توج المغرب مجددا في مهرجان الفيلم الإفريقي 'الفيسباكو' بواغادوغو عاصمة بوركينافاسو، وهو من اقدم المهرجانات السينمائية الافريقية، انطلاقته الاولى كانت سنة 1969، كما يعتبر من اهم المهرجانات المتواجدة حاليا بالقارة السمراء والمهتمة بالسينما والتلفزة. حمل مشعل هذه الدورة المخرج هشام عيوش بفيلمه 'حمى' الذي توج بجائزة 'حصان يينينغا' وهي أعلى جائزة في هذه التظاهرة، يعتبر هشام عيوش من الجيل الجديد، مخرج شاب يجتهد من اجل اللحاق بركب اخيه نبيل عيوش الذي سبقه لهذا الميدان وتألق فيه مغربيا وعربيا.. المخرج عبد الإله الجوهري المشارك ايضا في هذه الدورة بفيلمه القصير 'ماء ودم' لم يخرج خاوي الوفاض بل حصل بدوره على جائزة أفضل فيلم قصير، وبهذا التتويج يعزز عبد الإله مسيرته الفنية كمخرج نزع عنه جبة النقد السينمائي ليقف خلف الكاميرا محاولا التحليق خارج السرب، هو المدرك للتحديات والصعوبات التي تتربص بهذا الجنس ببلادنا، والواعي بمكامن الخلل الذي يكتنف هذا المجال، طموحه واجتهاده يختزلان قدرته على السباحة خارج التيار. أما الفيلم الروائي الطويل "هم الكلاب" لهشام العسري فقد فاز من جهته بجائزة أحسن صورة، هشام العسري الغني عن التعريف مخرج اختار طريقه متفردا، شق طريقه مطمئنا لما في جعبته من قدرات قادرة على صقل موهبته ومسيرته بالكثير المفاجآت المستقبلية، وقد أبان عن علو كعبه في هذا الميدان بأعماله الجيدة والناجحة القصيرة منها والطويلة. لابد هنا ان اشير الى ان المغرب بهذا التتويج اصبح اكثر دولة تتويجا بالجائزة الكبرى في هذا المهرجان بعدما كان في نفس المرتبة مع دولة مالي الى حدود دورة 2013، إذ كان أول تتويج مغربي سنة 1973 لسهيل بن بركة عن فيلمه "ألف ليلة وليلة"، ليأتي بعده نبيل عيوش بفيلمه 'علي زوا' سنة 2001، ثم محمد مفتكر بفيلمه الطويل الأول "براق" في دورة 2011 ، لترفع جوائز 'حصان يينينغا' الى اربعة في هذه الدورة بفضل هشام عيوش كما اشرنا سابقا، كما لا ننسى الجائزة الفضية التي توج بها فيلم حسن بنجلون 'الغرفة السوداء' سنة 2005.