بعد معاناة مع المرض، توفي يوم الإثنين تاسع دجنبر 2019 بإحدى مصحات الرباط المخرج السينمائي والرسام محمد التازي بن عبد الواحد عن عمر ناهز 83 سنة. ومعلوم أن الراحل يعتبر من الرواد الأوائل للسينما المغربية وأحد صناع أفلامها الروائية الطويلة الأولى، خصوصا فيلمي “طريق الكيف” أو “حذاري المخدرات”، الذي أخرجه سنة 1966 بالإشتراك مع المخرج الإيطالي نينو زانشان (NINO ZANCHIN) في إطار إنتاج مشترك مغربي إيطالي، و”الحياة كفاح”، الذي أخرجه سنة 1968 بالإشتراك مع الراحل أحمد المسناوي، وهو من بطولة عبد الوهاب الدكالي وليلى الشنا وهلال عبد اللطيف ومصطفى منير والراحل عزيز موهوب وآخرين. وبالإضافة إلى الفيلمين السابقين أخرج الراحل بمفرده ثلاثة أفلام روائية طويلة أخرى هي على التوالي: “أمينة” (1980)، “لالة شافية” (1982)، “عباس” أو “جحا لم يمت” (1986). هذا بالإضافة إلى مجموعة من الأعمال التلفزيونية منها سلسلات “المرأة المغربية والحياة العصرية” و”الفنون التشكيلية بالعالم والمغرب” و”المهن الصغيرة”، وتحقيقات مصورة بعناوين “مدن الصفيح” و”البترول” و”التراجيديا البشرية”، وثلاثة أفلام روائية من بينها فيلم “الزنزانة 49″، وبرامج منوعات (“نجوم في سماء المغرب” نموذجا)، وبرامج ديداكتيكية من إنتاج مشترك بين وزارة التربية الوطنية ومنظمة الأمم المتحدة… من أفلامه السينمائية الوثائقية القصيرة، التي أخرجها لفائدة المركز السينمائي المغربي، نذكر: “الجديدة” (18 د) و”طاعون القرن” (11 د) و”لالة ميمونة” (20 د) و”موعد بالدار البيضاء” (22 د) و”توقف بالرباط” (22 د) سنة 1964، “مسجد تنمل” (20 د) سنة 1966، “سفر ممتع” (20 د) سنة 1967… وحسب ما جاء في “دليل المخرجين المغاربة” (النسخة الفرنسية – طبعة ماي 2006) للصديق الناقد والباحث خالد الخضري، فمحمد التازي بن عبد الواحد من مواليد فاس يوم 15 يناير 1936، تلقى تكوينا جامعيا بمدرسة سان كلود العليا (المركز السمعي البصري) تخصص “البيداغوجيا السمعية البصرية” سنتي 1956/1957، وقضى سنتين بمعهد الدراسات السينمائية العليا بباريس (IDHEC) من 1958 إلى 1960 حيث تخرج منه بدبلوم في الإخراج والإنتاج والمحافظة والمونطاج (الدفعة 15). كما استفاد سنة 1989 من تدريب لتحسين القدرات في مجال كتابة سيناريو الأعمال الروائية السينمائية والتلفزيونية بالمدرسة الدولية ببوردو، وفي سنة 1990 حصل على دكتوراه في علوم الإعلام والإتصال بجامعة ستاندال (غرونوبل 3) بفرنسا. التحق محمد التازي مباشرة بوزارة الأنباء، بعد تخرجه سنة 1960 من المعهد السينمائي المذكور، وكان ضمن أول فريق من التقنيين السينمائيين الذين دشنوا وأعطوا الإنطلاقة لاستوديوهات عين الشق التابعة للتلفزة المغربية بالدار البيضاء سنة 1962. اشتغل كذلك بالمركز السينمائي المغربي، من 1964 إلى 1968، كمخرج ورئيس مصلحة إنتاج الأنباء المصورة والأفلام الوثائقية، وفي سنة 1969 عاد إلى التلفزيون وتقلد في إدارته إلى حدود سنة 1979 عدة مهام من بينها: رئيس مصلحة إنتاج الأفلام والفيديوهات، رئيس قسم الإنتاج والتخطيط، المدير بالنيابة للتلفزة المغربية. وفي سنة 1980 تم إلحاقه بالمعهد العالي للصحافة بالرباط (المعهد العالي للإتصال والإعلام لاحقا) بصفته أستاذا باحثا بشعبة الإعلام والإتصال السمعي البصري (تخصص: تلفزيون)، وظل بهذا المعهد إلى حدود تقاعده الإداري سنة 1996. رحم الله الأستاذ والمبدع محمد التازي بن عبد الواحد (1936 – 2019) وألهم ذويه وأصدقاءه وطلبته ومحبي أعماله الفنية الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.