شخصت الراحلة ثريا جبران، وعمرها حوالي 30 سنة، أحد الأدوار الرئيسية في أول فيلم سينمائي روائي طويل لإدريس المريني بعنوان "بامو" (1983). يتعلق الأمر بدور رحمة، زوجة زايد (من تشخيص محمد مفتاح) وهو أحد المناضلين الوطنيين ضد المستعمر الفرنسي وأذنابه من الخونة في قرية واويزغت بمنطقة أزيلال، وجارة وصديقة المرأة الجميلة بامو، من تشخيص الوجه التلفزيوني المعروف آنذاك بديعة ريان، وهي زوجة الحداد باسو، الذي شخص دوره الممثل والمخرج المسرحي والإذاعي والتلفزيوني الراحل محمد حسن الجندي، وهو أيضا كاتب سيناريو وحوار الفيلم انطلاقا من رواية للأديب والقاص والكاتب الصحفي المغربي الراحل أحمد زياد (1921- 2001) بنفس العنوان صدرت بالدار البيضاء سنة 1974. وإلى جانبهم في الفيلم شخص باقي الأدوار الرئيسية ممثلون كبار هم: محمد الحبشي (في دور الشيخ المتعاون مع المستعمر) والراحلة حبيبة المذكوري (زوجة الشيخ) والراحل العربي الدغمي (الفقيه) وصلاح الدين بنموسى (الحلاق). ورغم الإمكانيات المادية المتواضعة التي أنتج بها هذا الفيلم، الذي يتناول قصة حب استثنائي بين زوجين (عسو وبامو) على خلفية جانب من تاريخ المقاومة المغربية ضد المستعمر الفرنسي قبيل استقلال المغرب بسنوات، شكل أداء الممثلين فيه نقطة قوة. فقد ظهرت الراحلة ثريا جبران، على سبيل المثال، بمظهر جد مقبول في لباسها وحركاتها وكلامها، وكان أداؤها لدورها في الفيلم تلقائيا ومقنعا، خصوصا عندما شكلت السند الرئيسي لصديقتها بامو في محنتها بعدما أصبحت هدفا لنزوات شيخ القبيلة وحاكمها العسكري الفرنسي عقب اعتقال وسجن زوجيهما زايد و باسو. من الجوانب الأخرى التي تشكل نقط قوة أيضا في الفيلم الديكورات والملابس والتصوير وفضاءاته، علما بأن المصور الفوتوغرافي والسينمائي والتلفزيوني الراحل محمد القرطبي (1939- 2019) هو الذي أدار باقتدار تصوير لقطات ومشاهد هذا الفيلم الداخلية والخارجية. تجدر الإشارة إلى مشاركة الممثلتين القديرتين زهور المعمري (قامت أيضا بمهمة السكريبت) وصفية الزياني والممثل بن عبد الله الجندي بأدوار صغيرة في هذا الفيلم، إلى جانب ممثلين آخرين غير معروفين في أدوار متفاوتة القيمة والمساحة الزمنية. كما تجدر الإشارة أيضا إلى أن الراحل إبراهيم السايح هو الذي تكلف بدبلجة الفيلم باستوديوهات عين الشق بالدار البيضاء، حيث شارك بأصواتهم في هذه الدبلجة ممثلوك كبار آخرون هم: هلال عبد اللطيف وعائد موهوب ومصطفى منير وسعاد صابر وعزيز موهوب ونور الدين بكر، أعاروا أصواتهم لباقي الممثلين غير المحترفين. وحرصا من المخرج إدريس المريني على تمكين عشاق السينما المغربية والمهتمين بتاريخها من مشاهدة هذا الفيلم وغيره من أفلامه السينمائية السابقة، على نطاق واسع، عمل سنة 2012 على إعادة تركيبه رقميا بتعاون مع السيدة مريم الشادلي (المتخصصة في المونطاج) ووضعه على منصة "يوتوب" في نسخة جيدة مدتها 90 دقيقة، فيما يلي رابطها الإلكتروني: https://www.youtube.com/watch?v=FLMcBoyIDMc&t=2292s