عقدت مؤسسة دار الحديث الحسنية وبشراكة مع مختبر مناهج البحث في اللغة العربية و اللغات وبنية البحث في أدب الغرب الإسلامي التابعين لكلية اللغة العربية ( جامعة القاضي عياض – مراكش)، يوما دراسيا في موضوع ” السرد القصصي في القرآن الكريم: الاسلوب والدلالات”، وذلك يوم السبت 30 نوفمبر 2019 في مقر الدار الكائن في حي الرياض بالرباط. وقد انتظم اليوم الدراسي الذي نسقت أشغاله الأستاذات : د.فريدة زمرد، ود.نادية حليم، ود. فاتحة سلايعي، في أربع جلسات، ودونكم ملخصات مداخلاتها: ابتدأ اليوم الدراسي بجلسة افتتاحية تليت فيها آيات بينات من الذكر الحكيم، أعقبتها كلمات كل من السيد مدير مؤسسة دار الحديث الحسنية، و كلمتا منسقتي اليوم الدراسي (د.نادية حليم، ود.فاتحةسلايعي)، وقد سلطت الكلمات ثلاثتها الضوء على أهمية الشراكة بين المؤسستين، وأنها تتغيا الانفتاح وتبادل الخبرات بين الباحثين. وانعقدت بعدها الجلسة العلمية الأولى التي ترأستها الدكتورة فريدة زمرد، وقد عرفت الجلسة أربع مداخلات كالآتي: د.عزيز الخطيب (مؤسسة دار الحديث الحسنية) “التوكيد ودلالته في سرد مشاهد قصة نوح عليه السلام” تناول الباحث الأساليب البيانية الكثيرة و البارزة التي قامت عليها قصة نوح التي تتوزع على عشر سور بحضور كمي ونوعي يختلف حسب ما يُنتخَب منها لمناسبة المقام، وحسب ما تقتضيه بنية السرد المتأسسة على الأحداث وتعدد الشخوص والزمن والمكان وتسلسل المشاهد عبر حلقات متتابعة ومكملة لبعضها البعض. وأومأ الباحث إلى أن الغرض من سَوق القصص في القرآن غرض ديني بالأساس، يهدف إلى الإيمان برسالة الأنبياء والالتزام بما جاء فيها، ومدعاة لاحتمال إنكار المنكرين الوحي أو تشكيكهم في رسالاته ورسله، لذلك كان حضور بعض الأساليب العربية مثل: التوكيدوالنداء والاستفهام المجازي وغيرها حضورا لافتا، لما له من قوة في التعبير وتأثير في الإقناع خدمة لأهداف القصة. وقد انتصبت هذه المقالة لبحث ظاهرة التوكيد ، بحسبانهاتفيد تقوية المؤكّد وتمكينه في ذهن المتلقي وقلبه. ورغم أن الأصل في التوكيد ألا يُؤتى به في الكلام إلا إذا ظهر للمتكلم أن المخاطب يرفض مضمون الخبر أو يتردد فيه، وأنه كلما كان التردد والإنكار أقوى وجب على المتكلم الزيادة في المؤكدات، إلا أن هذا الأصل الظاهر ينبغي ألا يُحمل على إطلاقه، فقد يؤتى بالتوكيد لإظهار قوة الاهتمام بالخبر والعناية به، ليُبنى عليه النّظر فيما بعده، فتضاف إليه وظيفة أخرى هي الحصانة من أن يتردد السامع في مضمون الخبر،وكل هذا حاصل في قصة نوح. ولئن كان التوكيد يتوزع بين اللفظي والمعنوي وألفاظ أخرى خاصة تؤدي معناه في الجملة العربية فإن قصة نوح تكاد تخلو من التوكيدين اللفظي والمعنوي، وغيابهما فيها ظاهرة لغوية تستحق التفسير. وقد جاءتالمؤكدات في القصة كلها أو أغلبها من النوع الذي يؤكّد المضمون، أي الحكم، وكلّ منها يفيد دلالات تناسب السياق الذي وردت فيه، وتخدم المعنى العام بتضافرها مع قرائن لغوية أخرى، وقد توزّعت بين التوكيد ب (إنّ وأنّ)، و(إنّ… واللام)، و(أنّ… ولن)، و(القسم ونون المضارع المشددة)، و(قد… والفعل الماضي)، و(لكنّ)، و(لن والمضارع)، و(ضمير الفصل)، و(ضمير الشأن)، و(سوف والسين)، و(توكيد الضمير المتصل بالمنفصل)، و(المصدر وعامله)، و(ما… ومن الزائدة)، و(ما… والباء الزائدة).. الطالبة الباحثة كوثر نويني (مؤسسة دار الحديث الحسنية) ” النظم البديع في سرديات القرآن الكريم؛ سورة القصص أنموذجا” وقد حاولت الباحثة أن تسهم في الجواب عنتحديين أثارتهما اعتراضات المشككين في النص القرآني –تحدي النسقية والإبداع الفني معا. وأن ترصد تتابع السرد وتناسق عناصر السورة التي امتزج فيها السرد بآيات الكون والتوجيهات العقدية والدعوية.