سيكون عُشّاق كرة القدم على موعد مع مباراتين للكلاسيكو في غضون أسبوع واحد، وهو أمر لا يتكرر كثيرًا في إسبانيا، الأول في إياب نصف نهائي كأس الملك بالسابع والعشرين من الشهر الجاري، والثاني بالجولة السادسة والعشرين من منافسات الليجا، بالثاني من الشهر القادم. أحد الأشياء المشتركة بين المباراتين هو ملعب سانتياجو بيرنابيو، فمباراتي ذهاب الدوري والكأس أقيمتا بأرضية كامب نو، وانتهتا بفوز برشلونة بخماسية في الدوري، وتعادل بهدف لمثله في الكأس، والآن فإن ريال مدريد على موعد مع الثأر في ميدانه. مُشجّعو الفريق الكاتالوني قد يطمأنوا قليلًا ويصبحوا مُرتاحي الفؤاد، حيث لن يجدوا مشّقة في متابعة المباراتين بخوف وترقب شديدين كما جرت العادة في اللقاءات الكبرى للفريق، نظرًا إلى سِجٍل ليونيل ميسي الكبير علي أرضية ملعب البيرنابيو، والذي فاق نظيره في ملعب كامب نو. قبل البدأ في موضوع التقرير، يجدر الإشارة إلى أن ميسي يتربع على صدارة لائحة هدّافي الدوري الإسباني برصيد 25 هدفًا، كما يتصدر قائمة صُناع الأهداف أيضًا بعدما قدم 11 تمريرة حاسمة. ميسي ملك البيرنابيو منذ الظهور الأول له في ملعب ريال مدريد بالتاسع من نوفمبر 2005 في فوز برشلونة بثلاثية نظيفة، خاض اللاعب 19 مباراة بالبيرنابيو وتمكن من تحقيق 10 انتصارات والتدوين على 15 هدفًا، وهو الرقم الأضخم لأي لاعب في تاريخ برشلونة على الإطلاق.. نرجع بالذاكرة إلى المباراة الأولى التي كان ميسي وقتها بعمر ال 18 عامًا، لم يسجل ولم يصنع، لكن الذكرى من تلك المواجهة كانت موجة التصفيقات الحارة من جماهير البيرنابيو للنجم البرازيلي رونالدينيو.. في المباراتين اللاحقتين لميسي في مدريد انهزم بنتيجة 2-0 و 4-1 تواليًا. استمرت عملية توهج ميسي على ميدان ريال مدريد بدءًا من تلك المباراة ليمتد إلى التسجيل في خمس مباريات متتالية (دون خسائر)، فقد زار شباك مدريد على أرضهم 8 مرات خلال خمس مواجهات فقط، في الفترة من 2 مايو 2009 إلى منتصف أغسطس 2011. في المباريات الخمس اللاحقة، سجل هدفين فقط (فوزين لبرشلونة – فوزين لريال مدريد وتعادل وحيد). الثالث والعشرين من مارس عام 2014 هو تاريخ لا يمكن أن يُنسى لميسي في مبارياته ضد ريال مدريد، فقد كان الهاتريك الوحيد له على ميدانهم عندما قاد برشلونة لتحقيق فوزٍ تاريخي ب 4-3. في المباراتين اللاحقتين فشل ميسي في معانقة شباك ريال مدريد، لكنه ساهم في فوز البلاوجرانا في مباراة ال 4-0 الشهيرة موسم 2015-2016، ولم ينجح في إنقاذ الموقف بالموسم الذي سبقه ليخسر برشلونة 3-1. مباراة أخرى للتاريخ كانت في الجولة الثالثة والثلاثين من موسم 2016-2017 عندما هدّف مرتين وأنقذ برشلونة من فخ الخسارة في البرنابيو، تلك المباراة التي رفع من خلالها كلتا يديه مُتحديًا أنصار الفريق العاصمي. المباراة الأخيرة لميسي على ملعب بيرنابيو كانت في ذهاب الموسم الماضي بالدوري الإسباني، وسجّل من خلالها هدفًا واحدًا، المباراة ما قبل الأخيرة شهدت على خسارة برشلونة في السوبر الإسباني بهدفين نظيفين وبطبيعة الحال لم يسجل ميسي. في المباريات الثلاث الأخيرة فقط بالليجا على أرضية البيرنابيو، سجّل ميسي 3 أهداف وقاد برشلونة للفوز بهم جميعًا دون أي تعادل أو خسائر. الإجمالي بشكل عام فإن ميسي خاض 39 مباراة ضد ريال مدريد في جميع الملاعب، فاز في 17، تعادل في عشرة، وخسر 12 مباراة.. دوّن على 26 هدفًا. يمكن تقسيم أهداف ميسي ضد ريال مدريد من خلال الملاعب والبطولات كالتالي.. داخل الأرض « كامب نو » (فاز في 7- تعادل 7- خسر4) وسجل 11 هدفًا خارج الأرض « بيرنابيو » (فاز 10- تعادل 3- خسر 6) وسجل 15 هدفًا في أرض محايدة « مستايا » (فاز 0- تعادل 0- خسر2) ولم يسجل أهدافًا في الدوري (فاز 13- تعادل 5- خسر 6) سجل 18 هدفًا في الكأس (فاز 1- تعادل 3- خسر 3) ولم يسجل أهدافًا في كأس السوبر (فاز 2- تعادل 1- خسر 3) وسجل 6 أهداف في دوري الأبطال (فاز 1- تعادل 1- خسر0) وسجل هدفين.