افتتحت مساء أمس الأحد بمدينة مرتيل فعاليات الدورة ال 13 لمهرجان مرتيل للسينما المغربية والإيروأمريكية ٬ وتم بالمناسبة تكريم المخرجين المغربية يزة جنيني و الكوبي فرناندو بيريث على مسارهما السينمائي والإبداعي المتميز. كما تم بمناسبة افتتاح المهرجان ٬الذي حضرته شخصيات سينمائية مغربية ودولية وينظمه نادي مرتيل للسينما والثقافة بدعم من المركز السينمائي المغربي ٬ عرض شريط "أصوات من المغرب " للمخرجة يزة جنينين . وقال مدير المهرجان السيد أيوب الأنجري البغدادي أن الدورة وكسابقاتها تتطلع الى التعريف أكثر فأكثر بمنجزات السينما المغربية على أوسع نطاق والانخراط في مسار الانفتاح الذي يتبناه المغرب لتعزيز التواصل مع شعوب مختلف دول العالم والحضارات وخلق منبر للحوار الثقافي بين المهتمين بالشأن الثقافي عامة والشأن السينمائي خاصة من مخرجين ونقاد ومزاولي المهن السينمائية وكذا تبادل التجارب والخبرات . وأضاف أن المهرجان عامة يعد "قيمة مضافة للسينما المغربية لتمكينها من بلوغ أفق فني أوسع يمتد الى شبه الجزيرة الايبيرية وأمريكا اللاتينية " ٬مبرزا ان خاصية المهرجان مقارنة مع باقي المهرجانات المغربية الاخرى هو "انفتاحه على آفاق جغرافية تمثل شبه الجزيرة الايبيرية وأمريكا اللاتينية من منطلق ان هذه المناطق تعرف تطورا سينمائيا مهما ٬ولما تحتويه من مدارس سينمائية تتميز بخصوصيات وخبرات جديرة بالاهتمام والمتابعة والاحتكاك ". وعن تكريمها ٬ قالت المخرجة المغربية يزة جنيني ٬ التي ازدادت بالدار البيضاء سنة 1942 ٬ ان الاحتفاء "هو احتفاء بكل السينمائيين المغاربة على اختلاف مشاربهم ٬والذين تعكس انتاجاتهم و ابداعاتهم انفتاح المغرب وتعدد ثقافته وتراثه "٬مشيرة الى ان المهرجان يعد "منبرا لتوجيه الخطاب السينمائي المغربي المعتز بأصالته والمتطلع دائما الى التجديد ونقل تطلعات المجتمع" . وأنتجت يزة جنيني ما بين سنتي 1987 و2009 العشرات من الافلام أبرزها "المغرب الجسم والروح " و"كونسيرطو 13 صوتا " و"صوت المغرب" و"من اجل متعة العين " و"المغرب مملكة ال1001 عيد " و"رسالة الى غيثة " و"نوبات الذهب والضوء " و"حازانوت ..الاغاني المقدسة ". ومن جهته ٬ قال المخرج الكوبي فرناندو بيريث ٬المزداد سنة 1944 ٬ان تكريمه في هذا المهرجان ٬الذي "يخطو بثبات نحو العالمية ٬ هو تكريم للسينما الايبريية الامريكية التي تجمعها والسينما المغربية قواسم مشتركة بطابعيهما الاجتماعي والابداعي المتفرد" ٬مبرزا انه " ورغم تباعد الجغرافيا بين المغرب وكوبا الا ان الشعبين المغربي والكوبي تجمعهما الروابط الانسانية والثقافية المثلى٬ ويمكن ان تشكل السينما قنطرة للتعرف على بعضهما البعض باعتبار ان لغة السينما لغة عالمية لا تعترف الا بالابداع" . وسبق للمخرج الكوبي ٬الملقب بالمخرج "الواقعي " ٬ ان أخرج 50 فيلما وثائقيا وافلاما طويلة نال بها العديد من الجوائز الاقليمية ٬منها "أومارا " سنة 1983 و"كلانديستينوس" (المهاجرون السريون ) سنة 1987 و"هيلاو هيمنغوي" أواخر الثمانينات من القرن المنصرم و "مدغشقر" سنة 1994 و"سويت هافانا " سنة 2003 . وقدمت إدارة المهرجان خلال حفل الافتتاح لجنة تحكيم الافلام القصيرة ٬التي تترأسها المخرجة المغربية فريدة بليزيد ٬وتضم اللجنة في عضويتها شخصيات إعلامية وسينمائية وهم الممثل هشام عبد الحميد (مصر) و ميساء المغربي (المغرب ) ولوسيانا عباد (الارجنتين )وعالي موريتيفا (البرازيل) وانخيليس فاكاس وماريسول ميمبرييو (اسبانيا) . فيما يترأس لجنة التحكيم الخاصة بالفيلم الوثائقي السينمائي الاسباني أنخيل غارسيس كونسطانطي ٬وتضم اللجنة في عضويتها الاعلاميين والسينمائيين مصطفى كيلاني (مصر) وليديا بيرالطا (اسبانيا ) وجمال السويسي (المغرب) واندريا غوسمان أورزوا (الشيلي ) . وستشهد الدورة ٬التي تستمر الى غاية الثامن من يونيو الجاري ٬ تنظيم مسابقتين رسميتين ٬ واحدة خاصة بالفيلم القصير وأخرى للفيلم الوثائقي ٬و يتنافس على جوائز المهرجان ٬الجائزة الكبرى لمدينة مرتيل للفيلم القصير واخرى للفيلم الوثائقي وجائزة لجنة التحكيم وجائزة نور الدين كشطي وجائزة لجنة تحكيم الشباب ٬ 50 فيلما قصيرا و 12 فيلما وثائقيا من المغرب واسبانيا ودول أمريكا اللاتينية . وتم اختيار المخرج المصري يسري نصر الله لإلقاء الدرس السينمائي لهذه الدورة تقديرا لعطائه السينمائي المتميز إضافة إلى إمتلاكه لغة سينمائية خاصة ينتظرها المشاهد العربي والعالمي في آن واحد٬ وسيعرض المهرجان فيلم يسري نصر الله " بعد الموقعة " الذي سبق ان شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الماضي . وستعرف أيام المهرجان تنظيم ندوة "الأرشيف والذاكرة" بشراكة مع مجموعة الأبحاث في السينما والسمعي البصري٬ التابعة لكلية الآداب بمرتيل٬ والمجلس الوطني لحقوق الإنسان٬ وبحضور متميز للمخرج المصري خالد يوسف وللمخرج الفلسطيني ميشيل خليفي والمخرج اللبناني غسان سلهب٬ كما سيتم إصدار مجموعة من المنشورات السينمائية. ولأول مرة ستنظم مسابقة خاصة بالمدارس السينمائية والإجازات المهنية في السينما ٬ إلى جانب إصدار كتاب حول "علاقة الكتاب والأدباء المغاربة بالسينما " تحت اشراف الناقد السينمائي المغربي حسن نرايس و تتميز الدورة 13 للمهرجان بتنظيم دروس سينمائية (ماستر كلاس) لفائدة تلامذة الثانويات التأهيلية بمدينة مرتيل ولقاءات مع ممثلين مغاربة وعرب بارزين حول "التمثيل الصامت " الى جانب ورشات سينمائية مفتوحة في وجه العموم? فضلا عن تقديم عروض سينمائية في الهواء الطلق لتقريب ساكنة مرتيل وزوارها من الفعل السينمائي. كما سيتم إقامة عرض خاص لفيلم "لا" أولى تجارب السينمائي المصري هشام عبد الحميد الإخراجية ٬وذلك في إطار احتفاء المهرجان منذ عام 2011 وحتى الدورة الحالية بتوثيق او ما يصطلح عليه "الربيع العربي" سينمائيا . وسيخصص حدث هذه الدورة ٬ للسينما التونسية بحضور المخرج محمود بن محمود الذي ستكرم من خلاله السينما التونسية. وتعرف الدورة 13 للمهرجان عقد جلسة عمل بين ادارة مهرجان مرتيل ونظيراتها في مدينة "وويلفا" الإسبانية و"واد الحجارة" بالمكسيك و" قرطاجنة " بكولومبيا لوضع برنامج مشترك للتعريف بسينما الدول المعنية وتمكين السينما المغربية من اختراق آفاق جديدة نحو العالمية. ومن جديد المهرجان هذه السنة أيضا إصدار 25 فيلما قصيرا من أحسن ما أنتجته السينما المغربية في قرص مدمج سيوزع على الحاضرين للتعريف بالسينما المغربية. وكانت إدارة المهرجان قد أعلنت عن ملصق هذه الدورة الذي صممه الفنان المغربي حسن الشاعر والذي يجمع بين الثقافة السينمائية المتوسطية واللاتينية من خلال كرسي سينمائي على ضفاف شاطئ متوسطي٬ مع وجود طائر" توكان"الاستوائي اللاتيني والذي يمتد ذيله كشريط سينمائي متعدد الألوان ليقيم جسرا بصريا بين صورة المغرب المتوسطية والعربية وكذا الثقافة الايبرو أمريكية. وكانت الدورة ال12 من المهرجان ٬الذي انطلقت اولى دورته سنة 2000 ٬ قد عرفت تتويج الفيلم القصير "المصنع " (أ فابريكا) للمخرج ألي موريتيبا من البرازيل بحصوله على الجائزة الكبرى لمدينة مرتيل ٬فيما عادت جائزة لجنة التحكيم و وجائزة لجنة تحكيم الشباب لفيلم "الليلة الاخيرة" لمريم التوزاني من المغرب وجائزة نور الدين كشطي لفيلم "روح " (ألما) لريكاردو موراليس من الشيلي ٬وفي صنف الفيلم الوثائقي عادت الجائزة الكبرى لمدينة مرتيل لفيلم " منزل لبيرناردا ألبا " (أونا كاسا بارا بيرناردا البا ) للمخرجة ليديا بيرالطا .