ادعى عدد من النشطاء على منصات التواصل الاجتماعي أن رواية نشرت في عام 1981 للكاتب الأمريكي دين كونتز قد تنبأت بظهور وتفشي فيروس كورونا خلال عامي 2019 و2020. غير أن موقع “سنوبس” الخاص بالتدقيق في الحقائق وصف ذكر اسم “ووهان 400” في رواية كونتز بأنها “مجرد صدفة ليس إلا”، وغالبا ما يتم استخدام فكرة الفيروس الذي سيقضي على العالم في الكتابات الخيالية. غير أن المقطع الأول في المنشور الذي يزعم أن الرواية ذكرت انتشار مرض يشبه الالتهاب الرئوي في عام 2020 مأخوذ من كتاب آخر، هو “نهاية الأيام: توقعات وتنبؤات حول نهاية العالم” للكاتبة الراحلة سيلفيا براون، التي كانت ضيفة متكررة على البرامج الحوارية وكتبت أكثر من 40 كتابا قبل أن تتوفى عام 2013، وقد نشرت مجلة “ذي سكبتيكال إنكويرر” العلمية مقالا يفحص توقعات براون، حيث توصل إلى أن من بين 115 حالة توقع كانت نسبة دقتها صفر على أرض الواقع. وكانت براون قد أدينت أيضا بتهمة الاحتيال عام 1992 الغريب أيضا أن يوهان 400 لم تكن موجودة فى الطبعات الأولى، كان اسم الفيروس جوركى (روسيا) 400، فحول فى الطبعات الجديدة إلى يوهان 400، ما يدل على أن اللعبة مركبة تركيباً قوياً لإدهاش القراء من خلال نظرية المؤامرة المترسخة فيهم. جاء ذلك مرتباً بعناية من دار النشر من أجل البيع. الحرب الإيديولوجية جعلت هذه الرواية تباع ما بين 1981 إلى 2008 بشكل جيد، وعندما تم نقل الفيروس من جوركى إلى يوهان تحولت الرواية إلى نبوءة، مع أن “عيون الظلام” هى رواية بوليسية (ثريلر) متواضعة العقدة، فجأة، ارتفع سعر أسهمها فى الأسواق، فبيعت طبعة الجيب حتى 400 يورو. كما يبدو أن الرواية تنتصر لأصحاب نظرية المؤامرة، إذ كما أن فيروس “ووهان 400” في رواية كونتز هو سلاح بيولوجي تم تطويره بالمعمل، غير أن منظمة الصحة العالمية كانت قد قالت إن فيروس كورونا Covid-19 قد تم تطوره على الأرجح داخل أجسام حيوانات برية مثل الخفافيش. وتروي “عيون الظلام” قصة الأم كريستينا إيفانز التي كانت تعتقد أن ابنها توفي في رحلة تخييم، قبل أن تقودها عملية البحث إلى اكتشاف حقيقة وفاته. ووجدت إيفانز في النهاية أن ابنها ما يزال على قيد الحياة، إلا أنه محتجز داخل منشأة عسكرية، بعد إصابته بفيروس غامض أطلق عليه “ووهان- 400″، تم تطويره في مختبر في مدينة ووهان. ويقول كونتز في روايته إن الفيروس الذي جرى تطويره عسكريا يعد “سلاحا بيولوجيا مثاليا” لأنه يصيب البشر فقط، ولأنه لا يستطيع العيش خارج جسم الإنسان لمدة تزيد عن دقيقة.