عرض مساء أمس ضمن مسابقة أفلام الوثائقي بالمهرجان الوطني للفيلم فيلم "شظايا من السماء "للمخرج عدنان بركة، والذي أرشحه للفوز بالجائزة الكبرى في هذه المسابقة. يسلط الفيلم الوثائقي "شظايا من السماء" الضوء على الحياة الرتيبة والمملة لأشخاص رُحَّل يعيشون تحت الخيمة ويربون الماعز ويظل هَمُّ الرجال منهم هو البحث عن حجارة ثمينة تكونت من شظايا تنزل من السماء. وقد ارتكز المخرج على هذه الحالة الواقعية لينسج منها قصيدة وثائقية تعبر فيها الصورة أكثر مما يقال بالكلام ويصبح للصمت بلاغته أكثر من المنطوق رغم أن الإثنين يتكاثفان ليعطونا المعنى الذي أراد المخرج إيصاله بشكل خفي وغير مباشر. في "شظايا من السماء" يصور عدنان بركة شخصياته وكأنهم كالنات فضائية لاتفتح أفواهها وهي تتكلم مع بعضها لكنها تتواصل بطريقة التخاطر وقد استطاع أن يربط هذا بالموضوع الأساسي الذي هو الشظايا السماوية بحيث نسمع ومن خلال "ألفوا أوف" الذي يتناوب عليه أفراد الأسرة الزوجة وهي تقول "أننا كلنا جئنا من السماء" كما تلك الشظايا. وبالمقابل وكمعادل علمي للحياة البسيطة الساذجة لجامعي أحجار الشظايا الآتية من السماء هنالك باحث جامعي وعالم متخصص في علم الفضاء يحاول أن يجد تبريرا علميا لبداية الكون من خلال هذه الشظايا التي سقطت وشكلت الحياة على سطح الأرض لتبقى نظريته هاته كفرضية لنشأة الكون منذ البيغ بان الأول. للإشارة ففيلم "شظايا من السماء" اختير للمشاركة كعرض عالمي أول ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان لوكارنو السينمائي الذي لا يخفى على المتتبعين والمهتمين أهميته وتأثيره على المشهد السينمائي في العالم.