انتهت عطلة التلاميذ وعاد الجميع إلى الأقسام الدراسية، بينما عطلة نواب الأمة لا تزال مستمرة بعد انتهاء دورة الخريف الذي خيم بظلاله على مبنى البرلمان المهجور. وقال بعضهم إن أموال مجلس النواب حرام ولا يجب صرفها، بينما قال أهل العلم والفتوى أن الأمر مكروه ويجوز فيه الوجهان، مادامت الأخوات سينفقنه في اقتناء الجلباب والحجاب المباح دون البرقع الحرام. وبعد ذلك شكر الجميع الحبيب الذي وقع قرار الخلصة وملء الجيب، ثم انصرفوا إلى المولات والمحلات الكبرى لإنفاق المال خوفا من صدور مرسوم مشؤوم يطالبهم بإرجاعه، خصوصا وأن التقارير تتناسل حول معاشاتهم وتقاعدهم. أهل الغرفة الثانية غير معنيين بكل هذا النقاش، فقد اشتروا سياراتهم الفاخرة واستفادوا من المراحيض و باقي المرافق، وهم يسافرون بين الفينة والأخرى. لا يهمهم تشكيل الحكومة ولا يريدون الخوض في الموضوع، وقد يناقشون في جلسة قادمة شراء كفن ل « الديموقراطية » بعد أن نعاها عبد الإله في عزاء يوم السبت، وبكاها المناضلون وولولت النساء وكدن يقطعن أيديهن لولا أن استدرك المتكلم الأمر وتفائل بقرب الفرج. فيما لا يزال ادريس متشبتا بحقه في إثارة غضب المصباح ويصر على أن في الإتحاد قوة، وأن الحبيب سيقلع عن عادته في أكل الشوكولاطة وصباغة شعره ما دام سينال رضا 125 نائبا محترما.