افتتحت فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان العيون الدولي لمسرح الشارع الذي تنظمه جمعية أوديسا للثقافة والفن، مساء امس الجمعة، بعرض مسرحية “مراد شرتات” بساحة المديرية الجهوية للثقافة، وتقديم عروض فنية لمبدعي فنون الشارع من المغرب وبلدان أجنبية، بمختلف الساحات والفضاءات العمومية. وتهدف الجمعية، من خلال هذه التظاهرة المنظمة، بشراكة مع المديرية الجهوية للثقافة بالعيون، وبدعم من وزارة الثقافة والاتصال، ووكالة الجنوب، ومؤسسة البنك الشعبي، إلى جعل الثقافة والفن قاطرة من قاطرات التنمية بالأقاليم الجنوبية، والتعريف بالمؤهلات الاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز إشعاع مدينة العيون وجهة العيون الساقية الحمراء بصفة عامة. فقد احتضنت الساحات والفضاءات العمومية، على طول شارع مكة، تقديم عروض فنية ومسرحية لمبدعي فنون الشارع، والتي ستستمر الى غاية 11 نونبر الجاري ، وتشمل التماثيل الحية، والعاب السيرك ، والعاب نارية ، موسيقى الشارع ، ورسم الكاريكاتير . وابرز السيد عبد القادر اطويف، ان الجمعية تساهم من خلال هذه التظاهرة الثقافية والفنية، المنظمة في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى 43 لانطلاق المسيرة الخضراء، في تعزيز المجهودات المبذولة للتعريف بالثقافة والتراث الحساني وصيانتهما من الاندثار، مشيرا الى ان ان الفرقة المسرحية لجمعية أوديسا للثقافة والفن ، تسعى من خلال الاشتغال على الحكاية الشعبية الى إعادة إنتاجها وتطويرها في اطار شكل مسرحي فرجوي. وأضاف السيد اطويف في تصريح للصحافة ، ان جمعية أوديسا، ومن اجل إيصال رسالتها الفنية، أضحت تعتمد على مسرح الشارع، الذي أصبح أحد أفضل أشكال التبادل الثقافي والفني، ووسيلة ناجعة للتعريف بالثقافة والتراث الحضاري والتاريخي بين كافة الشعوب في صورة فنية ابداعية بسيطة. وذكر الفنان اطويف ان مسرحية “مراد شرتات” عملت على إحياء شخصية خيالية أسطورية من إبداع الذاكرة الشعبية، واسندت الى هذه الشخصية مجموعة من التصورات السلبية، التي تسود داخل المجتمع كالجشع والشراهة والطمع والبلادة والمكر، مشيرا الى ان صفات شرتات لاتقف عند هذا الحد بل يتجاوزه الى سلوكيات أخرى كالسرقة، والكذب وسرعة العدو حسب بعض الرويات. وقد قام بتشخص مسرحية “مراد شرتات” التي اخرجها الدكتور عبد المولى محتريم، عن نص للكاتب علي لبراصلي، كل من أيوب بوشان، وحمادة املوكو، ومريم فرعون، ويوسف التاقي، سينوغرافيا طارق الربح. وستتواصل فعاليات هذه التظاهرة الثقافية والفنية بتنظيم إقامات فنية ومحترفات للشباب في مختلف التخصصات، وندوة وطنية حول فنون الشارع بمشاركة متخصصين في المجال، ولقاء مفتوح مع رواة الحكاية الشعبية الحسانية، بالإضافة الى محترف مسرحي حول ترسيخ السلوك المدني ونبذ العنف لفائدة تلاميذ المؤسسات التعليمية العمومية . كما سيتم في اطار هذه التظاهرة الثقافية والفنية الاحتفاء بمبدعي المسرح الحساني، والحكاية الشعبية الحسانية، وتكريم عدد من المبدعين اعتراف بالعمل الذي قاموا به من أجل حفظ التراث الشفهي. يذكر أن الدورات السابقة من المهرجان عرفت تكريم الفنانين ثريا جبران، وخديجة أسد، وسعد الله عزيز، وتميزت بتقديم عروض بساحة المشور بالعيون لفناني الشارع شملت التماثيل الحية، والألعاب النارية، وألعاب السيرك، فضلا عن عروض لمسرح الشارع من المغرب، وإسبانيا، وألمانيا، والأرجنتين كما نظمت ورشات ودورات تكوينية في عدد من التخصصات المسرحية مثل السينوغرافيا، ومسرح الطفل، وفن الحكي، والكتابة المسرحية.