ولأجل ذلك أقامت الباحثة ورقتها على العناصر الآتية : تمهيد مفاهيمي: عرفت فيه مفاهيم (السرد، القصص، النظم) مركزة على الدلالة اللغوية للمصطلح، وانتهت إلى أن المفاهيم دالة على معاني (التوالي والاتصال+ الاتساق+ التتبع+ والتأليف). وعن سؤال لماذا سورة القصص؟: تقول الباحثة إنهاحاولت أن تنتخب أنفس ما خطه المفسرون في التقديم لسورة القصص وأن تبين خطوطها الكبرى ومقاصدها الأسمى. وقد أسلمها هذا المحور لدراسة: نظم المقاطع الثلاثة الكبرى لسورة القصص. وهي قصة موسى عليه السلام؛ خصوصا تفاصيل ما قبل التكليم. والبيان الموجه للنبي صلى الله عليه وسلم ومحاورة المشركين ببراهين العقل وآيات الكون ومشاهد القيامة. وأخيرا قصة قارون. * نظم الأحداث في مشهد نشأة موسى عليه السلام. يغوص النظر أكثر في توالي وتراتب الآيات داخل المقطع الواحد…دون إغفال انسجامها مع مجموع المشهد السردي في القرآن الكريم. ولأنها بصدد السرد القرآني فقد سلطت الضوء على الأحداث، بحسبانها عنصرا مركزيا في كل حبكة قصصية، كيف تتابعت تلك الاحداث وحكيت؟ وكيف نطق السرد ولم سكت؟ وخلصت إلى أن الأحداث تنتظم في سورة القصص حسب تسلسل منطقي متدرج في الزمن، من المجمل العام إلى الخاص المفصّل، هذا التدرج في العرض، فيه إعداد للسامع وتنبيه له بعظم ما هو مقبل على سماعه وتلقّيه… و أما ما سكت عنه السرد وتجاوزه فهو على ضربين: 1. أولهما طال الأحداث التي يغني عن كشفها التلازم الفكري.[استعداده للسفر من مدين عودة لمصر] 2. وثانيهما التفاصيل التي لا تخدم هدف السورة: مثال سورة القصص وجهت إلى خالي الذهن+ وهو المتلقي الأول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعده من أمته أما الخطاب في سورة طه فهو تذكير بالإنعام والمنن. وفي ما يتصلبالأشخاص الرئيسة في السورة.أشارت الباحثة إلى أن الشخوص متنوعة في طبيعتها ومواقفها وقيمها. ويسمها التقابل والتضاد والتوافق .ومن الشخوص (سيدنا موسى ثم فرعون وقارون). واكتفت الباحثةفي رسم صورها وملامحها وأدوارها بالوصف الجامع الذي يدل عليه نظم الآيات. فقد خلع القرآن توصيف الإفساد على فرعون(استعلاء والتفريق، والذبح، والاستعباد )، وعبر عنها بأقوى صيغ التمكن والثبات والتوكيد. وانتهت الباحثة إلى جملة نتائج منها: *أنالنظم يتجاوز تتابع الألفاظ إلى تناسق دلالاتها ومعانيها، ويذهب بالمتلقي أبعد من المعنى الأول إلى معنى المعنى. *أن سورة القصص افتتحت بالحروف المقطعة، فهي من سور الطواسين؛ طسم [تلك آيات الكتاب المبين] الشعراء 47 نزول-26 مصحف، طس[تلك آيات القرآن وكتاب مبين] النمل 48 نزول ، 27 مصحف- . *أن السورة اتفقت مع سورة طه في الاختصاص بسرد مرحلة ما قبل الطور، نشأة نبي الله موسى عليه السلام. *وأنها ترتبط في معانيها بظروف تنزلها على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، في فترة استضعاف وخوف ووجل وخروج من بلده مكة كما خرج موسى عليه السلام.. * أنها تتساوق مع ما قبلها من سور في ترتيب المصحف وأقصد الشعراء والنمل في الاستدلال على إعجاز هذا الكتاب في بيانه وإنبائه عن الغيب من قصص الماضين وتعليم المتلقي سنن الله في الكون .. *أن الشخصيات بما فيها من اتفاق وتباين في المواقف والتصورات تعكس ما يسمى بالصراع الذي هو روح القصة ومحركها، وأن ما تميزت به السورة هو غناها وتنوعها البديع في هذا الباب. عبد الحي الطالب الباحث طالبي (كلية اللغة العربية) “حكائية القصة القرآنية؛ قصة آدم في القرآن الكريم نموذجا” انخرط الباحث في دراسة “المادة الحكائية” التي تضمنتها قصة آدم عليه السلام