نظم "منتدى الفكر والثقافة والإبداع" ضمن فعاليات الدورة الثالثة من المعرض الجهوي للكتاب بطنجة، ندوة حول: "أدب الشباب في الشمال، خصائصه وطموحاته" مساء يوم الخميس 24 أكتوبر 2013، بمندوبية وزارة الثقافة (طنجة)، بمشاركة الأساتذة: فاطمة الزهراء المرابط (قاصة، صحفية، رئيسة الراصد الوطني للنشر والقراءة – أصيلة)، أحمد فرج الروماني (شاعر، صحفي – طنجة)، محمد المسعودي (شاعر، ناقد – طنجة). وقد انطلقت فعاليات الندوة بكلمة الأستاذ خليل الدامون (المسير) الذي رحب بالأساتذة المشاركين وبالحضور النوعي الذي لبى الدعوة، مشيرا إلى أن هذه الندوة جاءت بناء على الحضور المميز لإبداع الشباب في شمال المغرب، الذي حظي مؤخرا بالمتابعة والاهتمام من طرف القراء والنقاد والباحثين والهيئات الثقافية والإعلامية، فضلا عن الحضور الفاعل في الساحة الثقافية العربية عن طريق النشر في المجلات والجرائد والمواقع الأدبية التي أتاحت للشباب مجالا أوسع للتعبير والكتابة والإبداع. ثم أعطى الكلمة للأستاذة فاطمة الزهراء المرابط التي استهلت مداخلتها بالحديث عن مفهوم أدب الشباب باعتباره مقارعة مفاهيمية معقدة، تتعلق بالسؤال الاصطلاحي المرتبط بمقاربة النوع الأدبي، كما تحدثت عن صعوبة ملامسة أشكال الحضور الجمالي والمجالي في إبداع الشباب الشمالي بشكل عام بحيث ركزت في مداخلتها على تجربة الشاعرة نسيمة الراوي، وحضور مدينة طنجة ببحريها وشوارعها ومآثرها وشخوصها في معظم قصائدها الشعرية، سواء طنجة الواقع الفيزيقي أو طنجة الحلم، ثم انتقلت للحديث عن الاقصاء والتهميش الذي يعاني منه أدب الشباب من طرف المؤسسات والجمعيات الثقافية سواء على مستوى المساهمة في الفعل الثقافي أو المشاركة في التظاهرات الأدبية، وختمت مداخلتها بالحديث عن تجربة "الراصد الوطني للنشر والقراءة" في الانفتاح على المبدعين الشباب من خلال الورشات الإبداعية أو إشراكهم في الأنشطة الثقافية. وتطرق الأستاذ أحمد فرج الروماني في مداخلته إلى الحديث عن واقع الأدباء الشباب في منطقة الشمال وانحدار معظمهم من المناطق الهامشية وكذا انتماءهم إلى الأسر البسيطة، كما أشار إلى أن أغلبية المبدعين الشباب لا يتوفرون على إصدار ورقي باستثناء بعض الأسماء القليلة التي نهجت طريق المسابقات والنشر في الشرق، وذلك بسبب غياب الدعم والموارد المالية، كما تحدث عن تجربته الخاصة في مجال الكتابة، وتساءل إلى أي حد يمكن أن نخلق مناخا ثقافيا متكاملا تتحقق من خلاله الوظيفة الاجتماعية لا تتحقق إلا بمجموعة من الشروط، كما تساءل عن عدم اهتمام دور النشر المغربية باحتضان كتابات المبدعين الشباب. في حين تحدث الأستاذ محمد المسعودي عن تجربته مع الإعلام الورقي خلال الثمانينات، وأشار إلى أن شباب الألفية الثالثة استطاع أن يوصل صوته إلى الشرق وأن هناك أسماء فازت بجوائز ونالت حظها في المجال الإبداعي، كما تحدث عن خصائص أدب الشباب في الشمال، من خلال مجموعة القاص عبد الواحد استيتو "هروب" والتي ركز فيها على قضايا الشباب والمجتمع وقضايا حديثة من الفايس بوك، اشتغل عليها بلغة مكثفة وخاطفة، ثم انتقل للحديث عن مجموعة القاصة فاطمة بوزيان (هذه ليلتي) والتي تتحدث فيها عن وضعية المرأة في الشمال والمجتمع الريفي بشكل خاص مستفيدة من تقنيات الفايس بوك والانترنيت، وتتميز مجموعتها بالقدرة على تصوير مشاعر المرأة ومعاناتها. وقد تلت هذه المداخلات مجموعة من التساؤلات والأفكار التي تهم أدب الشباب في الشمال، كما دعت بعض التدخلات إلى ضرورة الانفتاح على المبدعين الشباب، وقد شكلت الأفكار المطروحة للنقاش في المجمل إضافة نوعية للندوة، التي صرحت الجهة المنظمة بأنها مجرد ندوة أولية لا بد ستليها ندوات أخرى تصب في الموضوع نفسه نظرا لأهميته وافتقارها للدراسة والبحث العلمي العميق.