افتتحت مؤسسة الشارقة للفنون مشروعاً فنياً تركيبياً دائماً في بيت العبودي التراثي في ساحة المريجة، ويضم المشروع العمل الفائز بالجائزة الأولى في بينالي الشارقة 14، وهو «الشيخوخة تدمر الحلم فقط لتستعيد إزميل الماضي الصلب»من إنتاج الفنانة أوتوبونغ نكانغا بالتعاون مع الفنان إيميكا أوغبوه. وقالت الشيخة حور بنت سلطان القاسمي، مدير المؤسسة: «كان من دواعي سرورنا العمل مع أوتوبونغ نكانغا منذ مشاركتها الأولى قبل 15 سنة تقريباً في بينالي الشارقة السابع في عام 2005، ومؤخراً في بينالي الشارقة الرابع عشر في عام 2019، من خلال هذا العمل الذييستعرض الأفكار المتمحورة حول الأرض والبيئة التي لطالما ألهمت أوتوبونغ في أعمالها». وأضافت:«إنه لمن الأهمية بمكان أن نرى هذا العمليتفاعلمع البيئة الطبيعية في بيت العبودي التراثي، والأماكن المحيطة في ساحة المريجة، نظراً لأن إحياء المباني والعمارة التراثية من خلال بث الحياة الفنية فيها يعد من أولوياتنا، وهو ما يتحقق عبر هذا المشروع الفني المهم الذي نضمه إلى مجموعةمقتنياتنا الدائمة». أما عمر خليف، مدير المقتنيات وقيّم أول في المؤسسةفقال: «لطالما ألهمتني أوتوبونغ نكانغا وغيرت الطريقة التي أرى بها العالم، فعندما دعيت للمشاركة في تقييم بينالي الشارقة، ذهلت بالأرضية المفروشة بالحصى في بيت العبودي، وذكرتني الأنقاض الأرضية بإحدى لوحات أوتوبونغ، وعلمت عندها أنها ستنجح في الارتقاء بهذا المكان». وأضاف: «من خلال تعاونها مع إيميكا أوغبوه، أنتجت تحفة مركزية ملفتة في المباني الفنية في ساحة المريجة تلامس بها العقل والجسم والروح. أنا فخور للغاية لتمكني من مشاركة هذا العمل مع جمهورنا الكريم». يقدم عمل «الشيخوخة تدمر الحلم فقط لتستعيد إزميل الماضي الصلب»سلسلة من المداخلات والاقتراحات متعددة الوسائط في الأراضي المحيطة ببيت العبودي، حيث أنشأ الفنانان العديد من الفوهات البركانية الدائرية التي تحيط بها تلال رملية، وملآها بمياه البحر، وأضيف الملح إلى الماء، لضمان بقاء آثار المياه المالحة مع تبخرها بمرور الوقت، وعلى مقربة من الفوهات البركانية نسمع تسجيلا لأغنية «المطر» من التراث الإماراتي، وهكذا يحاول العمل بناء تصور للمتغيرات التي طرأت على بيت العبودي منذ أن سادت الحياة فيه سابقاً إلى أن أصبح أطلالاً اليوم، وبالتالي هي إشارة ضمنية إلى البدايات المليئة بالأمل، والفناء، وإمكانية ولادة جديدة. «الشيخوخة تدمر الحلم فقط لتستعيد إزميل الماضي الصلب»هو ثاني الأعمال التركيبية الدائمة والثابتة في مؤسسة الشارقة للفنون بعد الغرفة الماطرة التي نفذتها شركة راندوم إنترناشونال، وهي جزء من سلسلة مزمعة من الأعمال الدائمة الموزعة على المدينة والإمارة. ولدت الفنانة أوتوبونغ نكانغا في عام 1974، في مدينة كانو النيجيرية، وتشمل ممارستها الفنية مجموعة واسعة من الوسائط، تتضمن عروض الأداء، والأعمال التركيبية، والتصوير الفوتوغرافي، والرسم، والنحت، تستكشف من خلالها الأفكار المتعلقة بالأرض والموارد الطبيعية، وتلعب في أحايين كثيرة الدور الرئيس في عروض أدائها، ومقاطع الفيديو، والصور الفوتوغرافية، مشكّلة عاملاً محفزاً يدفع العملية الفنية إلى الحركة. عن مؤسسة الشارقة للفنون تستقطب مؤسسة الشارقة للفنون طيفاً واسعاً من الفنون المعاصرة والبرامج الثقافية، لتفعيل الحراك الفني في المجتمع المحلي في الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، والمنطقة. وتسعى إلى تحفيز الطاقات الإبداعية، وإنتاج الفنون البصرية المغايرة والمأخوذة بهاجس البحث والتجريب والتفرد، وفتح أبواب الحوار مع كافة الهويّات الثقافية والحضارية، وبما يعكس ثراء البيئة المحلية وتعدديتها الثقافية. وتضم مؤسسة الشارقة للفنون مجموعة من المبادرات والبرامج الأساسية مثل «بينالي الشارقة» و«لقاء مارس»، وبرنامج «الفنان المقيم»، و«البرنامج التعليمي»، و«برنامج الإنتاج» والمعارض والبحوث والإصدارات، بالإضافة إلى مجموعة من المقتنيات المتنامية. كما تركّز البرامج العامة والتعليمية للمؤسسة على ترسيخ الدّور الأساسي الذي تلعبه الفنون في حياة المجتمع، وذلك من خلال تعزيز التعليم العام والنهج التفاعلي للفن.