في القرآن الكريم، مستثمرا عددا من المفهومات المنتمية ل “سرديات القصة، أو المادة الحكائية”، آملا استكشاف السرد القرآني وتبيُّن “حكائيته”، مع ما يقتضيه ذلك من بحث في الوظائف والفواعل والعواملوالزمانوالمكان، وما تحيل عليه هذه المكونات من بنياتحكائيةوأنساقدلالية وجمالية، بما يجعله في المحصلة الأخيرةيهتدي إلى شيء من خصوصية هذا النمط من السرد الموسوم بكونه “الحق” و”الأحسن”. وتضم الدراسة قسمين رئيسين: قسم وصفي؛ فيه جرد للأحداث وتحديد للمتواليات السردية التي حوتها القصة ونمذجة للوظائف السردية فيها وإبراز لدينامية القوى الفاعلة ورصد لخصوصية الزمان والمكان فيها. وقسم تأويلي: فيه استخلاص لأبرز الأنساق الدلالية التي تحيل عليها القصة، مع محاولة لتمثل الصورة التي ظهر وفقها آدم عليه السلام في هذا السياق ومقارنتها مع تمثلنا لصورة “آدم اليوم”؛ حيث التغير المطرد في الإنسان والزمان والمكان. الطالب الباحث الحسن البوبكراوي ( كلية اللغة العربية) “التجاذب النحوي والدلالي للمضمر في الخطاب القرآني وتجلياته في قصة يوسف عليه السلام” استهل الباحث ورقته بدحض ظن مقتضاه أن حذف المبنى يلزم منه- دائما- حذفٌ في المعنى، إلا أن هذا الزعمَ، بنظره، قد يصدُقُ في باقي الخطابات البشرية، ولكنه لا يصلح أن نُسقطه على الخطاب القرآني؛ سواء أتعلق الأمر بآيات الأحكام أم بالقَصص القرآني؛ لأن الحذوفَ النحويةَ في القرآن الكريم جاءت لمقاصد وغايات، يمكن أن تسترسل على سائر النصوص القرآنية، ذاتِ الدلالة على عدم ذكرِ ما يقتضي التركيبُ ذكرَه بالأصالة، لولا ما قُصِدَ بعدَم الذكر مِن دلالةٍ لا يُفصِحُ عنها اللفظ لو صُرِّحَ به. لذلك فقد تغيّتْ هذه المداخلة الكشفَ عن المضمر في القصة القرآنية، وبيانَ ما انبنى عليه من دلالة، متخذة من أحسن القصص متنا لها، باعتبارها خطابا متكاملا، لا مندوحة لدارسي الأدب عن تصنيفها ضمن النصوص السردية التي تنتظمها خيوط عديدة، وعناصرُ سردية فريدة، أعني قصةَ يوسف عليه السلام. ينضاف إليه أن هذه الورقة تحاول الإجابة عن أسئلة متعالقةومتطالبة يقود بعضها إلى بعض، من قبيل: هل الحذف مقصود لذاته في التعابير القرآنية أم لا؟ إذا كان كذلك، فأين تكمن وظائفها البلاغية؟ وما الأسباب الداعية إلى الاستغناء بالملفوظ عن الملحوظ؟ وهل يمكن حصر المضمر في القصة القرآنية في الأساليب التركيبية أم أنه يتجاوزها إلى غيرها؟. وانتصبت الدكتورة نادية حليم رئيسة للجلسة العلمية الثانية التي قوامها هي الأخرى أربع مداخلات نورد ملخصاتها أدناه: د.سناءسميج (كلية اللغة العربية) “سرد القيم و قيم السرد” وقد أومأت الباحثة في مداخلتها إلى أن القصص القرآني خطاب سارد للقيم التي تحلى بها الأنبياء و الرسل، و لأنباء طالما تداولتها الألسن دون الاستقرار على رأي أو عدد إلى أن يَفصِل الله فيها ويحددها لتكون بالحق والحقيقة التي يثبتها القصص قيمة وأساسا لهذا الصرح السردي القرآني. ورغم تجاذب القصص القرآني لبعض آليات السرد بمفهومه الحديث إلا أن له ميزاته التي تبدأ من قص القصص ليكون عظة وعبرة للمسلم تنعكس على سلوكه وعقيدته إلى بنائه لآليات سردية خاصة و متفردة. وهنا يثور سؤال مركزي هو :هل بسرد القيم في القصص القرآني حددت قيم للسرد تختلف عن آليات السرد الحديث؟ د.