دموع الطفلة الصغيرة، ذات العشر سنوات، لم تشفع للشرطي المسؤول عن تأمين منطقة أهرامات الجيزة، حتى يترك لها أقلام التلوين الخاصة بها، أثناء تفتيشها ضمن 10 آلاف زائر آخر، جاءوا خصيصًا لمشاهدة فرقة الروك الأمريكية الشهيرة « ريد هوت تشيلي »، وعندما سألت أسرتها عن السبب، جاء الرد أكثر من صادم بالنسبة للأسرة ومرافقيها، « ممنوع اصطحاب أعلام الرينبو أو « قوس قزح »، التي توصف بأنها « شعار للمثليين »، أو أقلام التلوين، تحسبًا لاستخدامها في رسم الشعار. القصة رواها الصحفي سامر الأطروش، عبر حسابه على موقع تويتر، كشاهد عيان، رصد خلالها عملية التفتيش الدقيقة لجمهور الحفل الغنائي، ليس خوفًا من تهريب مواد متفجرة إلى الداخل، لتنفيذ عملية إرهابية، ربما تعيد السياحة في مصر عشرات الخطوات إلى الخلف، إنما خوفا من تهريب أعلام « رينبو »، التي رفعها عدد من أنصار حقوق المثليين في حفل غنائي منذ عامين. تغريدة الأطروش على « تويتر »، علق عليها أحمد محيي الدين، صديق أسرة الطفلة الباكية على بوابات حفل « ريد هوت تشيلي »، ليؤكد صحتها، مؤكدًا أن كل محاولات الأسرة ﻹقناع الشرطي بإعادة أقلام للتلوين المُصادرة باءت بالفشل. كان طابور الجمهور طويلاً أمام بوابات دخول منطقة الأهرامات، في انتظار حضور حفل الفرقة الأمريكية، ورغم الكثير من الاستهجان لإجراءات التفتيش من الحضور، إلا أن الأزمة لم تتجاوز حد « التذمر »، كما مر الحفل، دون أن تصدر وزارة الداخلية بيانًا توضح فيه طبيعة ما حدث على أبواب الحفل، وأسباب بحثها عن « أعلام المثليين »، حسب تعبير أحد أفراد الشرطة. علم الرينبو علم « ريبنو » صممه الفنان الأمريكي جلبرت بيكر في عام 1978، لتشير ألوان « قوس قزح » فيه لتنوع « الهوية الجنسية »، واعتبره المصمم مصدر للفخر بالنسبة للمثليين، وتعرض العلم على مدار سنوات للعديد من التغييرات وصولاً إلى الاستقرار على ألوان الأحمر والبرتقالي والأصفر والأخضر والأزرق والبنفسجي. *عن VICE بتصرف