بفيلمه الروائي الطويل الأول “المذنب”، الذي عرض ضمن فعاليات اليوم الأول لمهرجان الجونة السينمائي، استطاع المخرج الدنماركي تحقيق التحدي بصنع فيلم يعتمد كثيرا على المؤثرات الصوتية والكلام وقوة أداء ممثل أساسي وحيد حمل ثقل الفيلم على ظهره طيلة لحظات الفيلم. تدور كل أحداث فيلم “المذنب” في فضاء داخلي، رغم أن كل الأحداث التي صاغها المخرج بشكل تشويقي لاهث كانت تحدث في الخارج في جو ممطر، والتي جعلنا المخرج نعيش معها كمشاهدين صحبة الشخصية الرئيسية وهو شرطي يعيش مشاكل في عمله وتم تنقيله للعمل المكتبي لتلقي مكالمات المواطنين الذين يجدون أنفسهم في مشاكل، وإذا به يجد نفسه أمام مكالمة تقلب مسار اهتمامه وتجعله يركز معها دون غيرها كون صاحبتها تشتكي من تعرضها لخطر داهم لتتطور الأحداث بعد ذلك في مسار غير متوقع. وكان تحدي المخرج الدنماركي في فيلمه هذا هو كيف أن يمسك بخيوط السرد والتشويق دون أن ينقل كاميراته للخارج، وقد نجح في ذلك بشكل كبير متفوقا في جعل فيلمه من بين تلك الأفلام التي تدور في فضاء مغلق واحد ويكون الكلام والحوار هو نقطة قوتها الكبرى.