مليكةناعيم (كلية اللغة العربية) “المعرب والدخيل في القصص القرآني؛قراءة في الأبعاد الدلالية والقيم الحضارية” يمثل المعجم مظهرا أساسا من مظاهر الإعجاز القرآني؛ نظرا لطبيعته وسماته المميزة، ومن أبرزها تمثله لبيئة النزول من خلال احتوائه على ألفاظ دخيلة من لغات أخرى تعايشت مع اللغة العربية لداع ما؛ سامية وحامية وهندو- أوروبية، سواء ما دخل منها باللفظ أو بالمعنى أو بخاصية لغوية، في سياقات محددة ضمن القصص القرآني مع وجود المقابلالعربي المتداول. وقد تعددت المواقف في الموضوع بين منكر ومثبت، ولكل أدلته، لكن فهم المغزى وبحث الدلالة ينتصر للرأي الثاني، ويعده من مظاهر قوة اللغة العربية؛ لغة الأمة، وعالمية الرسالة المحمدية. إن بحث المغزى من تداخل اللغات في القصص القرآني، وتتبع سياق توظيف الألفاظ والعبارات غير العربية وربطه بالسياق والمقام (بيئة النزول من جهة وبيئة القصة من جهة ثانية) يكشف أن اعتماد تلك الألفاظ– على الرغم من ندرتها- لم يكن لعجز في اللغة العربية، وإنما لطبيعة الأماكن التي توظف فيها؛ إذ تعتمد في مواضع مركزية داخل القصة تيسر للقارئ تمثل أحداثها، واستخلاص منظومة القيم الحضارية التي تسعى إلى ترسيخها في المجتمع الإسلامي بعبارات موجزة وألفاظ قليلة. وتسعى هذه الورقة البحثية إلى بيان بلاغة هذه الألفاظ في تصوير الأحداث وقوتها في تمثل تلك القيم من خلال بحث دلالات ألفاظ عروبية (سامية) في بعض القصص القرآني في علاقتها بالسياق والمقام؛ وقد ركز البحث على قصة يوسف وقصة إبراهيم عليهما السلام. الطالب الباحث فضيل ناصري (كلية اللغة العربية) “الأبعاد الجمالية في القصة القرآنية: دراسة نصية في قصة يوسف” يهدف هذا البحث كما يومئ إلى ذلك عنوانه، إلى إبراز خواص السرد القرآني، بما هو “سرد” رباني مفارق للسرود البشرية، من خلال قصة النبي يوسف عليه السلام بحسبانها قصة “مغلقة” تفردت عن غيرها من القصص القرآني بالاكتمال وعدم التكرار. وهي خواص جمة؛ تنهض على جوانب لغوية حجاجية تسم الاستخدام الإلهي للغة العربية، وتثبت فؤاد النبي محمد صلى الله عليه و سلم ،وتدفع المتكلم إليهمإلى الاتعاظ والاعتبار و الاقتناع بالنتائج الحجاجية الكبرى للخطاب القرآني. وجوانب جمالية زخرفية تتصل بمنهج القرآن في تشييد معمار القصة وحبكتها ( الشخوص، الأحداث، فضاءا الزمان والمكان…)، وجوانب إعجازية عمل الباحث على التماس بعضها وتحريه. وقد أفاد الباحث في دراسته اللصيقة المحايثةلقصة يوسف عليه السلام من المفاهيم التي راكمها جيرار جينيت في “خطاب الحكاية”، ومما أبدعه غريماس في نظرية النموذج العاملي. كما ألمع إلى بعض الإشكالات التي تواجه الباحث في موضوع القصص القرآني من قبيل؛ أسئلة التجنيس، وأسئلة الأدبية والتطابق مع التاريخ. ولأجل ذلك، عمد الباحث إلى بناء دراسته على خطة منهجية قوامها مقدمة، ومطالب ثلاثة أسلمته إلى خاتمة ضمنها ما خلص إليه و استنتجه. إذ أفرد المطلب الأول للمفاهيم ( سرد، قصة، قصة قرآنية) وما يحاقلها و يدور في فلكها، وتمحض ثاني المطالب في ورقته لهندسة قصة يوسف وحبكتها مع بيان جوانب الجمال و الفرادة و الإعجاز فيها. وأما المطلب الثالث فصرفه إلى بيان الطاقة الحجاجية للقصة موضوع الاشتغال. الطالب الباحث طارق منزو ( مؤسسة دار الحديث الحسنية) “السرد الإعجازي في القرآن الكريم؛ أبعاد ودلالات أسلوب التوصيف والمحاورة” أشار الباحث في البداية إلى أن نظرية إعجاز القرآن تعد من القضايا العلمية والمعرفية التي ارتبطت بشكل وثيق بعلوم اللغة العربية. إذ وظف علماء القرآن الكريم والتفسير مجموعة من القضايا الكلامية واللغوية، والتي يمكن ربطها، إلى حد ما، بمباحث معاصرة شبيهة، تندرج ضمن مباحث من قبيل فلسفة اللغة والتأويليات والتداولية والسميائيات واللسانيات البنيوية. ومن المؤكد، بنظر الباحث، أن الغرض من إدراج بعض هذه القضايا اللغوية (خصوصا تلك التي تنتمي إلى علم البلاغة) في هذه الورقة، هو من أجل تمييز القرآن الكريم، بصفته كلام الله تعالى، عن باقي الخطابات البشرية