تعيش سفارة الإمارات العربية المتحدة في الرباط على وقع تغييرات جذرية واضحة، إثر قرار أبو ظبي فتح صفحة جديدة في علاقاتها الديبلوماسية مع المملكة المغربية، بعد سحابة صيف عابرة عكرت صفو صلة البلدين. وبدا هذا واضحا اليوم الخميس، من خلال عقد أشغال الدورة الثانية بالرباط، للجنة القنصلية المشتركة المغربية الإماراتية، وهو اللقاء الذي ترأسه السفير مدير الشؤون القنصلية والاجتماعية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج عن الجانب المغربي، ووكيل مساعد للشؤون القنصلية بوزارة الخارجية و التعاون الدولي لدولة الإمارات العربية المتحدة عن الجانب الإماراتي. وتضمن جدول أعمال الدورة عددا من القضايا، أبرزها ملفات التنقل والإقامة و التأشيرات، وأيضا العمل وإستقدام المستخدمين والتغطية الصحية والضمان الإجتماعي والتقاعد، بجانب ملفي التعاون القانوني والقضائي، وملف التعاون الأمني. ومنذ فترة قصيرة، تعيش سفارة الإمارات بالمغرب على وقع مستجدات ومتغيرات كثيرة، بعد قرارها التخلي عن محلقها الإعلامي، المغربي محمد ايت بوسلهام، أبرز موظفيها منذ سنوات والذي كان يعتبر اليد اليمنى لأغلب السفراء الإماراتيين السابقين منذ نحو عقدين، وذلك بسبب عدم قدرته على معالجة الملفات الحارقة بين البلدين وسوء تدبيره لمعطيات سربت بطريقة غير مهنية وتهم تدخل الإمارات في الشأن الداخلي للمغرب. ومن المقرر تخلي الإمارات أيضا عن علي سالم الكعبي، القائم بأعمال سفارتها بالمغرب، في سياق توجه لتغيير جذري للفريق الدبلوماسي بالرباط، حيث سبق لخارجية أبو ظبي أن استدعته في أبريل الماضي دون إعلان تعويضه أو عودته للمغرب. ويأتي هذا الحراك الدبلوماسي بعد فترات عصيبة مرت منها العلاقات الإماراتية المغربية، بلغت حد التوتر العلني واستدعاء البلدين لسفيريهما، في سابقة تعد الأولى من نوعها في تاريخ البلدين.