بشراكة مع المسرح الوطني محمد الخامس ؛ وفي إطار افتتاح الموسم المسرحي 2012 2013. تم مؤخرا تقديم مسرحية " رياض العشاق" ، لفرقة "المسرح المفتوح" ؛ التي تبحث جادة عن نفسها داخل المشهد المسرحي العام؛ باعتبار ولادتها ؛ جاءت لضرورة ملحة ؛ ولتقديم إضافة نوعية ؛ تتجلى في البحث عن المواضيع ؛ التي تخلق الفرجة والمرح ؛ وتفتح كوة للجمهور المغربي ليطل من خلالها على ما يعكس تمظهرات حياته ومعيشه اليومي؛ وفق مقاربة تجمع بين الأداء الغنائي؛ والأداء التمثيلي؛ بأسلوب كوميدي أخاذ يجعل المتلقي والمتفرج ينخرط في بناء الفرجة انطلاقا من إحساسه بما تعالجه أحداث المسرحية من قضايا صراع الأجيال والأفكار. إضاءة : المسرحية تحكي قصة حياة أسرة ؛ من الزمن الماضي الجميل ؛ حيث المكان ؛ له دلالاته على مستوى الموروث الجمعي ؛ بحكم الطابع التقليدي الذي يتسم به الرياض من جمالية في السينوغرافيا ؛ حيث تبدو جلية يد الصانع المغربي سواء في التحف المزركشة والمنقوشة على الخشب بطريقة فنية رائعة ؛ أو في الزليج الذي يزين الجدران بألوان زاهية تستأثر الناظر إليها ؛ وتستهويه للبحث عن مكامن سر التقنيات التي اعتمدت في تشكيلها ؛ وتركيبة مزج ألوانها ؛ أو في الأثواب التي غلفت بها الملاحف؛ وزينت بها المخدات كمتكآت ؛ إضافة إلى الشجيرات التي أثتت فضاء الرياض مما سبغ عليه جمالية حديقة غناء لها كل مواصفات العيش في بيئة صحية ؛ يبقى غياب الماء نافورة اصطناعية باعتباره أساس الحياة ؛ ومكون من المكونات التي تدخل في البنية الأساسية لتجهيز الرياض؛ يجب الانتباه إليه وأخذه في الحسبان . تقديم الركح بهذه الجمالية السينوغرافية ؛ تعبير عن قدرة وكفاءة مهنية سواء على مستوى تنويع الإكسسوارات "الزي التقليدي والعصري " أوعلى مستوى النظرة الإخراجية ؛ مما أضفى على العرض نوع من الإبداع المغربي الأصيل وخاصة في مجال الصناعة التقليدية بحيث سيكون له كبير الأثر في تصوير المسرحية وتقديمها عبر القنوات التلفزية الوطنية وكذا العربية بله الدولية ؛ حيث إخواننا المغاربة بالمهجر؛ وكذا إخواننا العرب.. في شوق كبير لمثل هذه الخصوصيات الوطنية . ملخص لا يشفع بعدم الاستمتاع بمشاهدة العرض. رياض العشاق كما يقول : مؤلفها "المؤرخ الحكواتي كما يسميه د عبدالكريم برشيد " ذ عبدالإله بنهدار "مسرحية كوميدية مستلهمة من الواقع المعيش ؛ تطرح مواقف اجتماعية بسيطة حدثت وتحدث في مجتمعنا المغربي بل والمجتمع العربي " وهي بهذا الوصف ؛ تعالج تيمة العشق في الزمن الماضي برؤية ذات حمولة فكرية وثقافية واجتماعية واقتصادية... تختلف عما يعيشه الجيل الحالي؛ وتعطي صورة لحياة العشاق عبر أسلوب صراع جيلين أفلحت الشخوص في إبراز مكامن القوة والضعف لكل منهما في ممارسة العشق. هاهو الفنان محمد الأثير الذي تقمص دور الحاج الكبير يحاول تغيير شكله وطريقة لباسه ليصبح شبابيا؛ كي يلفت نظر الباهية إليه ؛ الفنانة " لبنى فسيكي"؛ وبعد أن تكتشف أمها للا عيني الفنانة " فتيحة وتيلي" ألاعيب الحاج وميله لابنتها ؛ تدبر خطة مع الفنان هشام الوالي "الناموس"؛ فتغادر المنزل لبضعة أيام ؛ يشعر من خلالها الحاج بقيمة "للاعيني" في المنزل؛ فيما "السالمي" الغير مبصر؛ الفنان " حسن مكيات" كان مغرما بها حتى النخاع . بعد عودتها تتغير أشياء كثيرة في الحاج الكبير عبر تسلسل أحداث المسرحية. بصمة المخرج المحترف الغائب \ الحاضر قيدوم المخرجين ذ عبدالصمد دينية ؛ تجلت في طريقة إدارته للممثلين من خلال امتلاكه لأدوات خلق الانسجام والألفة ؛ وترك مساحة حرية لإبداع الممثل في أدواره وذلك تجلى في حركات وسكنات وانفعالات.. الممثلين داخل الركح ؛ حيث خلقوا الفرجة ؛ وقدموا المتعة للجمهور الذي حضر العرض الأول ؛ مثمنا مجهودات فرقة المسرح المفتوح في توجهها هذا ؛ آملا في إسعادهم بتوالي العروض بحيث هم تواقون إلى كل ما يبعد عنهم الهم والكدر من خلال فسحة أمل يمنحها لهم المسرح باعتباره مرآة للمجتمع. ورقة تقنية : مسرحية "رياض العشاق" من تأليف ذ عبدالإله بنهدار وإخراج ذ عبدالصمد دينية . تشخيص كل من : فتيحة وتيلي ؛ محمد الأثير ؛ حسن ميكيات ؛ هشام الوالي؛ لبنى فسيكي . مساعد المخرج : عزيز الخلوفي . السينوغرافيا : عبدالصمد الكوكبي. الموسيقى : محمد الأشراقي تصميم الملابس : زينب مقداد . المحافظة العامة : مصطفى العلوي. الأكسسوار : سعد العوني التصوير : العربي الرطل . تصميم الملصق : بهاء الرينكة. تقنيات الصوت والإنارة : عزيز الخلوفي و عبدالرحمان ميكيات. إدارة الجولة والعلاقات العامة والصحافة : عبدالقادر ميكيات. إنجاز الديكور : معامل المسرح الوطني محمد الخامس.