الأخرى الشعرية منها أو النثرية. وقد وجب التنبيه إلى أن علماء القرآن الكريم، حصروا أوجه إعجاز القرآن الكريم في مستويين اثنين: النظم والسرد القصصي (الإخبار بالغيوب وبقصص المتقدمين). من هذا المنطلق، تناول الباحثبالدرس و التحليل أسلوب التوصيف والمحاورة، بحسبانه مظهرا من مظاهر إعجاز القرآن ومن مبتكراته، تميِّز نظمه عن شعر عرب الجاهلية. وقد عمد الباحث إلى معالجة هذا الموضوع من خلال محورين أساسيين. خصَّص المحور الأول لدراسة أسلوب التوصيف عبر أبعاد ودلالات زمن السرد القصصي من منظور علوم اللغة، لا سيما تلك المتعلقة بإشكالية العدول عن الوضع اللغوي (جدلية زمن السرد القصصي بين الحقيقة والمجاز) للمحتوى المقولي مراعاة للسياق التداولي لعملية السرد القصصي. ومن منظور آخر، يشكل مفهوم المحاورة أرضية خصبة لعدة نظريات لسانية وأدبية وفلسفية وخصوصا منها تلك المقاربات التي اهتمت ببناء المعنى أثناء عملية التواصل والمحاورة.وأما المحور الثاني فقد انصرف إلى دراسة البنية النصية والدلالية لأسلوب المحاورة عبر مفهوم الوصل والفصل، تتوخى، من خلال بعض المكونات الضمنية لمفهوم السرد (الأشخاص والزمن والمكان واللغة والأحداث)، تقديم تأصيل علمي لمسوغات العدول عما جرت به العادة في حكاية المحاورات القصصية للقرآن الكريم. وترأست الدكتورة سناء سميج الجلسة العلمية الثالثة خلال اليوم الدراسي، والتي تشكل معمارها من مداخلات خمس هذه ملخصاتها: د.فاتحةسلايعي (كلية اللغة العربية) “السرد القرآني وسؤال التحول” تستأثر فلسفة التحول في الفكر المعاصر باهتمام جلي، وتستقطب جماعات علمية متعددة في مشاربها الفكرية ومتنوعة في أدواتها المنهجية. من هنا أضحت وجهة جديدة للاهتمامات المعرفية التي تتوزع بين علم الأخلاق والاجتماع …. والذي لا شك فيه أن أحسن الكلام يكون بالتناسب القائم بين أجزائه والارتباط بين مقاطعه، والقرآن الكريم كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، لذا فقد جاء وفق بناء محكم السرد متماسك السبك متين الأسلوب متصل بعضه ببعض. مما استلزم استقراء بعض المواطن التي يكون فيها الخطاب متحولا ومتنقلا من موضوع إلى آخر مع استكناه معانيه وأسباب وجود هذا التحول في الخطاب القرآني وما مدى تأثيره على القصص. إن هذه المعطيات اقتضت تقريب الموضوع وفق عدد من النقط منها: – تقريب مفاتيح العنوان – الوحدة الموضوعية في القصص القرآني – مدار تحقق التحول – مقاربة بعض الأسئلة التي يثيرها: ما مستويات التحول؟ وما مظاهره؟ وما الثاوي وراءه؟ تلكم بعض المحطات التي أثارتها الباحثة في مداخلتها. ولم يفتها، في الختام، أن تشير الموضوع منفتح على العديد من المقاربات. الطالبة الباحثة لالة أمينة تاشا (كلية اللغة العربية) “الأبعاد التداولية في القرآن الكريم، المقام والمقصدية في سورة عبس” بدأت الباحثة مداخلتها بالإشارة إلى أن القرآن الكريم احتفى بالقصص، وهذه دعوى يعضدها الحيز المهم الذي شغله في الكتاب الكريم، ثم جازت إلى القول إن الدراسات التي قاربت القصص القرآني متنوعة مختلفة؛ بالنظر إلى تنوع الباحثين في مشاربهم الفكرية وفي مناهجهم المتوسلة لأجل ذلك، فمنها التاريخية، والسردية، والتأويلية، والتداولية الحجاجية… وقد توسل المحدثون، بعضهم، التداوليات لأجل سبر أغوار القصص القرآني وتبين قصود الشارع تعالى في المقامات التخاطبية التي خلدها القرآن، متخذين العوامل والروابط الحجاجية و أفعال الكلام آليات تحليلية إجرائية تسلم الباحث إلى استكناه أبعاد الجمال في الكلام الإلهي. وتنسلك مداخلة الباحثة ضمن الدراسات التداولية الحجاجية التي احتفلت ببعدين تداوليين في سورة عبس هما