يبدو أن بنكيران لن يجد من وزراء الحمامة الرد والحروب الكلامية كما ألفها من الفرقاء السياسيين الذين ما فتئوا يردون عليه في خرجات إعلامية مضادة. فزعيم حزب الأحرار منذ بداية مساره بالمؤتمر الوطني حسم النقاش السياسي بين الفرقاء والمنافسين بالقول » عدونا الوحيد هو الفقر والبطالة » .. أي لن نضيع الوقت في الحروب الكلامية والغوغائية السياسية التي يحترف بنكيران خوضها حتى يلهي باقي الفرقاء عن المسار السياسي لحزبهم ويضيع في الفعل وردة الفعل. لكن المفاجأة اليوم التي يقف عليها المواطن المغربي المتتبع للسياسة في المغرب، هي إنضباط جل وزراء الأحرار وراء هذه المنهجية التي تقوم أساس على العمل القطاعي والحكومي وعدم الخوض في الحروب الكلامية، ولعل وزير الشباب والرياضة الطالبي العلمي والذي يعد من قيادات الأحرار وصاحب مداخلات وصفت من قبل من طرف الصحافة ب « النارية » واحد من الأفراد الذين تنزه عن الخوض في كلام رئيس الحكومة الأسبق. وحينما سئل الطالبي العلمي عن تصريحات بنكيران، أضاف ليس من اخلاقنا أن نرد على رئيسنا السابق، مؤكدا أنه من الناحية الأخلاقية والسياسية ليس من اللائق أن نرد، وحينما سئل عن توتر الاغلبية الحكومية من تصريحات بنكيران، أجاب الطالبي بتساؤل: هل تستحق تصريحات بنكيران اجتماع الأغلبية؟ وهل سنوقف الأوراش الكبرى للوطن من قبيل المونديال والمشاريع الاقتصادية والاقتصاد الوطني حتى نرد على بنكيران؟. درس جديد من دروس النبل والأخلاق يلقنه »الحزب الإداري » كما يحلو لخصومه تسميه « للحزب الإسلامي »، وفصل جديد من فصول الممارسة السياسية قوامها العمل والمعقول، وعلى ما يبدو أن هديل الحمامة تفوق في « الصواب » على شرارة المصباح.