بعد أفلامها السينمائية “أحلام صغيرة” (2020) لمحمد كراط، لم يعرض بعد، و”هلا مدريد، فيسكا بارصا” (2019) لعبد الإله الجوهري و”المسيرة” (2015) و”الشعيبية” (2014) ليوسف بريطل و”كيد النسا” (1999) لفريدة بنليزيد، و”صلاة الغائب” (1995) لحميد بناني… شاركت الممثلة القديرة السعدية أزكون في الفيلم الجديد “جبل موسى”، الذي انتهى مؤخرا من تصويره المخرج إدريس المريني بكل من الرباط ومير اللفت. وقد شخصت في هذا الفيلم المغربي الروائي الطويل الجديد أحد الأدوار الرئيسية إلى جانب كل من يونس بواب وعبد النبي البنيوي وسهام آسيف وعمر العزوزي وحسن فلان وهاجر بوزاويت وعبد اللطيف الشكرا وفايزة اليحياوي وآخرين. وعن دور فتيحة، أم حكيم، بطل الفيلم (من تشخيص يونس بواب)، صرحت لنا الفنانة أزكون بأنه دور استثنائي مخالف لأدوارها السابقة. وتكمن صعوبة تشخيصه في كونها أما مربية وليست أما بيولوجية، وذلك لأن الأم البيولوجية تحب أولادها بشكل طبيعي، في حين أن الأم المربية لها طريقة خاصة في الحب وقد يكون حنانها أكثر من حنان الآخرين. فولدها بالتبني أصبح معقدا نفسيا ومعاقا حركيا بعد حادثة السيارة التي كان يقودها وإلى جانبه والده بالتبني أي زوجها عبد الكريم (من تشخيص عمر العزوزي) الذي لقي حتفه في الحادثة. لقد أعجبت السعدية أزكون بشخصية فتيحة وبالسيناريو المحكم البناء وأحداثه المتشابكة وبطريقة كتابته التي يمكن نعتها بالسهل الممتنع، فالقصة بسيطة لكنها عميقة بمضامينها. ولعل ما سهل مأموريتها ومأمورية كل العاملين في الفيلم، من فنانين وتقنيين وغيرهم، هي الأجواء الحميمية التي تم فيها التصوير سواء بفضاءات مير اللفت الجميلة أو بالرباط. فالممثل لا يمكنه أن يقدم أحسن ما عنده إلا في مثل هذه الأجواء التي يشعر فيها كل عنصر من عناصر الطاقمين الفني والتقني بأن الفيلم فيلمه ويعمل كل ما في وسعه للقيام بمهمته على أحسن وجه. زد على ذلك أن مخرج الفيلم كان له دور أساسي في التوجيه والتنسيق بين كل المتدخلين والعاملين في بلاتو التصوير وخارجه. وفي علاقته بها كممثلة صرحت بأن طريقة المخرج إدريس المريني في إدارة الممثلين طريقة حضارية مبنية على الاحترام المتبادل، يشرح بلباقة للممثلة أو الممثل ما يريده في كل لقطة ويفتح نقاشا في الموضوع ويترك لها أو له حرية التصرف. لقد شعرت بالارتياح التام وهي تشتغل معه في هذا الفيلم السينمائي وتتمنى أن تشتغل معه مستقبلا في أعمال أخرى. تجدر الإشارة إلى أن السعدية أزكون من مواليد سنة 1969 بدرب مولاي الشريف بالحي المحمدي بالدار البيضاء، شاركت في مجموعة من المسرحيات (“شارب عقلو” و”بنات للا منانة”، نموذجان) وفي أفلام تلفزيونية (“النية تغلب” لفريدة بنليزيد، نموذجا) وفي مسلسلات تلفزيونية (“الدنيا ناعورة”، “رضاة الوالدة”، بنات للا منانة”، “تريكة البطاش”، “بنت بلادي”، “دواير الزمان”، “جنان الكرمة”، “المستضعفون”، “ذئاب في دائرة”…). كما شاركت كضيفة في برامج تلفزيونية مختلفة، وحظيت بتكريمات عدة في السنوات الأخيرة بمهرجانات سينمائية ومسرحية وغيرها، وكانت عضوة في لجنة تحكيم مسابقة الدورة 21 للمهرجان الوطني للمسرح سنة 2019.