خلال اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، تم حل الخلاف بين السعودية والإمارات والبحرين من جهة وبين قطر من جهة ثانية، وذلك بتطبيق نص اتفاق الرياض حرفيا. وقالت مصادر خليجية إن الزيارة التي أداها وفد وزاري سعودي رفيع المستوى إلى الدوحة والمنامة وأبوظبي قد وضعت اللمسات الأخيرة على اتفاق لعودة العلاقات بين الدول الخليجية الست إلى ما كانت عليه، وأن عودة سفراء السعودية والإمارات والبحرين إلى الدوحة ستكون الأسبوع القادم. وضم الوفد السعودي كلا من وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، ورئيس الاستخبارات العامة الأمير خالد بن بندر، ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف. وفي سياق متصل، أكد وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي أمس أن المشاكل بين السعودية والإمارات والبحرين وقطر قد حلّت تماما, مشيرا إلى أن الدول الثلاث ستعيد سفراءها إلى الدوحة. وقال بن علوي على هامش اجتماع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي إن «الأزمة الخليجية حلّت ببابين مفتوحين»، مؤكدا ردا على سؤال حول ما إذا كان السفراء الثلاثة سيعودون إلى الدوحة بقوله «سيعودون» دون أن يحدد موعدا لذلك. وكشفت المصادر السابقة أن الدول الخليجية عملت على تسوية الخلاف مع قطر للتفرغ إلى مواجهة التحديات الأمنية في المنطقة وخاصة ما تعلق بالأوضاع في العراقوسوريا وتوسع تنظيم «داعش»، فضلا عن الوضع المعقد في اليمن, حيث يستغل الحوثيون المدعومون من إيران التركيز الإقليمي والدولي على «داعش» في العراقوسوريا، للتوسع شمال اليمن. وذكرت أن الخلاف مع قطر لم يأخذ إلا حيزا قليلا من النقاشات ليتم بعدها التركيز على الأوضاع في اليمن وليبيا. وفي حضور نظيره اليمني جمال السلال، أعرب وزير الخارجية الكويتي صباح خالد الحمد الصباح في كلمته الافتتاحية للاجتماع الوزاري الخليجي عن دعم دول الخليج الكامل للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وحكومته «في تطبيق مخرجات الحوار الوطني ومكافحة كافة أشكال العنف والإرهاب التي تقودها بعض المجموعات المنشقة». وأخذ ملف مكافحة الإرهاب في سورياوالعراق هامشا كبيرا من النقاشات في الاجتماع الخليجي، وأشار صباح خالد الحمد الصباح إلى أن دول المجلس وشعوبها تواجه «تناميا غير مسبوق لآفة الإرهاب وذلك عبر مجاميع تتستر برداء ديننا الإسلامي الحنيف وهي أبعد ما تكون عن رسالته». وقال مراقبون إن دول الخليج تدعم تشكيل تحالف إقليمي ودولي لمواجهة الإرهاب باعتباره أحد أبرز الأولويات في الوقت الحاضر، وهو ما جسدته كلمة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز الجمعة الماضية خلال تسلمه أوراق اعتماد عدد من سفراء الجدد لدى المملكة. وحذر العاهل السعودي من أنه إذا لم تتم مكافحته فإن الإرهابيين يستهدفون الوصول إلى أوروبا خلال شهر، وستليها أمريكا في الشهر التالي. وتأتي كلمة الملك عبدالله في سياق سعي لخلق تحالف دولي يضع استراتيجية دقيقة لمواجهة الإرهاب، وهو تحالف ركز على المطالبة به مسؤولون أميركيون بارزون. فقد دعا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى إنشاء حلف عالمي واسع لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي ينشر الرعب عبر ممارساته الوحشية في المناطق التي يسيطر عليها في سورياوالعراق. وأوضح أنه سيعمل مع وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل على هامش قمة حلف الأطلسي في 4 و5 سبتمبر على تشكيل هذا الحلف مع شركاء بلاده الأوروبيين. وتابع كيري أنه سيتوجه مع هيغل إلى الشرق الأوسط بعد قمة الحلف الأطلسي للحصول على مزيد من الدعم «من الدول الأكثر تعرضا للتهديد المباشر».