أطل الربيع هذا العام بقسمات متوترة على غير عادته، وأرخى بظلاله على أصحاب « صلح الحديبية » الذين ذاخو وتلفوا أيما تلفة، وكيف لا وهم لم يتعودوا بعد على تغيرات المناخ. كثير منهم حائر بين الصلاة خلف بنكيران أو موائد الوزارات والبرلمان، وقد رأى الجميع تقلب وجوههم في المساء. بينما حسم بعضهم أمره وتوشح كلامه الازرق بالشجب والتنديد، فسال ماء العينين وساد الهرج والمرج بين مؤيد للطبيب ورافض للتنصيب. فقد اتقدت شعلة المصباح من جديد ولكن بضوء غير مألوف يميل في نظر البعض إلى الخفوت، ولكن البعض يرى أنه أنار دفتي الكتاب واهتدى به الحمام والورد والحصان والسنبلة وكثير من الناس، وكثير حق عليه الغضب وسيكون الربيع قاسيا لن يلين إلا بحرارة الصيف. و غير بعيد عن فيلا الليمون حيث يجتمع المصباحيون، سلت سيوف الفتح في اتجاه « باب العزيزية » وقرعت طبول حرب غير معلنة بين كفتي الميزان، بينما أطل نزار من فوق حائطه لينصح الساسة بالتحلي بالكياسة في زمن المضاربة بالكراسى، فهل سيصمد حميد داخل الأسوار أم سينتصر حمدي والمطالبون بالاستفلال معه في معركة تكسير تجهيزات المقر وانجازات الأسلاف؟؟ الجواب قد تحمله الرياح من مكان غير بعيد ولن تجري أبدا بما تشتهيه السفن.