المقام و المقصدية. الطالب الباحث عبد الرحيم بلكاني (كلية اللغة العربية) “السرد القرآني واستراتيجيات بناء و تأويل المعنى :مقاربة تداولية حجاجية” اجتهد الباحث من خلال هذه الورقة البحثية في تقديم مقاربة منهجية جديدة في تأمل الخطاب القرآني، وذلك بالإفادة من أهم ما قدمه المنجز اللساني والبلاغي الحديث من مفاهيم إجرائية وأدوات تحليل منهجية، ذلك كله بغية الوقوف النوعي على أبعاده الوظيفية، وقيمه الدينية، ودلالاته التخاطبية، ومقاصده التواصلية والإبلاغية، بما يسعف في استكشاف آفاق معرفية وتأويلية جديدة في فهم هذا النص الديني المعجز في مبناه ومعناه، مع ما يستدعي ذلك من ضرورة استحضار خصوصية ذلك النص المقدس، سواء من حيث مصدره الإلاهي، أم من حيث الحذر من مزالق الانحراف عند كل تأويل خلال سيرورة الاستدلال على معانيه ومقاصده، خاصة تلك المعاني الضمنية والمستلزمة التي لا يُتحصل عليها إلا بضرب من التأول، وطول التأمل، وإعمال الفكر، ومعاودة النظر. وإذا نظرنا إلى السرد القرآني بوصفه سردا ذا طبيعة تواصلية تتجاوز الوظيفة الإخبارية/التقليدية للسرد، في إطار جمالي، وشكل أسلوبي، مفارق لغيره في البنيات التخييلية، والمقاصد التداولية والحجاجية، واستراتيجيات بناء وتأويل معانيه، بما يحقق له مزيته وإعجازه؛ فإننا وانطلاقا من هذا التصور، يقول الباحث، ، نسعى إلى استثمار بعض المقولات التي أنتجتها بعض مناهج تحليل الخطاب (التخاطب، أفعال الكلام، الاستلزام الحواري، المعنى الضمني…)، للوقوف على البعد التداولي والحجاجي للسرد القرآني من خلال قصة موسى عليه السلام مع فرعون، لعل ذلك يساهم في تنويع أساليب دراسته، وتجديد طرائق تحليله، لتمثل كيفيات اشتغال ذلك الخطاب، وتأمل مقاصده، وفهم استراتيجيات تأويلها، وكذا الوقوف على عمليات الاستدلال وآلياته التي يزاولها المتلقي في الانتقال من المعنى إلى معنى المعنى، بوصف النص نسيجا من الفضاءات القابلة للتأويل التي يجب ملؤها من قبل متلق نموذجي يشارك في بناء الدلالة والكشف عن الضمني منها، ولا يتم ذلك إلا بقرائن السياق وضوابط التأويل، وشروط التلقي لأدبية الخطاب، حتى يتحقق التفاعل بين الذات القارئة والبنية النصية، لتوليد المعنى. الطالب الباحث ادريس عاصيم ( كلية اللغة العربية) “بلاغة السرد في القرآن الكريم” أومأ الباحث إلى أن السرد يشغلحيزاكبيرا فيالخطابالقرآني،ًولاغرابةفيذلك،لأنالمجتمعالعربيقبلالبعثةالنبويةعرفالقصوالحكاية،علىالرغممنغلبةالاهتمامبالشعرعلىحسابالسرد،غيرأناللهعزوجلقدمنحهاتهالآليةاللغويةالتواصليةالفنيةأهميةكبرىفيالنصالقرآني. وبتتبعنا، يقول الباحث،لألفاظالقصوالقصصوالسردفيالقرآنالكريم،نستنتجمنالمعاجموكلامبعض المفسرين و اللغويينأنالقصةمعروفةفعلا،وأنالقاصيتتبعمعانيقصصهوألفاظها،وأنالسردفيدلالاتهاللغويةحملدلالاتالاتساقوالتناسقوالتتابع،ممايحيلناعلىأهمميزةللخطابالسرديدونسواه. إلاأنالبلاغةالعربيةاهتمتبالشعروظلتمختلفعلومالبلاغةتمتحمنالقرآنوالشعرللتمثيلوالاستدلالعلىمختلفالمحسناتالبلاغيةوالظواهرالفنية،متناسيةبقصدأو بغيرقصد،السردالعربي،ًالذينشأقبلالإسلاموعرفنقلةنوعيةلميسبقلهامثيلمعنزول الوحيوردهالاعتبارللقصةوالحكايةمعقصصالأنبياءوغيرهامنالقصصالتيذكرتفالقرآنالكريم،وتطورتالقصةوالحكايةإلىمناماتومقاماتثمإلىقصةقصيرةفرواية في مابعد. ومعلوم ان للنص القرآني سمات تميزه عن غيره من النصوص و الخطابات؛ فهو نص مقدس، وله مقاصد وغايات واضحة في مقدمتها دعوة الناس إلى الحق، لكنها دعوة في قالب لغوي يكتسي صبغة بلاغية جمالية، تنهض على عناصر الحذف و الاستبدال و الزيادة والقلب… وقد عرض الباحث في مداخلته لقصة نوح عليه