احتضنت قاعة العروض بدار الثقافة ببني ملال، من 4 إلى 7 يونيو 2014، فعاليات الملتقى الأول للسينما (دورة الراحل عمر مديحي)، تحت إشراف ولاية جهة تادلة أزيلال. وقد عرفت هذه الدورة، التي نظمتها جمعية مهرجان ثقافات وفنون الجبال، بشراكة مع الجماعة الحضرية لبني ملال والمركز السينمائي المغربي، والمديرية الجهوية للثقافة بجهة تادلة أزيلال، والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، والقناة الثانية، ودار النشر فالية، ومجلة طنجة الأدبية، تنفيذ برنامج مكثف، تم خلاله تكريم الأستاذ الجامعي الراحل الدكتور عمر مديحي، تلاه على مدى أربعة أيام عرض أفلام طويلة وقصيرة في إطار بانوراما، جاءت كالتالي: فيلم "تاونزا" من اخراج مليكة منوك، وفيلم "أغرابو" للمخرج حميد بايدو، وفيلم"القمر الأحمر"، للمخرج حسن بنجلون، وفيلم "ملاك" للمخرج عبد السلام الكلاعي. وباعتبار البلد الشقيق تونس ضيف شرف تم عرض الأفلام التونسية: فيلم "صباط العيد" للمخرج أنيس لسود، وفيلم "الأستاذ" للمخرج محمود بن محمود، و"أزهار تيويليت"، للمخرج التونسي وسيم القربي. وقد توالت على شاشة العرض أمام أنظار لجنة تحكيم ترأسها المخرج السينمائي لحسن زينون وكان في عضويتها الباحث والناقد السينمائي بوشتى فرقزيد والباحث والروائي عبد السلام الفيزازي والممثلة مارية الشياظمي نيابة عن الباحثة والمترجمة أنيسة الدرازي. وجاءت الأفلام المشاركة حسب العرض كالآتي: "خلاص" لعبد الاله زيرات، و"مرايا" للتهامي بورخيص، و"ريكلاج" لهشام الركراكي وادريس كايدي، و"لخاوة" ليوسف بريطل، و"جمعة مباركة" لأسماء المدير، و"لعكوسات" لعبد الكريم تابوت، و"الذاكرة" لأحمد بايدو، و"وأنا" للحسين شاني، و"المزهرية" لفيصل لحليمي، و"صرخة بلعمان" لجنان فاتن محمدي. وتابع الجمهور باهتمام كبير العروض بثقة تامة في نزاهة ومصداقية لجنة التحكيم التي جاءت قراراتها مطابقة لتطلعاته، حيث تم الإعلان عن: منح فيلم "ريكلاج" جائزة أحسن إخراج، بينما حازت أسماء المدير جائزة أحسن سيناريو عن فيلم "جمعة مباركة"، ونال فيلم "اليد الثالثة" جائزة أحسن دور نسائي لبطلته ابتسام الصافي، وتم منح جائزة أحسن دور رجالي للمثل مصطفى الراشدي في فيلم "ريكلاج"، كما تم منح هدية تذكارية لرئيس المجلس البلدي لبني ملال عرفانا من الجمعية بالدعم الذي قدمه لهذا الملتقى وتسلمته بالنيابة عنه المستشارة كنزة أسيد. وعلى هامش الملتقى نظم حفل توقيع رواية "فتنة السنونو"، للروائي والفنان التشكلي عبد الله لغزار، أعد ورقة مستفيضة بأسلوب أكاديمي رصين ذ. لحسن إفركان، عنونها "كتابة بالألون فتنة السرد في رواية فتنة السنونو" ، كما عرفت مشاركة ذ. عبد السلام غيور الذي فوض أخاه عبد الهادي لقراءة الورقة التي أعدها بعد أن منعته وعكة صحية من الحضور، أما الورقة الثالثة فأعدها ذ. ابراهيم الحيرش. وقد قام الجمهور الحاضر في أعقاب حفل التوقيع بزيارة معرض أقامه الفنان التشكيلي عبد الله لغزار، ببهو فيلا عاشق الثقافة بامتياز ذ. عبد الغني بلكصير. وتخللت الملتقى فقرات موسيقية متنوعة من إبداع الفنان عبد الفتاح النكادي، ومساهمات غنائة لطاقات الموسيقية بالمدينة: جوق المعهد البلدي عبد الوهاب أكومي، برئاسة ذ. مصطفى