متلهفًا قلقًا متوجسًا كأن الشمس لم تشرقْ أنادي الصحبَ والأهلَ أراهم في الدجى رملاً سرابٌ يغشى كل متجهٍ نحو مسارٍ مظلمٍ صعبٍ متناثر الأرجاء مكفهر الجوْ سلامٌ على الماضي الذي ذهبَ نعيش بين قوم لست أبصرهم إلا كما ذئبٍ وراء غنمْ فما أدري لمَ التاريخ لا تاريخْ لكن البيوت أسرارٌ تضم الحبَّ والكرهَ أمام الصبرِ والجزعِ كأن الركبَ غدارٌ وفي النفوس إصرارٌ تكسِّر الحلم التليدْ وتبعث الخوف الشديدْ ففي الماضي تربى الصفْحْ والآن أين الآن مما فاتْ؟ ترامى الحزن متكئًا والكل رفاتْ فلا أحزن على ما فات من أيامْ ولا أرمي كلامي على أعوامْ لعلي أرى ما كان في المرآةْ لكن البيوتَ أسرارٌ تحب الصمت كالجدرانْ تقيس النبض كالإلهام الذي فينَا نراه يرقى في مراقي الشكْ يعلمنا العيش في زوايا البيتْ لأن البيوت أسرار كما نعلمْ تُقيم الحُسنَ والقبحَ تسير في الضحى والليلْ كأن النوم مصباح تُحاك به حكاية الشر الذي يظهرْ بين أعتاب القلوب حاملا نارهْ بين أجراس العقول فاتحا حُلْمهْ فما للخير من تلك البيوتْ وما للجود من مرمى الفؤادْ فلا تيأس ولا تضجر فإن الزادْ لمن ضحى بما يملك فلا يحزنْ لأن الفضل محمودٌ لأن البخل مذمومٌ فلا تهتم للأسرار ما دامتْ بها الأفراح والأحزان ما فتِئَتْ فحال البيوتِ أسرارٌ فلا تندمْ محمد مجد