لم يدع عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المعين، فرصة انعقاد دورة المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية تمر دون أن يوزع الإشارات في جميع الاتجاهات، إذ قال لمنخرطي حزبه اليوم السبت ببوزنيقة إن « الرأي العام يميز جيدا، ويتساءل عن المنطق الدستوري والسياسي الذي يجعل من المستساغ أن يدعو حزب لم تسعفه نتائجه الانتخابية، إلى القفز على الدستور، ويوقف مسار تشكيل الحكومة، ويهدد بأن الحكومة إما أن تكون به أو لا تكون ويطرح نفسه كحزب ذي كفاءة لا يمكن أن تستقيم الحكومة إلا به، خصوصا في التوجه الإفريقي للدولة عليها »، مردفا « رحمة الله على الديمقراطية ». كلام بنكيران كان موجها بالأساس لحزب الاتحاد والاشتراكي وزعيمه إدريس لشكَر، والذي لم يسلم من سخرية الأمين العام لحزب المصباح إذ قال بنكيران: « هذا الحزب بالكاد حصل على 20 مقعدا..في حين العدالة والتنمية فقط في جهة الرباط حاز على 22 مقعدا، شوية ديال التواضع.. وأضاف يجب أن تكتفي برئاسة مجلس النواب التي لم يكن من المعقول أن تخرج عن إطار الاغلبية المفترضة ». بنكيران أضاف: « في الوقت الذي دعوناه للمشاركة في الحكومة « بقى كيتلاعب » وسيأتي الوقت للكشف عن التفاصيل، أما اليوم فأنا لم أوجه له أي دعوة »، مضيفا « قلنا أن الأغلبية السابقة صافي، علاش هو كيجاوبني أنا مغنجوبوش، لاش غنجوبو؟ أنا هضرتي مع أخنوش ومع العنصر جاوبوني تبارك الله ماجوبونيش غنعرف أشنو غندير « . على صعيد متصل أعاد رئيس الحكومة المعين، تقديم تفسيره لأسباب تعثر تشكيل الحكومة والأزمة التي دخلت شهرها الرابع وقال: « مباشرة بعد الانتخابات اتضح أن بعض الجهات الحزبية التي خسرت الانتخابات لم تُسَلم بالهزيمة كما تقتضي بذلك القواعد الدستورية والديمقراطية (..) « يا ليتها فعلت ولو كانت فعلت كان سوف يكون نصرا كبيرا للوطن، ولكننا دخلنا في القيل والقال وفي اللجاج وفي التهم المتبادلة، وبالتالي تأخر تشكيل هذه الحكومة أكثر من أربعة أشهر إلى الآن »، ليختم بنكيران بالقول « هذا بطبيعة الحال ينقص من إشعاع المغرب الذي كان يجب ألا يمس بهذه الطريقة للأسف الشديد، ولكن العبرة بالنتيجة، والنتيجة أن تنتصر إرادة المواطنين (..) كان من الممكن أن يختار جلالة الملك شخصا آخر كرئيس للحكومة، ولكن اختار الاختيار الأعلى في الترتيب الديمقراطي »،متسائلا: « هل الجميع يفهم الإشارات الملكية بالطريقة الصحيحة؟ ».