بودرع، ومجموعة "نجمة"، والفرقة الموسيقية للعازف المتميز الفنان عبد الحق تكروين. واحتضنت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين تنظيم ورشتين، امتدتا لثلاثة أيام (5 و6 و7 يونيو): الأولى تمحورت حول القراءة الفيلمية، وكانت من تأطير الناقد السينمائي ضمير اليقوتي (مدير المهرجان الوطني لفيلم الهواة بسطات) وقد عمد فيها الأستاذ المؤطر في اليومين الأولين إلى دراسة مشهدين مختلفين، ليختم بمشاهدة وتحليل فيلم قصير. والثانية قام بتأطيرها الكاتب والسيناريست رشيد ايت عبد الرحمان، وكان محورها كتابة السيناريو، وقد خلصت إلى كتابة سيناريو فيلم قصير بعنوان "نبض الكتاب"، اتفق المستفيدون على تعهده عبر وسائط الشبكة العنكبوتية وإخراجه إلى حيز الوجود. وإثر اختتام الورشتين تم تسليم شواهد الاستحقاق للمشاركين فيهما، تقديرا لمشاركتهم ومساهمتهم الفعالة والجادة في إنجاح الورشات خاصة والملتقى عامة. ومساء الجمعة احتضنت دار الثقافة عرضا حول "السينما المغربية بين المحلية والكونية"، للباحث السينمائي ادريس القرني، قام بتسييرها الناقد عبد الخالق بلعربي رئيس الجامعة الوطنية للأندية السّينمائية. وعرفت تفاعلا كبيرا من قبل الحضور الذي تماهى أو انتقد تناول سؤال ومعايير وصول الفيلم المغربي إلى الكونية.. ولم يغفل المنظمون الطابع السياحي للمدينة والجهة، حيث نظموا رحلة سياحية إلى بحيرة سد بين الويدان، وهناك استضاف السيد عبد الغني بلكصير المشاركين خلال وجبة الغذاء. وليلة اليوم الأخير تم عقد حفل اختتام فعاليات هذا الملتقى على نشوة هذه الالتفاتة السياحية المتميزة، بتتويج فيلم "وانا" لمخرجه الحسين شاني، بالجائزة الكبرى. الفيلم من تشخيص عسو شاني والطفل أسامة شاني الذي حصل على تنويه لجنة التحكيم. ويحكي الفيلم قصة طفل تمرد على أبيه الذي يسعى لصياغته في قالب على شاكلة طوب البناء الذي يعد مصدر رزقه. وأكد المشاركون والجمهور على حد سواء، تميز الأفلام المعروضة في المسابقة، إضافة إلى التنوع على مستوى المضامين والتيمات، كما أجمعوا على ضرورة اختيار فترة زمنية مناسبة في الطبعة الثانية، تمكن جميع المكونات من الاستفادة من هذه التظاهرة، وأكدت التوصيات على تزويد القاعة بشاشة كبرى والعمل على رقمنتها، كما رفعت توصية بإنقاذ سينما "فوكس" ببني ملال خدمة للثقافة بالجهة. وأكدت ذة. أمينة الصيباري رئيسة جمعية مهرجان ثقافات وفنون الجبال، ومديرة الملتقى، في كلمة الاختتام، أن النسخة الأولى للملتقى السينمائي لمدينة بني ملال شكل فرصة ثمينة لعشاق الفن السابع للاطلاع على جديد السينما المغربية ومحطة للتكوين في هذا المجال، مبرزة حرص الجمعية على أن تشكل الدورة الثانية إضافة نوعية حقيقية ضمن خريطة المهرجانات الثقافية والفنية بالمغرب. وكان حفل الاختتام فرصة تم خلالها تقديم أعضاء الجمعية المنظمة: أمينة الصيباري رئيسة، عبد الهادي الفلالي أمينا للمال، عبد السلام غيور كاتبا عاما، أمال هدازي مستشارة. قام بتنسيق وتقديم فقرات الملتقى فتاح التونسي. وفي أعقاب اختمام الدورة أقام المنظمون حفل عشاء على شرف الضيوف، وتم خلاله الاتفاق على وضع خطط عمل للاستمرار وترسيخ هذا التقليد لتضاهي مدينة بني ملال باقي الحواضر المغربية.