تناقلت وسائل الإعلام الغربية ومنصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قيل إنه يظهر إصابة الطائرة الأوكرانية التي تحطمت في إيران بصاروخ بعد دقائق من إقلاعها، بينما تصر السلطات الإيرانية على استبعاد هذه الفرضية. وأكدت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية صحة الفيديو المتداول، ونشرت تقريرا عن الحادث قال إن الطائرة أصيبت بصاروخ إيراني لكنها لم تنفجر كليا، وإنما حاولت العودة إلى المطار مرة أخرى لكنها انفجرت وسقطت. ونشرت شبكات إعلامية أخرى ذلك الفيديو، ومنها سي أن أن، وأن بي سي، وقال بعضها إنها تحققت من صحته. You can read more on our investigative process in our thread here: (Please excuse the PS752 / 572 typo, we copy-pasted it, oops!)https://t.co/qL0PHU0Hxt — Bellingcat (@bellingcat) January 9, 2020 وتظهر اللقطات التي صورت من الأرض في ساعات الليل طائرة محلقة قبل أن تظهر في مسارها ومضة كبيرة. وتحطمت الطائرة الأوكرانية وهي في طريقها من طهران إلى كييف فجر الأربعاء، حين كانت إيران في حالة تأهب بعد ساعات من إطلاق الحرس الثوري الإيراني صواريخ على أهداف أميركية بالعراق، انتقاما لمقتل القائد العسكري الإيراني البارز قاسم سليماني في هجوم أميركي بطائرة مسيرة في بغداد. وقتل جميع من كانوا على متن الطائرة، وعددهم 176 شخصا، بينهم أكثر من ثمانين إيرانيا و63 كنديا، وعدد من الأوكرانيين، وركاب من جنسيات أخرى. وقالت كندا ودول غربية أخرى إن الطائرة أسقطت بصاروخ إيراني ربما عن طريق الخطأ. وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أمس الخميس إن معلومات من المخابرات الكندية ومصادر أخرى تشير إلى إسقاط الطائرة بصاروخ أرض جو إيراني. وقالت الحكومة الألمانية اليوم الجمعة إن المعلومات والأدلة بشأن احتمال إصابة الطائرة الأوكرانية بصاروخ يجب أن تؤخذ على محمل الجد. ونقلت وكالة رويترز أمس عن مسؤول أميركي قوله -مستدلا ببيانات من الأقمار الاصطناعية- إن واشنطن خلصت بدرجة عالية من الثقة إلى أن الدفاعات الإيرانية أسقطت الطائرة عن طريق الخطأ. وأشار المسؤول إلى أن البيانات أظهرت أن الطائرة كانت حلقت لمدة دقيقتين بعد مغادرتها طهران عندما جرى رصد بصمتين حراريتين لصاروخين أرض جو. إيران تستبعد فرضية الصاروخ من جهة أخرى، أكد رئيس منظمة الطيران المدني الإيرانية أن الطائرة الأوكرانية لم تصب بصاروخ، داعيا إلى عدم استباق نتائج تحليل الصندوق الأسود للطائرة. وقال علي عابد زاده في ندوة صحفية عقدها اليوم الجمعة إن قائد الطائرة تواصل مع برج المراقبة وطلب العودة لمطار طهران بعد الإقلاع، لكنه لم يفعل لأسباب لا تزال مجهولة. وطلب زاده من الأميركيين « إن كان لديهم ما يثبت إسقاط الطائرة بصاروخ أن يقدموه »، معتبرا أن الحديث عن سقوط الطائرة بصاروخ مسألة سياسية وليست فنية، وأوضح أنه طلب مساعدة دول في التحقيق بينها السويدوكندا. وذكرت منظمة الطيران المدني الإيرانية أن الصندوق الأسود للطائرة أصيب بخلل، ولكن يمكن الاستفادة منه، مشيرة إلى أن حريقا شب لمدة دقيقتين في الطائرة قبل تحطمها. تحقيق لمدة عام أو عامين وقالت منظمة الطيران المدني الإيرانية إن الأمر قد يستغرق « عاما أو عامين » لاستكمال التحقيق بشأن تحطم الطائرة، مشيرة إلى أن تحميل وحدة الذاكرة من الصندوقين الأسودين اللذين جرى انتشالهما من موقع سقوط الطائرة قد يستغرق شهرا أو شهرين. وذكر مسؤول إيراني أن طهران تفضل تحميل بيانات الصندوقين الأسودين بنفسها، لكنها قد ترسلهما إلى روسيا أو كندا أو فرنسا أو أوكرانيا إذا تطلب الأمر، نظرا لأن طهران لديها اتفاقات مع هذه البلدان. وعرض التلفزيون الرسمي مقطعا للصندوقين الأسودين اللذين قال إنهما في منظمة الطيران المدني الإيرانية. من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولودمير زيلينسكي إن فرضية إسقاط الطائرة بصاروخ فوق إيران غير مستبعدة، لكنها لم تتأكد بعد. والتقى الرئيس الأوكراني دبلوماسيين أميركيين وحصل منهم على بيانات بشأن الحادث، ووصف وزير الخارجية الأوكراني المعلومات ب »المهمة ». وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق مستقل وذي مصداقية في تحطم الطائرة. وأعلنت الوكالة الأميركية المكلفة بسلامة النقل أنها تلقت مذكرة من السلطات الجوية المدنية الإيرانية للتحقيق في أسباب تحطم طائرة البوينغ الأوكرانية بعيد إقلاعها من طهران يوم الأربعاء. وقالت الوكالة في بيان إنها « تواصل متابعة الوضع حول تحطم الطائرة وتقييم مستوى مشاركتها في التحقيق ». وأضافت أنه « كما في كل تحقيق شاركت فيه الهيئة الوطنية لسلامة النقل، لم تطلق الوكالة تكهنات حول أسباب » تحطم الطائرة.