تكريم الباحث عبد الواحد بن ياسر وتوقيع اتفاقية شراكة مع كلية الآداب بتطوان. انطلقت مساء يوم الجمعة الماضي فعاليات الدورة الخامسة عشر من مهرجان “طنجة المشهدية”، ومؤتمره الدولي الذي ناقش هذا العام موضوع "المسرح وفنون الأداء: الممر الفاصل/الواصل، بحضور نخبة من الباحثين والفنانين من مختلف بلدان العالم. في كلمته الافتتاحية، عَدَّ الدكتور أسعد يونس الرياني-عن مجموعة البحث العلمي في المسرح ودراسات الفرجة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان المسرح، من القلاع الثقافية الصامدة ضد الأنيميا-حتى لا نقول المحو-؛ إذ يتمتع بقابلية خلاقة للتأقلم مع ثقافة العصر وتقنياته واستيعابها في أفق تطويعها، مشيرا إلى أن الممارسة المسرحية عرفت في العقود الأخيرة تغييرات عميقة على مستوى بنيات إنتاجها جراء تفاعل المسرحيين مع الفنون الأخرى المجاورة مثل "فن الأداء" والآداءات الفنية المجاورة المتسمة بخاصية التفاعل مع الجمهور.. بالإضافة إلى تأثيرات المنعطف الوسائطي، واستيعاب الثقافة الرقمية وتقنياتها الجديدة أثناء صناعة الفرجة، إلى حد الإفراط أحيانا. وأضاف المتحدث موضحا؛ أن الممارسة المسرحية انجرفت منذ ستينيات القرن الماضي مع التيارات الحداثية التي خلخلت أسس ونظريات المسرح الحديث، فلم تعد تستقر علي حال، ومع طلائع الألفية الثالثة أصبح المسرح يستوعب أكثر فأكثر خبرات الفنون الأخرى، وفن الأداء بشكل خاص.. وفي ختام كلمته، أشار الدكتور أسعد يونس الرياني، إلى أن المهرجان في دورته هذه يسعى إلى استكشاف خطابات جديدة، تتناول بالدرس والتحليل العلاقة الملتبسة بين المسرح وفنون الأداء، وأيضا تسليط الضوء علي التوترات القائمة بينهما، في سياق ما يُصطلح عليه، بالمنعطف الأدائي في المسرح. الدكتور الباحث عبد الواحد بن ياسر شخصية طنجة المشهدية في درتها 15 فعاليات افتتاح الدورة الخامسة عشر، عرفت تكريم الباحث والناقد المسرحي عبد الواحد بن ياسر الذي أهسم في غناء الخزانة المسرحية بالدراسات والأبحاث النقدية، بالإضافة إلى تجربة في مجال التمثيل المسرحي خلال فترة السبعينيات. المحتفى به، حاصل على دكتوراه في الأنتروبولجيا الاجتماعية والثقافية من جامعة السوربون، ودكتوراه الدولة المغربية في الدراسات المسرحية من جامعة القاضي عياض بمراكش، أشرف على العديد من الأطاريح، وشارك في العديد من المهرجانات الوطنية، العربية والدولية. ومن بين مؤلفاته “حياة التراجيديا في فلسفة الجنس التراجيدي وشعريته”، “المأساة والرؤيا المأساوية في المسرح العربي الحديث”، “عشق المسرح، دراسات نقدية”.. الدكتور خالد أمين رئيس المركز الدولي لدراسات الفرجة ومدير المهرجان، أشار في شهادته في حق المحتفى به إلى هذا المسار العلمي الطويل، واقفا عند خصوصية الكتابة النقدية عند بن ياسر ومكانته العلمية في المشهدي النقدي المسرحي وطنيا وعربيا، لما تمتاز به كتاباته من رصانة وجدة، مُعرِّجا في حديثه على بن ياسر الإنسان وما يتمتع به من خصال تجعله مقربا من الباحثين والفنانين بمختلف أعمارهم. ليسلم له في الأخير درع المهرجان وكتاب تكريمي، مُهدى له، من منشورات المركز. توقيع اتفاقية شراكة بين المركز وكلية الآداب بتطوان تميز حفل افتتاح الدورة الخامسة عشر أيضا، بحضور وازن لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان،وعلي رأسه عميد الكلية الدكتور مصطفى الغاشي، الذي وقع إلى جانب الدكتور خالد أمين اتفاقية شراكة وتعاون تروم دعم مجموعة البحث في المسرح بالكلية، ومن ثم النهوض بالدراسات المسرحية بالكلية. وفي هذا السياق، أشار الدكتور مصطفى الغاشي إلى أن علاقة مهرجان طنجة الدولي للفنون المشهدية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، هي علاقة تمتد على مدى ما يزيد عن عقد من الزمن، والفضل يعود –حسب قوله- إلى زميله العميد السابق الدكتور محمد سعد الزموري الذي كان حريصا على انفتاح الجامعة على محيطها الخارجي كشرط أساس لنجاحها وإعطاء إشعاع لها. وأضاف موكدا أن عقد اتفاقية شراكة بشكل رسمي بين المركز وكلية الآدابن يأتي اليوم كدليل نجاح هذه العلاقة ومتانتها، وضمان استمراريتها بشكل أكثر إنتاجية. الدكتور خالد أمين في شهادة في حق المحتفي به عميد كلية الآداب بتطوان يسلم درع المهرجان لعبد الواحد بن ياسر من عرض الافتتاح المسرحي _ليليوم_ لجمعية رويشا. ع . عماد بوطالب