بمناسبة الدورة 12 لمهرجان بنيعمار زرهون (فيستي بازFestiBaZ)، عرف الموقع الأثري سيدي لحسن بقصبة بني عمار زرهون بإقليم مكناس، بالمملكة المغربية، مساء يوم السبت 27 يوليوز 2019،عرض مشاهد مسرحية “رماد اليقين”، من تقديم فرقة مسرح سيدي يحيى الغرب. عرفت هذه التظاهرة توافد جمهور غفير منقصبة بني عمار والمناطق المجاورة إلى الموقع الأثري سيدي لحسن. ومنذ الوهلة الأولى من عرض المسرحية انبثق جو فني متكامل ومتبادل بين الذوات الراسلة والذوات المتلقية؛ إذ تماهى الحاضرون مع العرض المسرحي، لما تميّز به من ابتكار للصيغ المغايرة والمعاصرة للتأويل الجمالي،وتفاعلوا معه بشكل إيجابي واستحسنوه شكلا ومضمونا. ومن الجدير بالذكر أنّ المسرحية مستوحاة من ديوان “رماد اليقين” للشاعر والإعلامي المتميزمحمد بلمو،ويتكون طاقمها من الفنان المبدع طارق بورحيمدراماتولوجيا ومخرجا، تمثيل كل من حمزة بومهراز، أحمد البرارحي، سعاد أيت أوكدور، علي بومهدي، بدر التايكة. سينوغرافيا ناصر الإدريسي كنون، تصوير أنور حريبلة، المحافظة، محمد أصطاف. التواصل والإعلام، بوعزة الخلقي. المؤثرات الصوتية، التهامي خلوق. إدارة الإنتاج سناء. يعتبر هذا العرض لمسرحية “رماد اليقين”، النسخة الحادية عشرة في مسار جولة مسرحية وطنية متواصلة وناجحة، همت فضاءات مختلفة (مؤسسات تعليمية، مقاهي ثقافية، قاعات عروض، دور شباب…)، في أفق استمرار رحلتها في مدن أخرى مغربية، عربية وأوربية وأمريكية حتى. يشار إلى أنّ المخرج ، خلال عرض مسرحية رماد يقين، قد أبدع في تكسير الجدار الرابع، كتقنية مسرحية ظهرت مع مسرح “بريشت” ( أو ما سمي بالمسرح التحريضي)، استعملتها الفرقة لإشراك المتلقي في الفعل الدرامي، بما يشي أنّ المخرج طارق بورحيم منفتح على المسرح ممارسة وتنظيرا. كما اعتمد العرض على الشاشة داخل العرض المسرحي، في نوع من المزاوجة بين السينما أو الصورة والأداء الدرامي على الرُّكح، بما يُفيد قابلية امتزاج الفنون وتداخلها وتكاملها، أو تعدّدها في الفضاء نفسه. لقد توفق المخرج حقا في خلق انسجام جمهور قصبة بني عمار مع المتن المسرحي، بعلاقة بعيدة عن التكلف والتصنع، وحتى التمثيل أحيانا. أما الممثلون فقد كانوا ممثلين وشعراء في آن واحد؛ حيث أبدعوا في عرض مسرحي “مُشَعْرَن” بلغة عربية فصيحة، رمزية ورامزة، ومطعم باللغة الدارجة واللغات الفرنسية والإنجليزية والإسبانية في بعض المشاهد، مما انبثق عنه جو فني متكامل ومتبادل بين الذوات الراسلة والذوات المتلقية؛ إذ تماهى الحاضرون مع العرض المسرحي، لما تميّز به من ابتكار للصيغ المغايرة والمعاصرة للتأويل الجمالي، وتفاعلوا معه بشكل إيجابي واستحسنوه شكلا ومضمونا، وتمتعوا بجماليته اللغوية وبمضامينه الفكرية والفلسفية القوية. في ختام العرض نوّه الجمهور الحاضر بمستوى مسرحية “رماد اليقين”، وصنّفوها في خانة المسرحالإنساني العالمي، الذي ينبجس من تحت فكر نيّر وأهداف نبيلة ورفيعة ذات بعد كوني وحضاري. كما أشاد الحاضرونبمستوى الإبداع الذي أبان عنه الممثلون في أداء الأدوار وتقمص الشخصيات.