صدرت مؤخرًا عن المركز القومي للترجمة بمصر الترجمة العربية لكتاب: "شعرية المكان في الأدب العربي الحديث"، من تحرير بطرس حلاق وروبن أوستل وشتيفن فيلد.قام بترجمة الكتابة الدكتورة نهى أبو سديرة الأستاذ المساعد بجامعة القاهرة والدكتور عماد عبد اللطيف الأستاذ المشارك بجامعة قطر. يقع الكتاب في 270 صفحة من القطع الكبير. يعالج هذا الكتاب شعرية المكان في عدد من الأعمال الأدبية العربية الحديثة. ويحلل نصوصًا لقائمة كبيرة من مشاهير الكتاب العرب مثل إبراهيم الكوني وغسان كنفاني وهدى بركات وحنان الشيخ وجمال الغيطاني ومحمد شكري وجبرا إبراهيم جبرا وغيرهم. ويضم خمس عشرة دراسة؛ خمس منها كُتبت بالإنجليزية والعشر الأخرى كُتبت بالفرنسية. قُدمت هذه الدراسات في ملتقى الدارسين الأوروبيين للأدب العربي، ثم نشرتها دار السربون الجديدة بباريس. وقد قام بتحرير الكتاب ثلاثة من الباحثين المهتمين بالأدب العربي هم بطرس حلاق أستاذ الأدب العربي بجامعة السربون الجديدة، وروبين أوستل أستاذ الدراسات العربية بجامعة أكسفورد، وشتيفن فيلد أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة بون. وقد قام بطرس حلاق بكتابة مقدمة الكتاب، وقام الكاتب المغربي عبد الفتاح كيليطو بكتابة افتتاحيته، بينما جاءت دراسة جونسالس كيخانو كخاتمة له. وقد تضمن الكتاب بالإضافة إلى الدراسات النقدية نصَّ الكلمة التي ألقاها الروائي الليبي إبراهيم الكوني في مفتتح الملتقى سابق الذكر، إضافة إلى إجاباته عن بعض الأسئلة التي طُرحت عليه. تنوعت النصوص العربية المدروسة بين القصة القصيرة والرواية والمسرح، وإن حظيت الرواية بالنصيب الأكبر من الدرس. تنتمي معظم النصوص المدروسة إلى العقود الثلاث الأخيرة من القرن العشرين، وهي تمثل أقطارا عربية متعددة هي مصر والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين والمغرب وليبيا، وتصور بيئات عربية أساسية في مقدمتها بيئتي الصحراء والمدينة. تناولت أربعة من هذه الدراسات أعمالا لإبراهيم الكوني، بينما اهتمت الدراسات الأخرى بأعمال الروائي العراقي جبرا إبراهيم جبرا، والفلسطيني غسان كنفاني، والمصري جمال الغيطاني، واللبنانيتين حنان الشيخ وهدى بركات، والسوري ممدوح عدوان، والمغربي محمد شكري. ترجع أهمية الكتاب إلى أنه يعالج موضوعا من الموضوعات المهمة في حقل النقد الأدبي، هو جماليات المكان. كما أنه يتناول بالدرس والتحليل شريحة كبيرة من أعمال الأديبات والأدباء العرب ممن قدمن وقدموا إضافات حقيقية للأدب العربي. إضافة إلى أن الكتاب قد حفل بتعدد المناهج والمقاربات المستخدمة في تحليل الأعمال القصصية والروائية والمسرحية، وهو ما قد يجعله مدخلا مناسبا للتعرف على الخريطة المعرفية لمقاربات دراسة المكان الروائي ومناهجه.