السلام و أبرز من خلالها المكونات السردية والانزياحات التي تضمنتها، والخواص الإبداعية الإعجازية التي تبني المعنى وتوصله إلى عموم المتلقين كلام الله. الطالب الباحث جواد الفلاق (مؤسسة دار الحديث الحسنية) “البنية الزمنية في سرديات القرآن الكريم؛ رؤية أدبية معاصرة” لقد تناول القرآن الكريم مسألة الزمن بشكل مستفيض وأعطى له بالغ الأهمية، لكن عند تأملنا لكتاب الله تعالى نجده لا يتناولالزمنمنزاويةمجردة،أوزاوية فلسفيةبل يطبقه بكل أنواعه؛ النسبي والخارق والغيبي، في البنى السردية للقرآن الكريم، فالقصص القرآني اتخذ من الزمن وِعاء له منذ بداية الخليقة إلى نهايتها ومن نشأة الكون إلى فنائه، وهذا الحضور الممتد للزمن في القصة القرآنية هو ما أعطاها تفردها من حيث البِنية الزمنية ومن حيث التوظيف الزمني والغايةُ التي يتغياها السرد، فالامتداد الزماني من عالم الشهادة إلى عالم الغيب يُرسي العقيدة التوحيدية ويُسلي المتلقي المؤمن المتتبع لخيط السرد بشغف ولذة. إن القصةالقرآنية ليستلونامنألوانالأقصوصةأوالقصةأوالروايةأوالحكايةبالمعنى المتواضععليه،وكذلكفهيلاتحملالعناصَرالفنيةالتي وضعهانقادالعصرالحديث، فهي خاصة ومتفردة عن كل لون قصصي إلا أنَّ من مقومات القصة، “الزمان” والقصة القرآنية في غالب صورها سرد لسيرة نبي من أنبياء الله تعالى مع قومه في زمن من الأزمان، بيد أن هذا الزمن يحضُر في السرد القرآني بشكل أبعد وأعمق من أي سرد آخر غير قرآني، ذلك أن الجدل الديني بين أي نبي وقومه لا ينتهي في العالم الدُّنيوي وإنما يستمر إلى عالم الخلود، وبذلك يُغطي الزمن مساحة كبيرة جدا تتجاوز الإدراك الإنساني المجرد عن الإيمان، فالقصة القرآنية لا تتوقف بموت شخوصها، بل تتخذ من الموت بداية لسرد آخر تتلمس فيه الحقيقة الأزلية في عالم الخلود وإعادة ترميم الزمن وإحياء الشخوص مرة أخرى، “فالزمن من أهم المدركاتالصريحةوالضمنيةالتيتصدتبهاأدبيةالخطاب القرآني،إلىمعالجةهذاالموقفالمكذِّبباليومالآخر” إن الزمن في سرديات القرآن الكريم يمتد ليقص علينا قصةالحياةوماقبلها،وقصةالموتومابعده، وهكذا يروي الله عز وجل قصة آدم قبل إنشائه ويمتد خيط السرد إلى وفاة آخر ولد من نسله، ثم سرْدِ المصائر التي تنتظر كلَّ فئة من فئات أبناء آدم. وعلى هذا الأساس فإن البِنية الزمانية قدجعلتمنالقصةالقرآنية،قصةكونيةممتدة محيطةبكلالأحداث “منالنشأة الأولىإلىالرمقالأخير،ومنالحياةإلىالموت،ومنالموتإلىالبعث،ومنالبعثإلىالخلود” وفي ضوء ما تقدم أثار الباحث جملة من التساؤلات من قبيل؛ ما الزمن؟ وما أنساقه وترتيباته وأبعاده في سرديات القرآن الكريم؟، وخلص في مداخلته إلى الاستنتاجات الآتية: * إن للزمن أهمية كبيرة بوصفه محورا أساسيا في تشكيل بنية النص السردي وتجسيد أبعاده التاريخية والنفسية والجمالية. * وظفتالقصةالقرآنيةإشاراتللدلالةعلىقضاياوحقائقدينيةوتاريخيةوعلميةولغويةمتنوعة. * الإحداثيات الزمنية التي وظفتها القصةالقرآنية تجعل الأحداثمتداخلةفيما بينها،فيانسجاميمثلتاريخالعقيدةوتاريخالبشريةمنذآدم. *وظفت القصة القرآنية الزمنالنفسي السيكولوجيللتركيزعلىمواقفالرسلمنأقوامهم،ومواقفالأقوامالمنكرينلدعوةالرسلواستعجالالعذاب،مقابلصبرالرسل. * قامتالقصةالقرآنيةبحلإشكاليةالبعثفيعالمالخلود، وذلك بعرضمشاهدإحياءالموتىفيالزمنالدنيوي من خلال سرد قصص بيانية لعملية البعث، كقصة بعث قتيل بنيإسرائيلوقصةبعثالذيمرعلىالقريةالخاويةعلىعروشها،بعدموتهبمائةعام. واختتم اليوم الدراسي بجلسة علمية رابعة ترأستها الدكتورة فاتحة سلايعي، وتشكلت من ثلاث مداخلات، دونكم ملخصاتها: د.