يستمر الحضور المغربي داخل غرف العمليات الدولية، السياسية والأمنية والعسكرية، الخاصة بمواجهة التحديات والجماعات الإرهابية. فبعد مشاركته الفعلية داخل التحالف الدولي لمحاربة "داعش"، وإعلان هذا الأخير عن إسقاط جل المعاقل التي كان هذا التنظيم الإرهابي يسيطر عليها في كل من العراق وسوريا؛ يحضر المغرب في الاجتماعات الجديدة الخاصة بمرحلة ما بعد سقوط هذا التنظيم. المملكة، وبعدما كانت قد أعلنت رسميا مشاركتها العسكرية ضمن هذا التحالف الدولي، وذلك عبر وضع مقاتلاتها تحت قيادة الإمارات العربية المتحدة؛ تعتبر واحدة من الدول المعنية بظاهرة المقاتلين الأجانب في صفوف "داعش"، والذين أصبحوا مصدر تهديد عابر للحدود. اجتماع لدول التحالف بمقر حلف شمال الأطلسي انعقد يوم الخميس الماضي، أعلن "تحرير" 95% من الأراضي التي كان يسيطر عليها "داعش" في كل من العراق وسوريا، فيما يرتقب أن يعلن اجتماع عمان انتهاء الحرب الميدانية وانطلاق مرحلة جديدة من ملاحقة مقاتلي "داعش". وزير الداخلية المغربي عبدالوافي الفتيت، قدّم، أول أمس، بمجلس النواب، على هامش تقديم مشروع الميزانية الفرعية للوزارة، آخر المعطيات الخاصة بالمقاتلين المغاربة في صفوف "داعش". وأوضح الفتيت أن 929 مغربيا مازالوا ينتمون إلى التنظيم، مقابل 596 لقوا حتفهم أثناء قتالهم في المناطق التي كانت تسيطر عليها "داعش". فيما يبلغ مجموع عدد المقاتلين المغاربة في صفوف التنظيمات الجهادية، حوالي 1700 مقاتل، من بينهم 225 سبق اعتقالهم بالمغرب بناء على قانون مكافحة الإرهاب. وفيما يناهز عدد النساء من بين المقاتلين المغاربة في التنظيمات الإرهابية 300 امرأة، قال الفتيت إن حوالي 391 طفلا يوجدون من بين هؤلاء المقاتلين. مجموع العائدين من الساحات الجهادية الذين تم اعتقالهم، يبلغ 213 شخصا، حسب الفتيت. وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت، أمس، عن اجتماع مع أعضاء رئيسيين في التحالف الدولي، سيترأسه المبعوث الرئاسي الخاص للتحالف الدولي، بريت ماكغورك، بالعاصمة الأردنية عمان منتصف نونبر الجاري. فيما شارك الوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني، عبداللطيف الوديي يومي الخميس والجمعة الماضيين، في اجتماع على المستوى الوزاري، احتضنه المقر المركزي لحلف شمال الأطلسي بالعاصمة البلجيكية بروكسيل. هذه التحركات ينتظر أن تعلن رسميا عن نهاية تنظيم "داعش" ميدانيا، مع وضع أجندة جديدة لملاحقة التنظيمات الإرهابية والمقاتلين الأجانب. واشنطن تكثّف تحركاتها للحفاظ على هذا التحالف، الذي تقوده وشارك فيه المغرب بمقاتلات من نوع F16، وتمكينه من أجندة جديدة بعد انهيار آخر قلاع "داعش". المغرب شارك في اجتماع بروكسيل بوفد عسكري يقوده الوزير عبداللطيف الوديي، فيما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، أن الوزير الأمريكي جيم ماتيس عقد على هامش الاجتماع الرسمي، لقاءات ثنائية عديدة خاصة مع وفود دول المنطقة العربية، بهدف مواصلة التنسيق والعمل المشترك ضد "الإرهاب". حوالي 30 دولة مشاركة في التحالف الدولي ضد "داعش"، جلها من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التقت وزير الدفاع الأمريكي على هامش اجتماع وزاري لأعضاء حلف شمال الأطلسي. "شركاء الولاياتالمتحدة يتطلعون إلى ما بعد القضاء الميداني على تنظيم "داعش". ونحن الآن نقول ماذا بعد؟ وكيف أصبح الوضع؟"، يقول وزير الدفاع الأمريكي. بلاغ آخر لوزارة الخارجية الأمريكية، لم يتضمن لائحة الدول التي ستشارك في اجتماع 15 نونبر بالعاصمة الأردنية عمان، لكنه قال إن الأمر يهم "أعضاء رئيسيين في التحالف الدولي لهزيمة "داعش"". البلاغ الذي توصلت "أخبار اليوم" بنصه المترجم إلى اللغة العربية في إطار خدمة إعلامية موجهة إلى دول المنطقة العربية، يقول إنه و"بعد أن تمّ تحرير الموصل والرقة، سيمثل هذا الاجتماع فرصة لشركاء التحالف لمناقشة الخطوات التالية لضمان إلحاق هزيمة دائمة ب"داعش" في العراق وسوريا، كما أنهم سيناقشون سبل تسريع نهجنا الجماعي لهزيمة طموحات "داعش" العالمية. وسيتضمن ذلك مناقشة مفصلة لأولويات جبهات الجهود المتعددة للتحالف، بما في ذلك تحقيق الاستقرار والمقاتلين الإرهابيين الأجانب وتمويل مكافحة الإرهاب ومكافحة رسائل التنظيم". هذه المجموعة من أعضاء التحالف الدولي، تجتمع بانتظام، حسب الخارجية الأمريكية، "لتنسيق الجهود المشتركة لمواجهة "داعش" وتعزيزها". وزارة الخارجية الأردنية قالت من جانبها، إن هذا الاجتماع سيضم ممثلي 27 دولة، وهو امتداد لاجتماع انعقد على هامش الدورة الأخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، شهر شتنبر الماضي. اجتماع كان المغرب أحد المشاركين فيه عبر وزير الخارجية والتعاون ناصر بوريطة.