم جميل فنيا قد يتقبله الكثيرون في المهرجانات العالمية رغما عن أي تصور مغربي للسينما. فيلم مريم التوزاني هو بمثابة تكريم لمهنة انقرضت أو كادت هي مهنة "المعلميا" دلخياطة التقليدية ، لكنها ذهبت بعيدا من هذا لتتناول مفهوم الحرية في الحب وفي اختيار مانريده رغم أحكام المجتمع وضدها في نفس الآن. أجواء وفضاءات فيلم "أزرق القفطان" تتشابه مع فضاءات فيلم مريم التوزاني الأول "آدم"، إذ نحس ونحن نشاهد الفيلم الأول وكأننا ظللنا في نفس الحي الذي كانت تعيش فيه بطلتا "آدم" ولم تفعل المخرجة سوى كونها أخرجتنا من منزل هذا الفيلم لتدخل بنا في المنزل المجاور له في "أزرق القفطان".