احتضنت شرفة فندق القصبة المطلة على المحيط الأطلسي ، صباح الخميس 30 غشت 2018 ، في إطار أنشطة الدورة الثالثة لمهرجان سينما الشاطئ بالهرهورة ، جلسة ثقافية حميمية تم من خلالها تقديم وتوقيع كتابين سينمائيين مغربيين جديدين هما : ” وجوه من المغرب السينمائي ” لأحمد سيجلماسي و” فلسفة السينما : الصورة السينمائية بين الفكر والفن ” لعبد العلي مغزوز . نشط هذه الجلسة رشيد زكي وشارك فيها بتساؤلات وملاحظات وتدخلات ثلة من الفنانين من بينهم صلاح الدين بنموسى وداوود أولاد السيد ومصطفى منير … في البداية عرف المنشط باهتمامات مؤلف الكتاب الأول التوثيقية والتأريخية وبمشاركاته المختلفة والفاعلة في العديد من المهرجانات والتظاهرات السينمائية المنظمة بالمغرب ، الشيء الذي جعله بمثابة ذاكرة سينمائية حية لا يمكن تجاوزها من طرف الباحثين والمهتمين بتاريخ السينما بالمغرب وبحياة وأعمال (بيوفيلموغرافيات) الفاعلين في هذا التاريخ . وبعد ذلك فسح له المجال ليقدم كتابه بنفسه . في كلمة مقتضبة أشار أحمد سيجلماسي إلى أن كتاب ” وجوه من المغرب السينمائي ” (ماي 2018) صادر عن مطبعة دار النشر المغربية ، ضمن منشورات مهرجان سيدي عثمان للسينما المغربية بالدار البيضاء ، في 64 صفحة من الحجم المتوسط تتخللها صور وملصقات بلغ عددها 36 ، حاول من خلاله التعريف بحياة وأعمال ستة مبدعين كبار : ناقد (مصطفى المسناوي) ومخرج (محمد ركاب) وأربعة ممثلين (محمد بسطاوي ، محمد الحبشي ، حميدو بنمسعود ، محمد مجد) . ولم يفته التذكير بالطبيعة التوثيقية للكتاب ، الذي يدخل في إطار مشروع يشتغل عليه منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمان ويسعى من خلاله إلى لم شتات جانب من ذاكرتنا السينمائية المبعثرة . مباشرة بعد إجابة مؤلف الكتاب الأول على أسئلة الحاضرين ، عرف المنشط رشيد زكي باهتمامات مؤلف الكتاب الثاني السينمائية ، كعضو بالجمعية المغربية لنقاد السينما ، وبأبحاثه الأكاديمية في مجالي الفلسفة والجماليات ، كأستاذ جامعي بكلية الآداب بن مسيك ، وأشار إلى كتابه السابق “فلسفة الصورة” ثم أعطاه الكلمة ليتحدث بنفسه عن كتابه الجديد. تناول الأستاذ عبد العلي معزوز بشكل مركز أهم محاور كتابه ” فلسفة السينما ” مشيرا إلى أنه حاول من خلاله إرساء وشائج بين الصورة السينمائية والفكر ، بين الفن السابع والتأمل الفلسفي ، وذلك عبر استشكال مفهوم الكتابة واللغة السينمائية ومساءلة مقومات السينما الفنية والجمالية واستفسار آلياتها التقنية . فبالنسبة إليه لا يمكن للذة المشاهدة السينمائية أن تعفي نفسها من الوعي بذاتها جماليا وفلسفيا وإلا صارت مجرد انطباعات مؤقتة ووجهات نظر عابرة . وإن السبيل لتقدير السينما حق قدرها هو حيازة معرفة سينمائية واكتساب ثقافة بصرية ، وهذه الأخيرة غير ممكنة بدون فلسفة وما يدور في فلكها من علوم إنسانية . مباشرة بعد إجابة مؤلف الكتاب الثاني على أسئلة الحاضرين تم توقيع نسخ من الكتابين .