بعد مقتل الجنرال الايراني سليماني، برزت العلاقة القوية التي تربط ايران مع التنظيم الانفصالي 'البوليساريو'، بعد أن سارع زعيم الانفصاليين إبراهيم غالي لتقديم تعازيه لإيران عبر قنوات سرية. التطورات الجديدة أظهرت صوابية قرار الرباط بقطع علاقاته مع طهران، بعد ربط هذا القرار بوجود دلائل كثيرة وقوية على دعم ايران للتنظيم الانفصالي عبر دراعه حزب الله اللبناني، وبإيعاز من الجنرال المقتول سليماني، لضرب الوحدة الترابية للمملكة المغربية. وكان المغرب في شهر ماي 2018، قد أعلن قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران، متهما طهران وحزب الله بدعم تنظيم البوليساريو وتدريب وتسليح مقاتليها. وآنذاك، قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة اليوم إن المملكة ستقطع علاقاتها مع إيران بسبب دعم طهران لجبهة البوليساريو. وقال إن إيران وحليفتها اللبنانية، جماعة حزب الله الشيعية، تدعمان البوليساريو بتدريب وتسليح مقاتليها عن طريق السفارة الإيرانية في الجزائر. وأضاف 'هذا القرار جاء كرد فعل على تورط أكيد لإيران من خلال حزب الله مع جبهة البوليساريو ضد الأمن الوطني ومصالح المغرب العليا'. وتابع قائلا 'مسؤول في حزب الله في سفارة إيرانبالجزائر كان ينسق مع مسؤولي حزب الله وجبهة البوليساريو وهذا لا يمكن أن يكون دون علم الجمهورية الإسلامية الإيرانية'. ومرت العلاقات المغربية الإيرانية، من خلافات كثيرة، كانت أولها بعيد ثورة الخميني، حين استقبلت الرباط شاه إيران، وهنا بدأت القطيعة الأولى. وفي سنة 1991 عادت التمثيلية الدبلوماسية الإيرانية إلى الرباط، بافتتاح السفارة الإيرانية في الرباط، في العام ذاته، لكن الأزمة تصاعدت بشكل لافت في عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، وتحديدا عام 2008. أما القطيعة الدبلوماسية الثانية فحدثت في عام 2009، حيث أعلن المغرب قطع علاقاته مع إيران من جانب واحد، بسبب تورط عاملين في سفارة إيران في الرباط بأنشطة نشر التشيع وسط المغاربة. وفي شهر مارس من العام ذاته، أقدمت الرباط على إغلاق 'المدرسة العراقية التكميلية' في الرباط للسبب ذاته، أما بحلول العام 2016، فقد انفجرت الأزمة مجددا، عقب ظهور تنظيم شيعي باسم 'رساليون تقدميون'.