بصدقها المعهود وصوتها الشجي سخرت المطربة ماجدة الرومي حفلها في مهرجانات جونية الدولية يوم الجمعة لإطلاق نداء سلام ومحبة وتصالح إلى كل اللبنانيين. ومن فوق المسرح خاطبت الرئيس اللبناني بأوجاع ومخاوف أبناء وطنها الذين حضر منهم الآلاف للحفل قائلة "أنا مثل كل هؤلاء الناس عندي صرخة وأود أن أقول متوجعين نحن من السجالات التي تحصل بوسائل الإعلام، من التقاتل، هذا الذي يحرق قلوبنا، بحس كأننا نعيش ببيت الاخوة فيه بيتقاتلوا .. الاخوة الأعداء صرنا". وأعقبت حديثها بأغنية (سيدي الرئيس) التي تقول في مقطع منها "سيدي الرئيس/ أتسمع الأحرار حين يسألون؟ أمرتين الشهداء يُقتلون؟ أطفالنا في الليل ما عادوا يحلمون/ من ينقذ الأحلام حين ينعسون؟". ورافق الأغنية لوحات راقصة في خلفية المسرح تظهر حالات العنف والصراع بطريقة فنية وإضاءة تواكب اللحن والرقص والصوت. وقد افتتحت الرومي حفلها في مهرجانات جونية الدولية التي تقام سنويا عند خليج مدينة جونية الساحلية الواقعة بشمال بيروت بأغنيتها الشهيرة (عم يسألوني عليك الناس) قبل أن توجه التحية إلى الشعب اللبناني قائلة "أنتم شعب عظيم ولا أحد استطاع أن يتحمل ما تحملتموه، أنتم ما بخلتم بالروح". ويعاني لبنان من أزمات سياسية متلاحقة قد تنزلق أحيانا إلى توترات في الشوارع كما حصل في منطقة جبل الشوف قبل نحو أسبوعين عندما وقع تبادل لإطلاق النار أسفر عن سقوط قتيلين في منطقة عالية مما أثار المخاوف من تجدد الصراع في واحد من أكثر المسارح دموية في الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990. واعتبرت الرومي أن إحياء المهرجانات وليالي السهر في لبنان بعد كل المراحل التي مر بها يشكل هدية ونعمة من السماء. ثم غنت من جديدها أغنية (لا تزعل مني وتروح) من كلمات وألحان إيلي شويري الغائب عن الساحة الفنية منذ سنوات. كما قدمت على مدى أكثر من ساعتين أغنيات صارت من الذاكرة اللبنانية والعربية فغنت (كلمات) و(كن صديقي) و(طلّي بالأبيض طلّي يا زهرة نيسان) و(اسمع قلبي) و(ميلي يا حلوة) التي أدتها بمرافقة فرقة دبكة راقصة. وتمايلت الأيدي مع أغاني الرومي الفلكلورية وتعالى التصفيق مع أدائها أغنية (يا ست الدنيا يا بيروت). وقالت رنا جوني التي حضرت الحفل "ماجدة الرومي هي أفضل شخص يعبر عنا، عن وجعنا، عن ما نشعر به من خيبة أمل في هذا البلد، كل يوم نصحى على مشكل جديد، خلص، تعبنا، نحن نريد أن نعيش بأمن وسلام في هذا البلد، هذا الصرخة التي أطلقتها الاسطورة ماجدة هي صرختنا أيضا".