أعلن مهرجان الجونة السينمائي عن مشاركة فيلم «يوم الدين» للمخرج المصري أبو بكر شوقي في مسابقة دورته الثانية، التي ستعقد في منتجع الجونة في الفترة من 20 حتى 28 سبتمبر 2018. شوقي الذي أنجز قبل عشر سنوات وثائقياً بعنوان «المستعمرة»، تناول فيه واقع مستعمرة مرضى الجذام في منطقة أبو زعبل شمالي القاهرة، إنكب بعده على تطوير سيناريو فيلمه الروائي الطويل الأول «يوم الدين»، حيث يكمل رحلة الشخصية الرئيسية «بشاي»، الرجل القبطي، جامع القمامة، الذي شفى من الجذام، لكن آثاره ما زالت باقية على جسده ووجهه. لم يخرج “بشاي” من المستعمرة التي عاش فيها منذ طفولته، لكنه وبعد وفاة زوجته قرر البحث عن جذوره، حاملاً مقتنياته الهزيلة على عربة، يرافقه في رحلة بحثه الطفل النوبي اليتيم «أوباما». يغادر “بشاي” مستعمرة الجذام متجهاً الى محافظة قنا، مواجهاً العالم بكل أفراحه وأحزانه بحثاً عن عطف ومكان وأسرة رغم اهمال عائلته له وهو صغير. الفيلم أختير ضمن المسابقة الرسمية للدورة 71 لمهرجان كانّ السينمائي. مؤسس المهرجان نجيب ساويرس شهد العرض العالمي الأول للفيلم في المهرجان وخرج بانطباع ايجابي عنه «يوم الدين.. تجربة فريدة في مسار السينما المصرية، ليس فقط لتمكنه من الوصول الى المشاهد ولا لموضوعه وحالة بطله، ولكن لأنه يحمل الكثير من القيّم الإنسانية التي تاهت ملامحها في ظل صخب الحياة، كما أن مخرجه أبوبكر شوقي هو أحد الوجوه السينمائية العربية الواعدة والتي ينتظرها الكثيرون». وأضاف ساويرس؛ «يوم الدين» ليس فيلماً عن مرضى الجذام فحسب، بل هو فيلم يحفل بالعديد من المعاني؛ عن فئات تحاول النجاة وممارسة حقها الطبيعي في البقاء، في ظل حياة شديدة الصعوبة والقسوة.” ومن جانبه تحدث مدير المهرجان انتشال التميمي عن فيلم شوقي؛ “ليس من قبيل الصدفة أن يتم اختيار”يوم الدين” للتنافس مع بقية أفلام المسابقة الرسمية لمهرجان كانّ السينمائي، بل أختيراستناداً الى نصه القوي، وتصويره الجميل والى الأداء الرائع لممثليه. دون شك إنها بداية رائعة لشوقي. لقد تابعنا تطور إنجاز الفيلم في مختلف ورش العمل التي شارك فيها انتهاءً بمنصة الجونة السينمائية. نحن مبتهجون لضم برنامجنا فيلماً مميزاً وطليعياً، ينتظره الجمهور المصري والعربي بترقب كبير خاصة بعد النجاح الطاغِ في عروضه الكانُية”. حظى “يوم الدين” بترحيب جماهيري ونقدي كبير عند عرضه الأول في مهرجان كان السينمائي، فكتبت عنه شيلاج روان ليج في مجلة “سكرين أناركي”؛ “يربط شوقي الجمهور بشخصيات فيلمه، منذ اللحظة الأولى. تلك الشخصيات التي تحب بعضها البعض، وتحب عائلاتها ومجتمعها. فرحلتهم هي رحلتنا من فرط التشابه بيننا وبينهم، هؤلاء الذين لا يتم التعامل معهم بمستوى الطيبة التي يستحقونها”. من جانبه صرح المخرج أبو بكر شوقي؛ “سُعدت باختيار «يوم الدين» للمشاركة في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة لمهرجان الجونة السينمائي، خصوصاً وأنني أعتبر المهرجان شاهداً على هذه التجربة، وأحد الداعمين لها من خلال مشاركته في منصة الجونة السينمائية، وعرضه للمرة الأولى في وطني مصر والعالم العربي” كما أتمنى أن يحقق الفيلم ردود أفعال طيبة، وأن يحظى بذات الحفاوة التي استقبل بها في كانّ”.