أعرب ثلاثون بلدا عضوا في التحالف العالمي لمحاربة 'داعش'، عقب اجتماع وزاري انعقد الخميس بواشنطن، عن عزمهم على مواصلة الجهد المشترك ضد التنظيم الإرهابي في العراقوسوريا. وفي بيان مشترك صدر في ختام هذا الاجتماع، أشادت البلدان المشاركة بتمكن التحالف العالمي لمحاربة "داعش" وشركائه، بعد خمس سنوات من الانخراط العسكري والمدني، من تحرير العراق وشمال شرق سوريا من قبضة التنظيم الإرهابي. وأشار المصدر ذاته إلى أن "داعش" سيطر، في أوج انتشاره، على مساحات شاسعة من الأراضي، بما في ذلك مدن رئيسية في العراقوسوريا، واستقطب أزيد من 40 ألف مقاتل إرهابي أجنبي، مضيفا أن حملة التحالف مكنت من تحرير نحو 7.7 مليون شخص من سيطرة التنظيم الإرهابي. وأضاف البيان المشترك أن أعضاء التحالف ساعدوا في جمع أزيد من 20 مليار دولار من المساعدات الإنسانية وفي دعم الشعبين العراقي والسوري، وساهموا بتكوين وتجهيز أكثر من 220 ألف عنصر من الأمن والشرطة لتحقيق الاستقرار في المجتمعات المحلية. وذكر البيان المشترك بأن القوات الأمريكية نجحت مؤخرا في تصفية زعيم "داعش"، أبو بكر البغدادي، مشيرا إلى أن هذه النجاحات وهزيمة +داعش+ بشكل دائم تبقى "مهددة" مع ذلك، ومن ثمة حاجة التحالف إلى "الحفاظ على وحدة الهدف والتماسك في سورياوالعراق". كما حث التحالف على توخي الحذر إزاء التهديدات الإرهابية بجميع أشكالها وتمظهراتها من أجل الحفاظ على التقدم المحرز، والتصدي سويا لجميع التهديدات وتجنب الثغرات الأمنية في المنطقة التي يمكن أن يستغلها "داعش"، مشيرا إلى أن الاستمرار في اعتقال الأشخاص المرتبطين ب"داعش"، بمن فيهم المقاتلون الإرهابيون الأجانب، في شمال شرق سوريا يكتسي "أهمية قصوى". كما أكد البيان المشترك على ضرورة احترام القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين، وكذا القانون الدولي لحقوق الإنسان، في جميع الظروف. وجددت الدول الأعضاء التأكيد على أهمية ضمان مقاضاة جميع إرهابيي "داعش"، وتعهدت بمنع الموقوفين من العودة إلى ساحات القتال في العراقوسوريا أو الانتقال إلى مكان آخر لشن هجمات ضد دول أخرى، مشددة، في هذا الصدد، على أن تبادل المعلومات عبر القنوات الثنائية و/أو المتعددة الأطراف مثل الإنتربول سيظل عنصرا أساسيا في هذا المسعى. كما شدد البيان المشترك على أن التحالف ينبغي أن يتحلى باليقظة ويتصدى للتهديد الذي تشكله فروع وشبكات "داعش" في جميع أنحاء العالم، مجددا تأكيد التزام البلدان الأعضاء في التحالف بمحاربة إيديولوجية التنظيم الإرهابي من أجل منع انبعاثه. ونوهت الدول الأعضاء باقتراح إيطاليا استضافة الاجتماع المقبل للمجموعة الموسعة من التحالف العالمي لمحاربة "داعش" سنة 2020.