تواظب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدارالبيضاء، عبر ثلاثة عقود ونصف على مواصلة معتادها التنظيمي لحفل فني ثقافي مسرحي متميز تجتمع حوله شبيبة العالم للتلاقح والحوار الثقافي ومزاولة حفل المسرح، هذا الفن الذي انطلق بخاصية الحفل كعيد منذ أن كان وخلال العصور المؤسسة للمسرح في العصر اليوناني والإغريقي وباقي العصور المتتالية ومازال يواصل هذه الاحتفالية والحفل مع الأجيال المتعاقبة باعتباره عرسا مسرحيا كبيرا له ارتباط بالبشرية ومترجما صادقا صريحا ومباشرا لأحاسيسها وحالاتها ووضعياتها تراجيديا ودراميا وكوميديا وتراجي كوميدي، ومترجما لسيرة ومسيرة هذا المسرح تواصلا وإبداعا وأثرا ثم نقدا وتأليفا ونصوصا وتنظيرا ومدارس فنية مسرحية متعاقبة، ثم تنظيما للتظاهرات والمهرجانات والإدارة الفنية، وفي نفس الوقت محافظا على لحظة التلقي التي تمارس إسقاطاتها وتدعو للتغيير والتطهير والتنوير والترويح عن النفس للاستئناس والمؤانسة.. ولأن المسرح طقس وأداء وتفاعل له ارتباط جدلي بالزمان والمكان وبنظرية العمران البشري، فهو وجود بالقوة وقوة حضور يواكب التحولات والحالات والحضارات وحتى الإخفاقات وباقي المرتبطات البشرية. هي شرعية إذن تجعل المسرح يدخل إلى أسوار الحرم الجامعي ويخصص له الدرس والشعبة والتخصص والمتخصص ويتم التفاعل معه وبه ومن أجله وفي إطاره، وله الشرعية أن يخلق مهرجانه لينفتح على المحيط المحلي والوطني والعربي والقاري ويخرج إلى الناس محتفلا وحفلا في القاعات العامة ليخلق التواصل ويحقق اللقاء والفرجة التي تمارس التطهير وما فوق التطهير.. وعليه نشير أن إكسير حياة المسرح الجامعي الذي تقود رسالته تأصيلا ومواصلة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك تكمن في كونه ينظر إلى الأمام، لذا تفتح الدورة 35 فكرتها وخطتها ومشروعها المشرع على الآتي وبرعاية سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، لتقدم أطروحتها من يوم الاثنين 24 إلى السبت 29 يوليوز 2023، بمسارح الدارالبيضاء،(فضاء عبد الله العروي بكلية الآداب بنمسيك، مسرح بنمسيك، المركب الثقافي محمد زفزاف المعاريف، مسرح استوديو الفنون الحية بالحي الحسني، المركب الثقافي مولاي رشيد، فضاء نجوم سيدي مومن الذي سيستضيف ورشة تكوينية) وذلك وفق برمجة تضم ما هو فني وثقافي وعلمي وتكويني وفرجوي والسمة المشتركة الحضور المسرحي لمسرح له علاقة بالجامعة لا يضحي بالفرجة ولكنه متشبث بالجماليات والتجريب إخراجا وسينوغرافية وتشخيصا وتقنية لتقديم العرض المسرحي المرتبط بالبحث والتجريب والطرح المختلف وغير المُغَرَّب، لذا قادت عروض المسرح الجامعي منذ انطلاق هذا المهرجان في سنة 1988 حركية الفعل والتفاعل والتأثير على الإبداعات التي تحاورت مع مكوناتها خلال الدورات السابقة التي تفوق 400 عرض مسرحي منذ أن انطلق المهرجان، تابعته أجيال من الطلبة والجمهور يمثلون المعمور، هم الآن أطر ومسؤولين في بلدانهم ومحركين لدينامية المسرح عبر المعمور وتشهد بحوث ميدانية وشواهد حية من الباحث والمتلقي أن المسرح الجامعي برؤيته وجماليته أثر في المسرح المغربي كما الدولي وقاد ديناميته مراحل أإبداعية وحرك أسئلة المسرح وطنيا وعربيا إفريقيا وأوروبيا ودوليا، لذا يستحق مهرجان المسرح الجامعي بالدارالبيضاء أن ينعت بمؤتمر فوق العادة يؤسس للديبلوماسية الثقافية المسرحية الموازية المحركة للأسئلة التوليدية لمسرح يتعايش مع البشرية ويواكب مراحل حضاراتها نشوءا وينوعا وانحطاطا ثم انبعاثا وبذلك يساهم المسرح كما هو موثق في تاريخه في نهضة الحضارت، إذ تمر كل المحطات التاريخية ويبقى المسرح ذاك الفن الذي يتعايش مع كل الأجيال وهي الخاصية التي تميز المسرح كفن حي وحيوي وحالم.. تقام العروض المسرحية لمهرجان المسرح الجامعي في الفضاءات المسرحية الموزعة على جغرافية البيضاء وبالمسارح المشار إليها، وعروض الدورة 35 تمثل كليات