ضمن منشورات العلامة الجمالية بوجدة صدرت حديثا للقاصعبداللهزروالمجموعة قصصية جديدة أثرى بها رصيده السردي الذي وصل إلى ست مجموعات، وقد اختار لهذه المجموعة عنوان “في تلك الحارات…”، وهو عنوان غير مستعار من عناوين القصص الاثنتي عشرة التي تؤلفها، ويومئ إلى الخيط الناظم بينها، أي فضاء الحارة وما ينطوي عليه من أبعاد موغلة في العمق الاجتماعي،وتغطي المجموعة 93صفحة من الحجم المتوسط، وتزين غلافها لوحة تشكيلية دائريةللفنان المبدع محمد بنحمزة. لقد جاءت مجموعة “في تلك الحارات…” هذه المرة وخلافا لسوالفها مصدرة بتقديم للناقد الدكتور فؤاد عفاني، وهو عبارة عن دراسة واعية رصينة تلقي بعض الأضواء على آليات تشكل الخطابالسردي في قصص المجموعة، وبإحرازه قصب السبق إلى فعل القراءةفهويقترح على القراء اللاحقين مجموعة من المداخل التي من شأنها أن تيسر لهم النفاذ إلى عوالم المجموعة، على أن هذه المداخل لا تعفيهم طبعا من أن يشقوالأنفسهممسالك جديدة،ويرتادواآفاقامغايرة في القراءة؛ ومما جاء في هذا التقديم/ الدراسةهذا المقتطف المجمل المدرج على سبيل العتبة في ظهر الغلاف: “ختاما، إن المجموعة القصصية “في تلك الحارات” عمل أدبي يشبه لعبة البازل/Puzzle التي تكمن جماليتها في قدرة ومهارة اللاعب على تركيب قطعها الصغيرة، فتتحقق المتعة في عملية التركيب قبل أن تحصل دهشة الشكل النهائي. وقارئ “في تلك الحارات…” يحلق أيضا في رحاب العوالم الإنسانية، فيسافر في رحلة تقوده نحو الجديد والمثير الذي يجعله يستمتع بفعل القراءة فلا يستعجل بلوغ نهاية القصة، وإن بلغها فسيدرك أن السارد قد ألقى به في بحر قصص لا تؤمن بالنهايات، لأنها قصص الزمن المتحول الذي لا ثابت فيه…”.