دون أن يأتي على ذكر الترتيبات الزمنية والتنظيمية للمؤتمر الوطني الثامن، عاد عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة المعين، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية أول أمس السبت، في دورة المجلس الوطني لحزبه، التي عقدت ببوزنيقة، إلى التلويح مجددا بالتخلي عن منصب رئيس الحكومة، الذي عينه فيه الملك محمد السادس، مباشرة بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات التشريعية. و لمح ابن كيران إلى التخلي عن رئاسة الحكومة في حال «اقتضت مصلحة الوطن ذلك»، وفق تعبيره، كما جدد في الوقت نفسه تشبثه بالأغلبية الحكومية السابقة، دونا عن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي يبدي حزب التجمع الوطني للأحرار تمسكا قويا به رفقة الاتحاد الدستوري، «نؤكد، يقول ابن كيران، أننا سنواصل مشاورات تشكيل الحكومة، بناء على المنطلقات والمبادئ التي أعلنا عنها أكثر من مرة والمتمثلة في احترام الإرادة الشعبية، والتعيين الملكي، واعتبار القواعد الديمقراطية واستحضار انتظارات المواطنين وإعمال المنهجية التشاركية، والتعاون على الإصلاح ومراعاة المصلحة العليا للوطن، وكل ذلك يعتبر نهجا ثابتا في تصورنا ومنهجنا للإصلاح»، على حد قول الأمين العام لحزب العدالة والتنمية. عبد الإله ابن كيران وجد فرصته في رد الصاع صاعين للكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، متساءلا عن «المنطق الدستوري أو السياسي الذي يجعل من المستساغ أن يصبح حزب لم تسعفه نتائجه الانتخابية، يدعو إلى القفز على الدستور ويوقف مسار تشكيل الحكومة، ويهدد بأن الحكومة إما أن تكون به أو لا تكون، ويطرح نفسه كحزب ذي كفاءات لا يمكن أن تستقيم الحكومة إلا بها، خصوصا في التوجه الإفريقي للدولة حاليا؟» الأمين العام لحزب العدالة والتنمية واصل هجوماته القوية على الاتحاد الاشتراكي، دونما إشارة إليه، مضيفا أن «بعض الجهات الحزبية التي خسرت الانتخابات، لم تسلم بالهزيمة كما تقتضي ذلك القواعد الدستورية والتقاليد والثقافة الديمقراطية، وتداعت على ما يبدو إلى اجتماعات حاولت اقتراح تخريجات غير دستورية تقطع الطريق على تعيين الأمين العام لحزب العدالة والتنمية رئيسا للحكومة، باعتباره الحزب المتصدر والاتفاق المسبق على تكوين أغلبية نيابية، بعيدا عن المنطق الدستوري والذي يقتضي تسهيل مأمورية الحزب المتصدر للانتخابات بدل اللجوء إلى أساليب غير دستورية لعرقلة وتأخير تشكيل الحكومة». واستهزأ ابن كيران، في نفس هجوماته على حزب عبد الرحيم بوعبيد، من مطالب إدريس لشكر داعيا إياه إلى «شوية ديال التواضع، راه عند غير عشرين مقعد، ملي كنا داخلين في المشاورات بقا كيتلاعب، واليوم راني ما وجهت ليه حتى شي طلب باش نتفاوضو، وما غاديش نجاوبو»، مضيفا أن كلامه سيكون مع أخنوش والعنصر، جاوبوني مبارك ومسعود ما جاوبونيش أنا عارف آش غادي ندير»، في إشارة إلى إمكانية تقديم استقالته والتوجه لانتخابات سابقة لأوانه حتى وهو يؤكد أن «لا رغبة لنا في انتخابات سابقة لأوانها، نحن في حاجة إلى العفة والقناعة».