مغربية من البيضاء وسطات لتخصصات وتكوينات مختلفة، وعروض أخرى للدول التالية: ألمانيا، إيطاليا، السعودية، بنغلاديش، 10 عروض مسرحية ضمنها مسرحية احترافية يرفع بها الستار يوم حفل الافتتاح الاثنين 24 يوليوز 2023، ولأن للمهرجان صفته التباري؛ لذا فطبيعة التباري تستحضر مهن المسرح ومحدداته الأساسية والبعد الأكاديمي الذي يعتمد البحث لتجد لجنة التحكيم نفسها أمام ميثاق خاص ملتزم ينزل خصوصية هذا المهرجان النوعي في الشكل والمضمون، لذا تتشكل لجنة التحكيم أو قل التقييم نحو التقويم من مكونات تضم المتخصص والباحث والجامعي والإعلامي، ومن جانب آخر تعتبر مكونات اللجنة التفاتة تكريمية للمهرجان وللفعاليات التي لها الحضور والإسهام الدينامي والتكويني، من تم يعتبر التقرير التقييمي والتقويمي للجنة الذي سيقدم بتاريخ الجمعة 28 يوليوز 2023 بمثابة رؤية وتوصية لبدل الجهد والاجتهاد بالنسبة للمتوجين وباقي المشاركين وللجنة المنظمة للمهرجان التي تفكر دائما في الدورة المقبلة من خلال أثر التفاعل، لذا تم اختيار لجنة التحكيم للدورة 35 من المهرجان بالمكونات التالية: الممثل المغربي والمخرج المسرحي وخريج المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي الأستاذ محمد الشوبي رئيسا، الأعضاء: الصحافية والناقدة المسرحية المغربية الأستاذة بشرى عمور، أستاذة المسرح، الرومانية أنكا سيميلار أستاذ المسرح الإيطالي كلاوديو دو ماكليو، الأستاذ الجامعي في الأدب الإنجليزي المغربي محمد بنزيدان، وللإشارة أن هناك جلسة علمية تكوينية لها خصوصية أخرى يسميها برنامج المهرجان بقهوة منتصف الليل، يتم فيها مناقشة عروض اليومية وبذلك تقدم كل فرقة رؤية عن ورشتها ومختبرها الإعدادي للعرض المسرحي، وهي فرصة للأسئلة النقدية وللتحاور وتبادل الأفكار والمقترحات… محمد الشوبي، رئيس لجنة التحكيم وفي جانب آخر ارتأت اللجنة المنظمة تقديم التحية والتقدير في باب التكريمات لثلاث فعاليات تقود مشروعا تكوينيا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الجهة المنظمة عبر شعبة المسرح في إطار الإجازة المهنية بقيادة الأستاذ الباحث ميلود بوشايد وهو من مواليد مدينة الدارالبيضاء. تعلم أصول المسرح وتقنياته في مدرسة مسرح الهواة التي يعتبر من أطرها ومسؤوليها في زمن نهضتها، وعبر مسيرته وممارسته الأكاديمية ساهم في تنظيم ندوات فكرية وورشات مختلفة المجالات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن امسيك، وخارج الكلية التي عمل بها أستاذا باحثا في مجال اللسانيات والعلوم اللغوية العربية منذ سنة 1985 وبذلك يعتبر من المؤسسين للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي والمواكب لكل دوراته التي شارك في لجنها العلمية والتنظيمية ولجنة التحكيم، وقد درس الأستاذ ميلود بوشايد في ماستر الخطاب الإشهاري وتقنيات الإعلام، وماستر تحقيق وتوثيق ودراسة التراث المغربي، وماستر السيميولوجيا وتحليل الخطابات وعمل منسقا بيداغوجيا للإجازة المهنية في الدراسات المسرحية سابقا، والإجازة المهنية في مهن المسرح والدراما حاليا. وإلى جانب الأستاذ ميلود بوشايد هناك فعاليات آمنت بالمشروع وواكبته وساهمت في إعداد طلبة هذه الإجازة التي كونت أجيالا من الشباب يمارسون الآن في المجال بمهنية ودراسة واحترافية، ومنهم من واصل الدراسة في الدكتوراه، وضمن هذه الفعاليات المساهمة في مشروع تكوين متخصص أكاديمي المبدع والمؤلف والممثل والناقد المسرحي والشاعر والسيناريست والنقابي في المجال الفني المسرح تحديدا وعضو اتحاد كتاب المغرب ومواكب لحركية المسرح عبر الاتحادات والجامعة الوطنية لمسرح الهواة والإرهاصات المولد للمسرح الاحترافي وأحد أهم فعالياته الأستاذ محمد فرح من مواليد مدينة الدارالبيضاء، حاصل على الإجازة في الأدب العربي، وعلى الدكتوراه في المسرح تمتد تجربته المسرحية الميدانية قرابة خمسين سنة. وثالثهم المبدع