عبد الله بن رقية (مؤسسة دار الحديث الحسنية) “قراءة في جهود محمود البستاني في دراسة القصة القرآنية” ويعد بحثه قراءة في جهود العَلم الأديب والناقد والمفكر العراقي محمود البستاني(1937م – 2011م) في دراسة القصص القرآني، وهو مثال للباحث الذي جمع بين التكوين الشرعي والأدبي (في العراق ومصر)، والذي زاوج في دراساته الأدبية والنقدية بين رصيد التراث العربي وبين معطيات المدارس الأدبية والنقدية الغربية. وقد استصحب هذا الزاد وهذه الخبرة في دراساته القرآنية، ومنها القصص القرآني، الذي عالجه في أكثر من كتاب، وأفرد له كتابين هما: (دراسات فنيةفي قصصالقرآن) و(قصص القرآن دلاليّاًوجماليّاً). وقد أبرز في دراساته أنّ القرآن الكريم قد استخدَمَ العنصر القصصي بنحو ملحوظ باعتباره عنصراً موظّفاً لإنارة السور الكريمة، لذلك درسه من زاويتين: الزاوية الفنية والزاوية الفكرية، فجاءت هذه الأعمال خصبة من حيث الأدوات المنهجية، وغنية بالفوائد المعرفية. د.عبد الرزاق فجلي (كلية اللغة العربية) القصص القرآني ورهان الترجمة: من الحرفية إلى السياقية” يعد القصص القرآني وجها من أوجه الإعجاز القرآني، يندمج من خلاله البعد البلاغي في بناء الأحداث، وتنسجم فيه اللغة مع سرد الوقائع. والواقع أن السرد في القرآن الكريم وإن لم يكن هدفا في ذاته، يحقق مجموعة من الأغراض المرتبطة أساسا بالتبليغ ؛ حيث كانت أحداثه وشخصياته حجة في مجادلة أهل الكتاب، وكانت مخرجاته آيات لتثبيت المؤمنين على الإيمان. فالإعجاز في القصص القرآني راجع إلى دقة وقائعه وجودة سبكه ومناسبة لغته لمراحل تطور الأحداث والشخصيات. من هذا المنطلق حاول الباحث في ورقته البحث عن الكيفية التي يمكن بها تبليغ القصص القرآني من خلال ترجمته إلى اللغات الأخرى، وما تتيحه هذه اللغات من إمكانات تحفظ أوجه البلاغة القرآنية وتصون دقة اللغة وصحة الأحداث. إن ترجمة القصص القرآني قد تواجَه بمجموعة من الصعوبات المرتبطة أساسا بتطور نظرية السرد في الثقافة الغربية وما واكبها من ترسانة مصطلحية يستعصي معها التنزيل الحرفي على الخصوصية السردية في القرآن الكريم، وتصعب معها ملاءمة الرصيد المصطلحي الغربي مع واقع القصص القرآني. وأثار الباحث جملة أسئلة هي :إلى أي حد يمكن ترجمة القصص القرآني؟ وماهي الآليات التي تسمح بالنقل الأمين للأحداث دون إخلال بجودة النظم وعلو اللغة؟ الطالبة الباحثة وفاء رويجل (مؤسسة دار الحديث الحسنية) “مركزية السرد القصصي في البيان القرآني لعلاقة الإنسان بالوجود؛ رؤية تحليلية” وقد انتهت الباحثة في مداخلتها إلى الخلاصات الآتية: *إن دراسة القصص القرآني يجب أن تخضع لخصوصيات مصدره فيحتكم فيها إلى معاييره التي حددها النص – أي يدرس لا باعتباره قصصا و كفى و لكن باعتباره قرآنيا – خاصة منها قدسية المصدر و كماله و لسان العرب و غاية الهداية و الإرشاد . *إن القصص القرآني يحمل في خصوصيات أسلوبه تفرد الرؤية و الغاية . *إن القصص القرآني جاء بيانا لكليات المعاني وحقائق أجناس الأفعال الدالة على علائق الإنسان بالوجود و موجد الوجود، تجسيدا للمعلومات في وقائع الأحوال ، فالمعاني تبقى مجردة ما لم تعرض في صورة المجربات. *إنالقرآن الكريم قد أسس لما ينبغي أن يكون قراءة للقصص القرآني وهو التفكر في مرامي العبر بعد أن وقع التحقق من صدق المعرفة الواردة فيها. * إن دراسة القصص يجب أن تؤطر بسؤال البحث عن النواميس الثاوية فيها. ويشار إلى أن كل جلسة علمية من الجلسات الأربع أعقبها نقاش مستفيض بين الباحثين، وذيل اليوم الدراسي بتعقيبات على المداخلات جميعها، قام بها الأساتذة ( د.فريدة زمرد، و د.عزيز الخطيب، ود.سناء سميج)، وتضمنت التعقيبات مجموعة توجيهات للطلبة الباحثين.