نظم فرع اتحاد كتاب المغرب بالفقيه بن صالح بني ملال يوم الجمعة 5 دجنبر 2014 ، بدار الطالب والطالبة بالفقيه بن صالح ، على الساعة السابعة مساء لقاء تواصليا مع الشاعر الحسن ناجين ، بمناسبة صدور ديوانه الثاني المعنون ب " كأنني لا أكتب ..كأنكم لا تقرأون .." . قدم في البدء القاص عبد الواحد كفيح الشاعر الحسن ناجين للحضور كشاعر مخلص للغة العربية ، ساعيا إلى تمتينها من خلال جزالة الأسلوب . وهو بذلك ساهم شعرا بالافتخار بلغته كصرح له نخوته وتاريخه المجيد . وقد تمثل وقفة اليوم تأملا في هذه النخوة صحبة الشاعر الحسن ناجين . بعد ذلك ، تقدم الشاعر عبد الغني فوزي بورقة في نفس الديوان ، معنونا إياها ب " إضاءات في مجموعة " كأنني لا أكتب...كأنكم لا تقرأون.. " ، منطلقا من العتبة الأساس ، أي العنوان الذي يشي بعبثية الكتابة ولا جدواها في مجتمع لا يقرأ ، ولكنها صيغة ماكرة ومراوغة ، لأنها تمارس فعل الكتابة خلف قفا هذا العبث و اللاجدوى . كما ركز العارض على متن الديوان أو الدلالة التي رصدت أمكنة وشخوصا وقضايا ، منتصرة لقيم الوجود والتجذر على هذه الأرض ، اعتمادا على صيغ جمالية ، منها الوفاء للإيقاع العروضي ومحاولة تطويعه لأداء الدلالة بانسيابية . وتوظيف معجم قديم ، وفاء للغة العربية ، قصد إعادة الاعتبار لها ؛ هذا فضلا عن النفس السردي في الشعر. وفي نفس الآن قدم العارض بعض الانتقادات كضرورة تخصيب التجربة بالإيحاء والتخييل الشعري . القاص والروائي محمد فاهي أدلى بورقة في نفس الديوان ، سعى من خلالها إلى تلمس بعض أسئلة هذه المجموعة ، فالعنوان بهذه الصيغة " كأنني لا أكتب ..كأنكم لا تقرأون .." قد يعبر عن حالة وجودية تترجم لا جدوى الكتابة في غياب شروطها وفعاليتها . أما النصوص فتحفل بمعجم قديم موغل في التاريخ والزمن كأنه شكل من أشكال التعبير عن الهوية فضلا عن جزالة اللغة ومتانتها كخاصية مفتقدة لدى الكثير من شعراء المرحلة الراهنة ، إضافة إلى توظيف النفس السردي كأن القصائد حكايا ، لكن وفق ضوابط شعرية كلمة الشاعر الحسن ناجين أثنت على الحضور الجميل المتشكل من الطلبة أساسا ، مؤكدا على وفائه للغة العربية التي ينبغي التمسك بها واستحضار قوتها في اليومي عوض اللغة المشفرة التي ابتلينا بها اليوم . وأكد أن هذا التمسك وليد مقروء ومخزون منذ الفترة الثانوية ، والكتابة نفسها هي وليدة هذا التراكم . وبرر الشاعر حضور المعجم اللغوي القديم بمحبته للشعراء القدماء ، فإني أجد نفسي في شعر المتنبي أو أبي تمام...لهذا ينبغي على القارىء أن يصعد السلم للشعر، عوض النزول الذي لا معنى له في الأدب كما يطرح الشاعر .