والمناضل الفني والمكون الأستاذ قاسم العلوي العجلاوي من مواليد الرباط. انخرط منذ السبعينيات في الحركة المسرحية الجمعوية بالمغرب، كتب وأخرج وأطر مجموعة من الورشات والأعمال المسرحية المخصصة للأطفال والشباب، أو المتعلقة بمسرح الهواة لعدة فرق مسرحية. يدرس مادة السينوغرافيا بالإجازة المهنية للدراسات المسرحية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك بالدارالبيضاء، ومادة التنشيط التربوي بالمدرسة العليا للأساتذة بجامعة محمد الخامس بالرباط. شغل عضوا للإدارة الفنية للفريق الجهوي لأكاديمية التربية والتكوين في مهرجان الثقافة والفنون، كتب وأخرج مجموعة من الأعمال المسرحية المدرسية والجامعية التي شاركت في عدة مهرجانات وحاز جوائز هامة. إذن هو تكريم واحتفاء بالإجازة في مهن المسرح والدراما بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، وبمنسق الإجازة الأستاذ ميلود بوشايد وبأعمدة التكوين الدكتور محمد فرح والأستاذ قاسم العجلاوي. وارتباطا بالجامعة والبحث العلمي اعتاد المهرجان الدولي للمسرح الجامعي، تنظيم لقاء محوري يناقش شعار الدورة، لذا تنظم مائدة مستديرة في محور "المسرح والعوالم الافتراضية" والتي ستساهم فيها الأطراف المهتمة، من فنانين، وأكاديميين، ومبدعين، للمشاركة بآرائهم وخبراتهم والتفاعل مع الجمهور الأكاديمي والجامعي والمهرجانيين وباقي المستفيدين من فعاليات الدورة 35 من المهرجان، وقد حددت ورقة العلمية أبعاد هذه المائدة كالتالي: اتخذ التعبير المسرحي عدة أشكال جديدة عقب آثار جائحة كوفيد 19 رغبة في استعادة التواصل والتفاعل المباشر مع الجمهور. وحققت التقنيات الجديدة، هذا الهدف وكانت تجربة غير مسبوقة أثارت جدلا حول مستقبل المسرح في ظل الاستعمال الهائل لتقنيات الصورة، بجميع أشكالها وبجميع مكوناتها، باعتبار ذلك الصيغة الوحيدة لجعله مرئيا، وفي متناول الجمهور، مكسرا بذلك بعدي الزمان والمكان مشكلا لانفتاح مسرحي جديد على عالم رقمي "اغتماسي". من تمة أثيرت عدة أسئلة راهينة عن الثورة الجديدة في المسرح تسمى Metaverse– التي ستناقشها المائدة المستديرة، وهي كالتالي: – هل يمكننا الحديث عن تغيير في المسرح في هذا العالم الافتراضي؟ – كيف يؤثر "الميتافرس" على المسرح بجميع أبعاده؟ سيما و"الميتافرس" يقدم تجربة المسرح بطريقة أخرى تختلف عن تلك التي تحققت في العالم المادي. بموازاة هذا البلاطو الفني والثقافي هناك ورشات تكوينية في مجالات المسرح مفتوحة في وجه الطلبة ومهتمي المسرح ودارسيه وهواته وعموم الشباب والمهرجانيين، وهي كالتالي: محترف سيركز على المبادئ الأساسية التي تمكن من تفعيل القواعد التعبيرية للقناع، وإحياء شخصيات الكوميديا من تأطير المبدع الإيطالي، كلاوديو دو ماكليو؛ محترف الحركة والسكون فوق الخشبة باعتبارهما ضرورة مرتبطة بالعمل الدرامي. وأحد أهم عناصر العرض المسرحي، سواء تعلق الأمر بالحوار أو بالمرجع في العمل المسرحي، من تأطير المبدع والحكواتي المغربي الألماني، إدريس الجاي؛ محترف "المسرح والارتجال" الجزء الأول لتعلم تقنيات المسرح الأساسية والعمل الجسدي والصوتي في الفضاء، والإلقاء، والتأقلم مع مساحة المسرح، والتركيز، والجزء الثاني ممارسة الارتجال، من تأطير المبدعة من فرنسا سيرين الأشقر. محترف التعرف على المبادئ الأساسية للإخراج المسرحي المعاصر، من تأطير المخرج المغربي، محمود شهدي. في كل دورة من دورات المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء يحكي ويحاكي المسرح الجامعي قصته ومنجزه ومقترحه الإبداعي والتكويني والتواصلي والتداولي، وهو يواصل رسالته التي تمارس الديبلوماسية الثقافية الموازية تنزيلا لشعاره المؤسس حوار الثقافات وتلاقح شبيبة العالم.. لتتبع البرنامج والاستفادة من محترفاته التكوينية وعروضه المسرحية يمكن التواصل عبر الوسائط التالية: www.fituc.ma…facebook.com/fitucbenmsik…www.flbenmsik.m