قال الأستاذ بمعهد الدراسات المتقدمة حول آسيا التابع لجامعة طوكيو، إيكيموتو يوكيو، اليوم الثلاثاء بالرباط، إن نموذج اليابان الناجح يستمد قوته من منظومة قيمه والسلم المستدام والتوجه نحو التطوير العلمي. وأوضح يوكيو في مداخلة له خلال ندوة ضمن الجلسة الثالثة من الدورة 46 لأكاديمية المملكة المغربية المخصصة لليابان، أنه وفي أعقاب الحرب، سارت اليابان على إيقاع نمو اقتصادي وتقليص للفوارق الاجتماعية. واعتبر المتحدث أن الجزء الأكبر من الشعب الياباني ينتمي إلى الطبقة المتوسطة بفضل "المعجزة اليابانية" التي مكنت من تقليص الفوارق وتنمية الاقتصاد، مضيفا أن هذه المرحلة من النمو الاجتماعي والاقتصادي جاءت كثمرة للمخططات التي اعتمدتها اليابان، والتي تهدف إلى تعزيز نظام يتسم بالمساواة من خلال دعم حقوق العمال، ولا سيما الزيادة في الأجور مع الأقدمية ونظام رينجي "Ringi". من جانبه، أشار الخبير في الدراسات الآسيوية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بمصر، السيد أحمد قنديل، إلى أن القرن ال 21 سيكون "آسيويا بامتياز" بحسب المؤشرات الاقتصادية والعسكرية. وأضاف أنه، وإلى جانب كون اليابان البلد الأقل مديونية وإنفاقه "الكبير جدا" على العلوم، تعتبر "بلاد الشمس المشرقة" رائدة في مجال الإلكترونيات وتحتل المرتبة الثالثة في مجال صناعة السيارات، مشيرا إلى أنه وبالرغم من افتقارها للموارد الطبيعية، استطاعت اليابان أن تتخذ لنفسها موقعا بارزا في الساحة الدولية، محتلة المرتبة الرابعة في قائمة القوى الاقتصادية العالمية بعد الولاياتالمتحدة والصين والهند. من جهتها، أبرزت أوساكا كين ناكاغاوا، عميدة كلية العلوم الاجتماعية بجامعة هاغوروم، تحول فلسفة العمل باليابان من عصر ميجي، مضيفة أن الشعب الياباني معروف بصراحته وأدبه ومثابرته وتشبثه بالقيم. وأشارت إلى أن الدولة اليابانية عرفت كيف تقوم بترصيد صناديقها الخاصة بالاستثمارات الأجنبية من أجل إعادة بناء اقتصادها بعد الحرب، مبرزة أن الدولة كانت "فاعلا اقتصاديا مهما" من خلال إحداث قواعد وتوجيهات لفائدة القطاع الخاص في مستوى التنافسية العالمية. وأضافت أنه تم إرساء تعاون بين القطاعين العام والخاص من أجل تطوير الصناعات الثقيلة وتحفيز التصدير. وتتمحور أشغال القسم الثالث من الدورة ال46 لأكاديمية المملكة المغربية حول أربع جلسات تناقش ، على مدى يومين ، جملة من المواضيع ، منها حداثة اليابان ودلالتها في العالم المعاصر، ومكانة البلد بين دول الشرق الأوسط ودول شرق آسيا، وسياساته بعد الحرب العالمية الثانية، وتحولات فلسفة عمله، ومسألة لغة التدريس في التعليم الجامعي الياباني. وتتضمن دورة "آسيا أفقا للتفكير"، ثلاثة أقسام عالجت التجربة الصينية (9 و10 دجنبر) ثم التجربة الهندية (11 و12 دجنبر)، قبل التطرق لحالة اليابان. وقد سبق للأكاديمية أن عقدت سلسلة دورات حول "إفريقيا أفقا للتفكير" عام 2015، و"من الحداثة إلى الحداثات" عام 2017، و"أمريكا اللاتينية أفقا للتفكير" عام 2018.